أكد السفير الصيني بالمغرب، لي تشانغالين، أن العلاقات الثنائية بين الرباط وبكين دخلت "مرحلة جديدة" من الدينامية المتصاعدة، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين يشهد توسعاً "في العمق والعرض"، لا سيما في المجالات الاقتصادية والثقافية. وفي كلمته أوضح السفير الصيني أن الاستثمارات الصينية في المغرب تتجه بشكل ملحوظ نحو قطاعات استراتيجية، على رأسها صناعة السيارات والطاقة المتجددة والنسيج، مما يساهم بشكل مباشر في خلق فرص عمل وتعزيز التنمية المحلية. وأشاد بالدور المتزايد للمغرب كمنصة صناعية وخدماتية نحو إفريقيا وأوروبا. وأضاف تشانغالين أن هذه الطفرة الاقتصادية تتوازى مع تطور لافت على المستوى السياسي، مشيراً إلى الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الدارالبيضاء في نونبر 2024، حيث حظي باستقبال رسمي من طرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وتمت مناقشة آفاق التعاون الثقافي والإنساني بين البلدين خلال لقاء دام 25 دقيقة. وفي إطار توطيد التبادل البشري والسياحي، أعلن السفير عن إطلاق خطوط جوية جديدة بين الصين والمغرب، أبرزها الخط المباشر لشركة "Taversion Shanghai" بين شنغهايوالدارالبيضاء، مرورا بمرسيليا، والذي تم تدشينه في 20 يناير 2025، إضافة إلى إعادة تشغيل الخط القديم لشركة الخطوط الملكية المغربية. وتوقع الدبلوماسي الصيني أن يشهد المغرب في نهاية العام الجاري زيارة ما لا يقل عن 200 ألف سائح صيني. ومن المؤشرات الرمزية على هذا الانفتاح المتبادل، أشار السفير إلى تصوير برنامج الواقع الصيني الشهير "المطعم الصيني" مؤخراً في مدينة طنجة، حيث تم تحويل مطعم مغربي إلى مطعم صيني بالكامل من حيث التصميم والتجهيزات. وأكد أن هذه الحلقة ستُعرض نهاية الشهر الجاري، متوقعاً أن تحقق "عدة مليارات من المشاهدات"، مما سيساهم في الترويج الكبير للمغرب كوجهة سياحية وثقافية لدى الجمهور الصيني. وختم السفير كلمته بالتأكيد على أن هذه الدينامية الجديدة في العلاقات الصينية المغربية تعكس إرادة سياسية قوية من أعلى المستويات في البلدين، ووعياً مشتركاً بأهمية بناء شراكة متوازنة قائمة على الثقة والتكامل في مختلف المجالات.