بعد فوز فريقه باريس سان جيرمان برباعية نظيفة على ريال مدريد في نصف نهائي البطولة العالمية، خرج الدولي المغربي أشرف حكيمي بتصريح مثير، هو الأول من نوعه، حول كواليس مغادرته للنادي الإسباني الذي نشأ فيه وتكوّن داخله. وقال حكيمي، في حديثه مع اللاعب السابق كلود ماكيليلي ضمن تغطية شبكة "دازن"، إن قرار الرحيل لم يكن بإرادته، بل تم من طرف إدارة ريال مدريد. وردًا على سؤال مباشر بشأن كيف سمح نادي بحجم ريال مدريد بخروج لاعب مثله، أجاب الظهير الأيمن المغربي بلهجة واضحة: "لم أكن أنا من قرر الرحيل، بل هم من قرروا ذلك"، مضيفًا أنه يشعر اليوم بالسعادة في باريس حيث "يسمحون لي بأن أفعل ما أجيده وأستمتع بوقتي"، على حد تعبيره. اللقاء، الذي جمع حكيمي بزملائه السابقين في الريال، كان محملًا بدلالات رمزية أكثر من كونه مجرد مباراة. فقد ساهم اللاعب في صناعة الفوز الكبير لنادي العاصمة الفرنسية، بتألق ملفت على الجهة اليمنى، بينما جلس رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، في المدرجات متابعًا أداء من كان يوماً أحد أبرز المواهب في مركز الظهير. تصريح حكيمي، الذي تزامن مع تعاقد النادي الملكي مع الدولي الإنجليزي ترينت ألكسندر-أرنولد لشغل نفس المركز، أُخذ على نطاق واسع كرسالة مبطنة تعكس نوعاً من العتب – أو ربما التوبيخ – لقرار التخلي عنه قبل سنوات، رغم الأداء الثابت الذي أظهره في تجاربه مع بوروسيا دورتموند، إنتر ميلان، ثم باريس سان جيرمان. واعتبر محللون أن تصريحات حكيمي تسلط الضوء مجدداً على سياسة النادي الملكي في التعامل مع مواهبه الشابة، في وقتٍ لم يتوان فيه ريال مدريد عن منح فرصٍ أكبر للاعبين قادمين من الخارج على حساب أبناء أكاديميته. ويعيش أشرف حكيمي هذا الموسم واحدة من أفضل فتراته الكروية، بعد أن ساهم بشكل أساسي في تتويج فريقه بعدة ألقاب، منها الدوري الفرنسي وكأس فرنسا، بالإضافة إلى دوري أبطال أوروبا، مع استعدادات لخوض نهائي كأس العالم للأندية أمام تشيلسي الإنجليزي يوم الأحد. وإذا كان التألق داخل الملعب قد ضمن له مكاناً بين المرشحين الأبرز لجائزة الكرة الذهبية الإفريقية، فإن تصريحاته الأخيرة، التي جمعت بين الشفافية والمرارة، أعادت للأذهان مشاعر التهميش التي قد تواجه بعض المواهب في أندية النخبة، حين لا تجد الاعتراف الكافي بداخلها.