تقرير يضع المغرب في قائمة البلدان المهددة بالإجهاد المائي في العالم

دق تقرير دولي حديث الصدور، ناقوس الخطر إزاء وضعية المياه في المغرب، بعد أن وضع خبراء المعهد العالمي للموارد المائية المعروف اختصارا ب" WRI، المغرب في المرتبة ال22 عالميا ضمن البلدان الأكثر تعرضا للإجهاد المائي، في قائمة ضمت 165 دولة على الصعيد العالمي.
وأكد التقرير أن المغرب يواجه مشكلة إدارة موارده المائية، مبرزا أنه وفقًا لتوزيع الموارد المائية المتاحة لكل فرد، فإن المناطق الجنوبية بالمغرب ليست هي الأكثر تضرراً من الاجهاد المائي، نظرًا لمناخها الجاف، بل المناطق ذات أعلى معدل في تركيز السكان والأنشطة، مما يعني ارتفاع الاستهلاك.
وبنقطة 0.92، صنفت جهة الشاوية ورديغة كأكثر جهات المملكة تهديداً بندرة المياة، حيث سجلت أعلى المعدلات من حيث استخدام المياه للأغراض الصناعية والزراعية والمنزلية، متبوعة بجهة دكالة – عبدة (0.91)، جهة الرباط – سلا – زمور –زعير، في نفس المرتبة مع جهة الغرب – شراردة – بني حسين (0.85)، تادلة – أزيلال (0.80)، الدار البيضاء الكبرى، (0.78) ، مراكش – تانسيفت – الحوز (0.76)، طنجة – تطوان (0.72)، تازة – الحسيمة – تاونات (0.70)، مكناس – تافيلالت (0.64)، فاس – بولمان (0.62)، سوس – ماسة – درعة (0.54)، الجهة الشرقية (0.48)، العيون – بوجدور – الساقية الحمراء (0.36)، كلميم – السمارة (0.31) .
وأشار ذات التقرير الى أنه بوجود مؤشرات قريبة من بعضها البعض وفقًا لجهات المملكة الاثني عشر، أصبحت مجمل مناطق المملكة، متواجدة بأكملها في المنطقة الحمراء ذات معدل المخاطرة المرتفع، مبرزا أن الفيضانات أصبحت تهدد بالمزيد من الأضرار في الجنوب، حيث تحتل جهة العيون – بوجدور – الساقية الحمراء المرتبة الأولى في الترتيب، تليها الشرقية، ثم جهة الطنجة – تطوان والدار البيضاء الكبرى.
على صعيد شمال إفريقيا، يحتل المغرب المرتبة الثانية بعد ليبيا (السادسة عالميا)، التي أصبحت مهددة بالإجهاد المائي، متبوعة بالجزائر (29 المرتبة )، فيما حلت تونس في المركز الأول وال (30 عالميا)، موريتانيا ( 61 عالميا).
التقرير حذر من "يوم الصفر"، أي عندما تنفذ المياه تماماً، ويعيش نحو ثُلث سكان العالم، أي 2.6 مليار شخص، في دول تعاني من "إجهاد مائي شديد"، بينهم 1.7 مليار في 17 دولة تُصنف على أنها تعاني من "إجهاد مائي شديد للغاية"، وفقا لذات التقرير، الذي أشار الى أن 12 دولة من بين الدول ال 17 المهدّدة بهذا الخطر، هي من الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا.
وتواجه، وفقا لمعطيات التقرير، دول مثل الهند، الكويت، إيران، الأردن، باكستان، لبنان، السعودية، الإمارات، إريتريا، البحرين، عمان، وبوتسوانا، خطر الإجهاد المائي، علماً أن جنوب إفريقيا شهدت في العام الماضي أسوأ موجة جفاف منذ قرن.
وأفاد التقرير أنّ "البلدان المذكورة حلت ضمن قائمة الدول ال17، وهي مقبلة على نقص وشيك في المياه، حيث إنها تعاني من مستويات مرتفعة للغاية من الإجهاد المائي، وقد تنضب الصنابير في هذه المناطق قريباً".
وأكد القائمون على هذا التقرير أن "الإجهاد المائي هو أكبر أزمة لا يتحدث عنها أحد، وعواقبه في مرأى من الجميع وهو ما يتجلى في انعدام الأمن الغذائي، والصراع والهجرة، وعدم الاستقرار المالي"، مبرزا أن "هناك بعض المحاولات التي نهجتها الدول لمواجهة المشكلة، وأن من بين تلك المحاولات ما يتعلق بتحريك الجبال الجليدية لإنهاء الجفاف".