نسبة مشاركة جد ضعيفة في الانتخابات الجزئية بفاس    لومبارت كوساك : الفلاحة .. العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي "غنية جدا"    المنتخب الجزائري لكرة اليد شبان ينسحب من مواجهة المغرب بسبب خريطة المملكة    قمة دوري أبطال آسيا تنتهي عيناوية ورحيمي يخلق الحدث    بطولة إيطاليا لكرة القدم.. تأجيل احتفالات فريق إنتر باللقب ومباراته ضد تورينو إلى الأحد المقبل    إليك أبرز أمراض فصل الربيع وكيفية الوقاية منها    وزير فلسطيني: المغرب الأكثر اهتماما وعناية بشؤون القدس        لمواجهة تدني التعلمات.. إحداث 60 ألف "ركن للقراءة" بالمدارس الابتدائية بالمغرب    شراكة مغربية أوروبية.. إعلان عن إطلاق طلب مشاريع لتشجيع الزراعات الإيكولوجية    الجيش الإسباني يدرب الحرس المدني على "الدرونات" قرب الناظور    ميارة يستقبل فيرا كوفاروفا نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي    الأمثال العامية بتطوان... (580)    الملكية الفكرية تدعم جميع جوانب الحياة في المغرب، بما في ذلك الزليج    منتخب الهوند الجزائري ما جاش لدونور يلعب مع المغرب بسبب خريطة المملكة وخوفو من الكابرانات    الأديب عبد الرفيع جواهري ضيفا على برنامج "مدارات"    الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن "تمجيد الإرهاب" إثر بيان حول حماس    أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي يكثف هجماته في مختلف أنحاء القطاع    بطولة إنجلترا لكرة القدم.. المدرب الإسباني أوناي إيمري يجدد عقده مع أستون فيلا حتى 2027    وزير الخارجية الإسباني يؤكد افتتاح الجمارك بباب سبتة    آيت الطالب: الحوار الاجتماعي في القطاع الصحي حقق العديد من مطالب النقابات    تفتيش شابة على متن حافلة ببني ملال يسفر عن مفاجأة    تداولات البورصة تغلق على "أداء سلبي"    عاجل. حكم قاصح بزاف. الاستيناف طلع العقوبة الحبسية للطاوجني ل4 سنين بسباب شكاية دارها بيه وزير العدل    وهبي لوزيرة العدل ديال الساو تومي فاجتماع دولي: تكلمي السيدة الوزيرة أنت كإمراة عندك الحق تتكلمي عشرين مرة    فرنسا معولة على مخابرات المغرب فتأمين أولمبياد باريس وها شنو گال جيرالد دارمانان    التعليم رجع كيغلي فوق صفيح ساخن. ملف الأساتذة الموقفين غادي بالقطاع لأزمة جديدة وسط رفض نقابي لتوقيع عقوبات ضدهم    وزارة إسبانية: "سيام" من أكثر المعارض الفلاحية الواعرة فشمال إفريقيا    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    وزير خارجية سيراليون : العلاقات مع المغرب بلغت "مستوى غير مسبوق"    آيت طالب: أمراض القلب والسكري والسرطان والجهاز التنفسي مزال كتشكل خطر فالمغرب..85 في المائة من الوفيات بسبابها    ضمن جولة إقليمية.. حموشي يقود وفدا أمنيا مغربيا إلى الدوحة ويتباحث مع مدير "أمن الدولة"    جائزتها 25 مليون.. "ديزي دروس" و"طوطو" يترأسان لجنة تحكيم مسابقة في فن "الراب"    مديرية الضرائب تعلن عن آخر أجل لإيداع الدخول المهنية    الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية في مستشفيات غزة    الأقمصة الرياضية التي أرعبت السلطات الجزائرية!    توقعات أحوال الطقس غدا الأربعاء    خارطة طريق فلاحية جديدة بين المغرب وفرنسا    وزير الزراعة والأمن الغذائي بنيجيريا: "نرغب في تعميق علاقات التعاون مع المغرب في المجال الفلاحي"    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    أمل تيزنيت يستنكر الأخطاء التحكيمية التي ارتكبت في مباراته أمام جمعية المنصورية    بكين تنفي "كل المزاعم بتجسس صيني"    أكادير.. الدورة الأولى لمهرجان "سوس كاسترو" الدولي لفنون الطهي ونجوم المطبخ من 25 إلى 28 أبريل الجاري    الموت يفجع زوج دنيا بطمة السابق    الذهب ينخفض لأدنى مستوى في أكثر من أسبوعين مع انحسار مخاوف الشرق الأوسط    بنموسى: الأزمة التي عاشتها المنظومة التعليمية شكّلت لنا فرصة للإصلاح    بعد أزمة نهضة بركان.. الاتحاد الدولي للمصارعة يعتمد خريطة المملكة في أقمصة المنتخب    حرائق الغابات تجتاح عددا من مقاطعات كندا    العلاج بالحميات الغذائية الوسيلة الفعالة للشفاء من القولون العصبي    هذه هي الرياضات المناسبة إذا كنت تعاني من آلام الظهر    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و183 شهيدا منذ بدء الحرب    فرنسي يبصق على مؤثرة مغربية محجبة قرب برج إيفل (فيديو)        سعد لمجرد يكشف تفاصيل لقائه بجورج وسوف    الأمثال العامية بتطوان... (579)    وفاة الشيخ اليمني عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما    كيف أشرح اللاهوت لابني ؟    الأسبوع الوطني للتلقيح من 22 إلى 26 أبريل الجاري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حين أصبحت الجنسية السورية حلم شريحة كبيرة من الشباب...
