أشاد "إعلان إسطنبول" الصادر في ختام القمة الإسلامية التي انعقدت بمدينة إسطنبول، بالجهود البارزة التي تضطلع بها لجنة القدس، برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، دفاعاً عن الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف. وأكد الإعلان أن اللجنة، التي تعمل تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي، تلعب دوراً محورياً في التصدي لمحاولات تهويد المدينة المقدسة، وحماية مقدساتها الإسلامية والمسيحية، في ظل تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية ومحاولات فرض الأمر الواقع. كما نوه بالتحركات الميدانية والديبلوماسية التي تقودها وكالة بيت مال القدس، الذراع الميداني للجنة، في مجالات التعليم والصحة والإسكان، دعماً لصمود الشعب الفلسطيني المقدسي في وجه التهجير القسري والتمييز الممنهج. ويُعتبر هذا التثمين الدولي تأكيداً جديداً على المكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب في قلوب الفلسطينيين وفي المنتديات الإسلامية والدولية، حيث يحرص جلالة الملك، بصفته رئيس لجنة القدس، على توجيه رسائل واضحة للمجتمع الدولي بشأن خطورة الوضع في المدينة المقدسة، والدعوة الدائمة لاحترام قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بوضعها القانوني والتاريخي. وتأتي هذه الإشادة ضمن سلسلة من المواقف الدولية التي تنوه بدور الرباط في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبدأ حل الدولتين وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. في سياق متصل، أشار "إعلان إسطنبول" إلى أهمية توحيد الجهود الإسلامية لمواجهة التحديات التي تهدد القدس، داعياً إلى تقديم المزيد من الدعم السياسي والمالي لسكان المدينة، وتعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لمجابهة محاولات طمس هوية المدينة وتهويد مقدساتها. إن هذا الاعتراف المتجدد بالدور المغربي، يعكس ليس فقط التزام المملكة بقضايا الأمة، بل أيضاً قدرتها على التأثير الإيجابي في مسارات التضامن العربي والإسلامي، دفاعاً عن العدالة والكرامة وحقوق الشعوب في العيش بحرية وسلام.