أعلنت بكين عن إعفاء شامل لكل المنتجات القابلة للضريبة القادمة من 53 دولة إفريقية تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين. الإعلان جاء خلال اجتماع تنسيقي رفيع المستوى احتضنته مدينة تشانغشا الصينية، بحضور عدد من كبار المسؤولين، وبتوجيه مباشر من الرئيس شي جين بينغ الذي وجه رسالة دعم قوية لهذا التوجه الجديد. القرار يمثل نقلة نوعية في التعاون الاقتصادي بين الطرفين، ويهدف إلى تعزيز فرص التصدير للدول الإفريقية، لاسيما الأقل نمواً منها، إلى السوق الصينية الواسعة. المبادرة تُعد جزءاً من رؤية أوسع تسعى من خلالها الصين إلى تعميق التعاون المتبادل وتحقيق التنمية المشتركة في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي (FOCAC). وخلال افتتاح الاجتماع، طرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي خمس مقترحات ترمي إلى ترسيخ التعاون عالي الجودة مع القارة، ترتكز على مبادئ الدعم المتبادل، والانفتاح على الاقتصاد العالمي، وتحقيق المنافع المشتركة، والدفاع عن العدالة الدولية، وتشجيع التبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب. الاجتماع توج بإصدار سلسلة من الوثائق المشتركة، من بينها إعلان "تشانغشا" الذي يركز على تعزيز التضامن بين بلدان الجنوب، فضلاً عن خطة تعاون ثقافي لعام 2026، وكلها خطوات تؤكد الإرادة المشتركة لبكين وعواصم القارة الإفريقية لبناء روابط سياسية وشعبية أكثر متانة. وفي موازاة ذلك، انطلقت في المدينة ذاتها فعاليات الدورة الرابعة للمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني-الإفريقي، مما يعكس الزخم المتزايد في العلاقات بين الجانبين. ويُذكر أن الصين تُعد الشريك التجاري الأول للقارة الإفريقية منذ 16 عاماً، حيث شهدت المبادلات التجارية بين الطرفين قفزة بنسبة 12.4٪ خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، لتبلغ نحو 963 مليار يوان. وتعكس هذه التحركات إيمان الصين بأن تنميتها لا تكتمل دون شراكة حقيقية مع إفريقيا. ومن خلال هذا المسار، تسعى بكين إلى دعم جهود التنمية والنهضة الإفريقية، مستندة إلى تجربة التحديث الصينية، ومكرسة في الوقت نفسه مبدأ التعاون جنوب-جنوب كرافعة أساسية لبناء مستقبل مشترك أكثر ازدهاراً وإنصافاً.