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 04 - 12 - 2015

كشفت إحصائيات ألمانية رسمية أن هناك عشرات الآلاف من العرب الذين يدخلون إلى ألمانيا ويقدمون اللجوء على أنهم مواطنون سوريون، خاصة، أن الكثير من طالبي هذا اللجوء يأتون من دون وثائق رسمية وأن الأعداد التي تدعي بأنهم سوريون عن طريق وثائق مزورة مثل جوازات السفر تفوق 50 في المائة من مجمل اللاجئين السوريين .
وبحسب الإعلام الألماني فإنه تقدم في يوم واحد الى ألمانيا، 32 ألف طالب لجوء تقريبا يدعون أنهم سوريون، تم الكشف على أن هناك ما يقدر ب 18 ألف منهم غير سوريين ويستخدمون وثائق مزورة فيما انتشرت صور لمواطنين لبنانيين وأردنيين ومصريين وجزائريين ومغاربة وغيرهم من الدول العربية، أتوا إلى أوروبا بعد تزويرهم وثائق سورية، واخذوا حق اللجوء فيها على أنهم سوريون.
هنا في المغرب قبل سنة، كانت الجنسية السورية بالنسبة للمغاربة تعني التشرد ومأساة شعب دمرت وطنه الحرب فقط؛ واليوم أصبحت الجنسية السورية مفتاح حلم العديد من الشباب المغربي الحالم بالعبور إلى الضفة الأخرى والاستقرار في ألمانيا أو أي بلد أوربي بصفة لاجئ سوري في تنكر واضح للجنسية المغربية.
فبعد أن أفل نجم اسبانيا والبلدان جنوب أوربا بفعل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها هذه الدول وبعد تراجع نشاط مافيات تهجير المغاربة، هاهي مافيات جديدة تبرز في الواجهة و تشتغل بشكل منظم مابين المغرب ، تركيا واليونان، لكن هذه المرة بأساليب وطرق أخرى بعد أن فتحت ألمانيا ومجموعة من البلدان الأوروبية أبوابها للاجئين السوريين فأصبحت الجنسية السورية هي حلم الراغبين في الهجرة إلى ألمانيا بشكل خاص.
الهجرة نحو ألمانيا مع اللجوء تنطلق من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء بجواز سفر مغربي، وتنتهي إما بوثائق إثبات الهوية السورية أو من دون وثائق وكل شيء بثمن، فالحصول على الوثائق يعني الانتقال مباشرة إلى مرحلة تهيئ ملف اللجوء من دون المرور عبر مرحلة إثبات الهوية مع ما يشكله ذلك من خطر من اكتشاف حقيقة المهاجر، فالأسئلة عن سوريا والشام وأحياءها ومعالمها تعقد الوضع وبالتالي لابد من تعلم اللهجة الشامية و معرفة بعض تفاصيل الحياة هناك وهذا الأمر يتم بمتابعة المسلسلات السورية وخاصة باب الحارة والتدريب على أيدي بعض السوريين المقيمين بالمغرب وكل شيء بثمنه.
رحلة اللجوء إلى ألمانيا عبر تركيا بالنسبة لمجموعة كبيرة من الشباب المغربي أصبحت الهاجس الكبير للكثير منهم؛ رحلة تنطلق بتوفير مبلغ الرحلة وتذكرة السفر نحو تركيا والمبلغ المتفق عليه مع متعهد التهجير والذي يتضمن الإقامة والنقل ووثائق الهوية السورية – لمن يرغب فيها - والتي أفادتنا مصادرنا بأنها تنجز في سوريا وترسل إلى صاحبها في أي مكان من العالم.
مافيا مختصة في الهجرة السرية تتكلف بتهجير المغاربة بمعية السوريين ، وتعمل بطريقة جد
متطورة ولها أعضاء باليونان وتركيا وألمانيا ، كما أن ثمن هذه الخدمة جد مغري يتراوح بين 20 الف و25 ألف درهم .
