شهد الأسبوع الماضي لقاءً رفيع المستوى جمع بين الجنرال محمد كديح، مفتش القوات الجوية الملكية المغربية، وستانلي براون، النائب الرئيسي في مكتب الشؤون السياسية-العسكرية بوزارة الخارجية الأمريكية. هذا الحوار، الذي وصف ب"المثمر"، أعاد التأكيد على عمق الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الرباطوواشنطن، وعلى الدور المحوري الذي يلعبه المغرب في دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز منظومة الأمن في شمال أفريقيا. اللقاء جاء في ظرفية دقيقة تتسم بارتفاع التحديات الأمنية العابرة للحدود، سواء على مستوى مكافحة الإرهاب أو مواجهة التهديدات البحرية وعمليات التهريب، وهو ما يجعل من التنسيق بين البلدين عنصرًا حيويًا في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. كما أن الاجتماع تزامن مع تسريبات إعلامية تفيد باهتمام المغرب بتطوير قدراته الدفاعية الجوية من خلال إمكانية الحصول على مقاتلات متقدمة من طراز F-35، الأمر الذي إن تحقق سيضع القوات الجوية الملكية في مصاف القوى العسكرية الإقليمية الأكثر تطورًا. الولاياتالمتحدة من جانبها شددت على تقديرها للشراكة التاريخية مع المغرب، معتبرة أن الرباط تمثل ركيزة أساسية في جهود واشنطن لتعزيز الأمن في المنطقة. ويأتي هذا اللقاء ليؤكد أن العلاقات بين البلدين لم تعد مقتصرة على البعد الدبلوماسي التقليدي، بل تتجه نحو تعاون عملي متزايد في مجالات التحديث العسكري وتبادل الخبرات والعمل المشترك لمواجهة التحديات المستقبلية.