قداس تاريخي في الفاتيكان: البابا لاوون الرابع عشر يفتتح حبريته وسط حضور عالمي

في مشهد جمع بين الروحانية والاهتمام العالمي، يترأس البابا لاوون الرابع عشر صباح الأحد 18 مايو 2025 قداس انطلاق حبريته من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة وحضور عشرات الآلاف من المؤمنين، إلى جانب شخصيات رفيعة من مختلف أنحاء العالم.
وجاء هذا القداس، الذي ينطلق في العاشرة صباحاً بتوقيت روما، بمثابة اللحظة الرسمية التي تُعلن بداية حبرية أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، التي تمتد جذورها لما يقارب ألفي عام. وقد بدا لافتاً الحضور الأميركي المكثف، وعلى رأسه نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، اللذان يُعرفان بإيمانهما الكاثوليكي.
قبل بدء القداس، قام البابا الجديد، البالغ من العمر 69 عاماً والذي عاش أكثر من عقدين في البيرو، بجولة في الساحة على متن سيارته البابوية، محيياً الحشود التي توافدت من شتى بقاع العالم لمتابعة هذا الحدث التاريخي.
وخلال هذه المناسبة، تسلم البابا الرمزين التقليديين للحبرية البابوية: وشاح "الباليوم" المصنوع من صوف الخراف والمُلقى على كتفيه رمزاً لرعاية المؤمنين، وخاتم الصياد، الذي يُمنح لكل بابا عند بداية حبريته ويتم إتلافه عند وفاته كعلامة على نهاية ولايته الروحية.
الحدث حظي باهتمام دولي واسع، ليس فقط لطابعه الديني، بل أيضاً لأنه يمثل نقطة تحول في تاريخ الكنيسة بتولي رجل من شيكاغو أعلى منصب ديني كاثوليكي. ورغم حماسة الشارع الأميركي لهذا الانتخاب، إلا أن البابا الجديد يُعرف بموقفه الحازم الرافض لسياسات الرئيس دونالد ترمب، لا سيما ما يتعلق بقضايا الهجرة.
أمنياً، اتخذت السلطات الإيطالية تدابير صارمة، شملت نشر قناصة، وتفعيل وحدات الغواصين، إضافة إلى تنفيذ عمليات استباقية لرصد الطائرات المسيّرة، تحسباً لأي تهديد محتمل خلال هذا الحدث العالمي.
بهذا القداس، يفتتح البابا لاوون الرابع عشر فصلاً جديداً في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وسط آمال واسعة بإحداث تجديد روحي وإنساني، يعكس خلفيته الثقافية المتنوعة وتجربته الطويلة في خدمة المجتمعات المهمشة.