تزخر ساحة الفن والإبداع المغربي بطاقات شابة استطاعت أن ترسم لنفسها طريق النجاح بالمكابدة والعلم والمعرفة وبصمت مشوارها الفني بأعمال تشهد لهم بالكفاءة المهنية وعشق الانتماء لفضاء الصورة والصوت ومن بين هذه الطاقات المتجددة بالحيوية والعمل يذكر اسم المخرج منصف مالزي ابن مدينة مراكش الذي عانق نخيلها سنة 1980 ، شاب استطاع فرض منتوجه الفني والإبداعي من خلال تجربته التي وسمت بأول شهادة منحت له كجائزة عن أحسن دور ذكوري في إطار فعاليات المهرجان الوطني لفناني المدرسة الثانوية و ذلك قبل حصوله على شهادة البكالوريا في الآداب الحديثة ، بعد ذلك سيجد منصف نفسه يخوض تجربة عسكرية داخل القوات المسلحة الملكية لممارسة تكوين تدريبي في ميدان القفز بالمظلات لتحقيق شغفه الكبير في المغامرة والإثارة، دون أن يغفل الجانب التعليمي والمعرفي، حيث سيغني تجربته هذه في متابعة دراسته الأدبية بشعبة الأدب الفرنسي "بكلية الآداب و العلوم الإنسانية"،ويحقق رغبته الجامحة في الفنون المسرحية ب"ISADAC" (المعهد العالي للتنشيط الثقافي و الفني). اشتغل منصف مالزي كممثل في السلسلة العربية الشهيرة "ملك الطوائف" من إخراج حاتم علي، و في عام 2007 فتح له باب الاشتغال المباشر مع المخرج نور الدين تلسغاني كمساعد مخرج لإنجاز تقارير تلفزيونية مخصصة للقناة البلجيكية "Luxe TV" ، هذا المنعطف دفع بمنصف إلى الاهتمام العميق في مجال الفنون البصرية و حفز رغبتة القوية لتعلم فنون تقنيات الصورة، و الأهم من ذلك اكتشف ذاته من خلال ميولاته المناسبة حيث قرر الدخول إلى مدرسة "ESAV" (المدرسة العليا للفنون البصرية) ليحصل على إجازته تخصص "إدارة التصوير"و تفرغ بعد ذلك كليا للإخراج حيث أشرف على العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية و السينمائية كمخرج ومدير للتصوير . راكم منصف العديد من الأعمال و البرامج لفائدة قنوات مغربية و أجنبية ك CNN و NRJ 12, Nile TV... فضلا عن إخراجه لمجموعة من البرامج مند سنة 2008، كبرامج عروض أزياء و عروض مسرحية منها une nuit dans le" jardin d?Omar Khayy?m", و "Troix nuit avec Madox"... وفي سنه 2010 سيقتحم عالم السينما من خلال إخراج أول فيلم سينمائي "Le portraitiste" علاوة على الشريط التلفزي "أيام الغدر" و الفيلم السنمائي "فاميلا". عشقه للموسيقى و النهضة الشبابية المغربية جعله يتوجه إلى إخراج كليبات لأغاني ناجحة عرضت في قنوات عربية و عالمية ك MTV، Musique plus, Wanassa... ك" يا ولدي" لحاتم إدار، "فبالي" لحاتم عمور"، "مال حبيبي" لسعد المجرد، "ناري ناري" لمحمد رضى... " هذا العشق المباح للإبداع سيحول أنظار منصف نحو وجهة أخرى سنة 2011 حيث قام بإخراج البرنامج المغربي الشهير "أخطر المجرمين" الذي حظي بأعلى نسبة مشاهدة في القناة الثانية، كما قام بإخراج برامج أخرى متنوعة ك" فيق فطريق"، "حكاية بطل"، "الرواد"، "في ضيافة حليمة و اسماعيل"، "ماستر شيف"... وأعمال أخرى عديدة وفي سنة 2013 قام بإخراج ملحمة "المغرب المشرق" التي شارك فيها العديد من الفنانين المغاربة بمناسبة ذكرى عيد العرش . هذه التراكمات جعلت منصف يترجم عشقة للأغنية الشبابية العصرية حيث قام بإخراج كليبات أغاني شبابية لمغنيين مغاربة و عرب مثل "هذا هو المغربي" لبدر سلطان، كريمة غيت، رقية ماجي و رضوان برحيل، و "مغربية و افتخر" لابتسام تسكت، "الحب الممنوع" للفنان الخليجي عمر المرزوقي، "تحب ثاني" للفنان البحريني "سلمان حميد". هذا المشوار الغني بالإبداع والعطاء الفني المتنوع سببه حسب الشاب الفنان منصف أنه تعامل مع كل الفرص التي أتيحت له بذكاء وموهبة فنية واستثمر كل اللقاءات والصدف التي جمعته مع الكبار والرواد في الميدان، مؤكدا على أنه يمتلك القدرة على تسخير ملكاته الفنية في ميدان جمالية الصورة وتقنياتها بفضل تجربته الدراسية، معتبرا أن مشواره الفني مازال في البداية وخصوصا على مستوى الفن السابع، مستحضرا الصعوبات والتحديات التي سيقاومها بالإصرار والإرادة القوية والصلبة وبمثابرته من أجل تحقيق حلم يراوده منذ طفولته وهو التميز ببصمة يذكر بها في ميدان الإبداع والفن بكل تفرعاته الجمالية.