الجسد حذاء الروح، تنتعله ويسهران معا على مدار العمر. يظل الأمر هكذا إلى أن يتوقف القلب عن الخفقان. ويفترقان كعاشقين في محطة ما من يابسة الكون. * * * الجسد كتابة تنحت الجمال ليصبح سلطة. * * * الجسد فتنة الروعة ساعة اشتباكاته: «نيران صديقة». * * * الجسد معرفة تؤسس لحقوق الكائن واختياراته، لتجليات تمظهراته، لفوضاه التي تعتري سقف فلسفته في قضايا الحياة. * * * الجسد توأم الروح، تخونه -الروح- ساعة تفر وتحلق في هواء وسماء وخلاء... * * * الجسد قارة مجهولة، متحركة، رحالة، يابسة محيطة بجداول ماء، وفوهة بركان. * * * الجسد دكان الكائن، يشرع أبوابه عند الحركة، وساعة السكون -النوم- يوصد أبوابه. * * * الجسد حيوات أخرى ساعة يفنى يصبح أديم ارض تخطوها أجساد أخرى، ليستمر المشي وتتواصل الخطوات. * * * لا عطر يعلو فوق عطر الجسد، وساعة الإنشاء يصبح بصمة مسجلة في دواخل الروح، قد يكون اسم هذا العطر جسد و حقوق الفكرة لي. * * * الجسد تعدد ثقافي و تنوع حضاري: جسد أمازيغي، جسد أندلسي، جسد إفريقي، جسد يهودي، ... ... ... كم هو مدهش هذا الجسد المغربي. * * * الجسد خلايا سرية نائمة توقدها شرارة الحب. * * * الجسد إقامة غير أبدية، بطاقة هوية وطنية منتهية الصلاحية يؤشر عليها مرسوم الموت. * * * الجسد حديقة شخصية، كنْ أنت البستاني فقط. * * * الجسد ينحرف إذا مال إلى مثيله ينعطف، و ينجرف، لكن حين يميل إلى نقيضه و هذا سر مهنة الطبيعة يسعف السلالات في التعايش ، و الأرض في التعمير، و الحياة في الحياة. * * * «خفف الوطء ما أظن اسم هذه الأرض إلا من هذه الأجساد - أو الأضداد»- أبو العلاء المعري. لا أظن أن «الليبرالية المتوحشة «خففت الوطء، مصير الأرض الآن يكاد يختنق، ومعه الإنسان جسدا وروحا هذا مؤكد. * * * الأديان كانت و لا تزال نصيرة الجسد، ترسخ طهارته و تزوجه بالماء ليسمو و يرتفع إلى حواشي الجنة. «إن لجسدك عليك حقا» * * * «العولمة» صَّيرتِ الجسد وحدة معلوماتية و في أقصى حالاته يصبح -الجسد- حاملا لمفاتيح تفتح مزلاج الحدود، لتستمر السياسة بأشكالها الأخرى، و يتيه الإنسان، و يضيع قرار الجسد و استقراره. هي العولمة هكذا. * * * آدم هو الجسد الذي تعدد في البشرية لينشر «بلاغة الطين» في أرجاء الكون. الجسد «قصيدة» يدرك شفرتها الشاعر، والرسام، و النحات فقط.