متزعم هذه الخلية بحسب البعض مغربي عاش في سوريا لمدة طويلة. ويمنح المغاربة وثائق سورية مزورة لتمكينهم من الوصول الى تركيا عبر رحلات سياحية من المغرب تكلف 7 ألاف درهم تقريبا للفرد الواحد أما المصاريف الإجمالية حسب أغلب الشباب الذين تغريهم هذه المغامرة فتصل إلى 3 ملايين سنتيم وما فوق.
ومن جهة، أفادت ذات المصادر أن الوكالات السياحية تعرف رواجا في اتجاه تركيا ، بل هناك بعض الأسر التي تساعد أبناءها في ركوب غمار هذه المغامرة.
الشاب ( ع.ك) والذي جرب مسار هذه الرحلة يروي لنا تفاصيلها في رحلة اعتبرها تجربة لن يكررها مرة أخرى بالنظر لما تحفها من مخاطر حيث أصبحت تركيا تجمعا للمهاجرين العرب بامتياز.
حلم الهجرة راوده من زمان لكن بعد أن فتحت ألمانيا أبوابها للاجئين السورين ازدادت رغبته في الهجرة لكن هذه المرة كلاجئ سوري، خاصة، وأن أخبار أبناء الحي الذي يقطنه بمدينة الدار البيضاء بدأت تصله عبر الفايسبوك بعد أن استقروا بهذا البلد الأوربي.
لا حاجة لك للبحث عن المعلومة الخاصة بالسعر والمسار ودروس حصص مقرر « كيف تصبح سوريا في ظرف أسبوع « ؛ فالتفاصيل يرويها الجميع ومسار الرحلة واضح منذ البداية وكل شيء بثمنه
وفر(ع.ك) بعض المال وتكفلت الأسرة بالباقي وبعد حصوله على جواز السفر وتمرنه على اللهجة السورية من خلال بعض المسلسلات التي تعرض ببعض القنوات العربية و «تتلمذه» على يد سوري مقيم بالمغرب، حدد تاريخ الهجرة بعد أن أصبح جاهزا لدخول غمار المغامرة. يقول (ع.ك) « كنا مجموعة تتكون من عشرة من أبناء نفس الحي، كنا نلتقي ليلا في غرفة بأحد السطوح نتمرن على الحديث باللهجة السورية، التجأنا إلى شخص سوري كان يجلس أمام أحد المساجد لطلب الصدقة، وطلبنا منه تعليمنا اللهجة السورية ومعالم المدن السورية ففوجئنا يه يتحدث بالدارجة المغربية بطلاقة فاكتشفنا أنه مغربي وينتحل الجنسية السورية ليستجدي عطف الناس و دلنا على مواطن سوري جاوز الخمسين يعطي دروسا في اللهجة ومعالم المدن السورية مقابل تعويض لا يتجاوز المائة درهما للفرد الواحد .»
الرحلة إلى اسطنبول غير متعبة، لكن الخوف من المجهول هو ما كان يقض مضجعه ففي مطار محمد الخامس كل المتجهين الى تركيا يتم التدقيق في هوياتهم ، فشبح الالتحاق ب داعش ، يفرض ذلك
كانوا مجموعة تتكون من تسعة أفراد، وكانت هناك مجموعة أخرى ولم يكونوا يخوضون في الحديث معهم فالتعليمات الصارمة : « لا تتكلم إلا عند الضرورة».
يضيف محدثي غبر شبكة التواصل الاجتماعي ، «.. هناك في مطار اسطنبول تم التعامل معنا بشكل عاد لكن مع التدقيق في الهويات وتوجهنا إلى العنوان الذي سلمه لنا منسق الرحلة في الدار البيضاء، وجدناهم في استقبالنا فقاموا بتأمين المبيت لنا وطلبوا منا عدم الخروج الى الشارع وقبل ذلك تم تحديد تكلفة الرحلة، كنا نحاول تخفيض السعر لكننا جوبهنا برفض قاطع ووضعونا أمام الأمر الواقع . كنا نستظهر ما تعلمناه وكنا نتكدس داخل غرف بحسب الجنسيات فقد كان إلى جانب المغاربة - والذين ينحدر أغلبهم من الدار البيضاء والشمال والشرق- عراقيين وسودانيين و لبنانيين، أفغان، باكستانيين، جزائريين، تونسيين، ليبيين، مصريين، بالإضافة إلى السوريين . كان البعض يحاول كسب ود مجموعة من السوريين الذين كانوا يرفضون التجاوب معهم لم أستطع إيجاد تبرير معقول لتحفظهم فأخبرني أحد اللبنانيين أنهم هم مفتاح الجنسية السورية فقد يُطلب منهم الإدلاء بشهادتهم إن كنت فعلا من سوريا أم من المهاجرين العرب وقد نحتاج اليهم في حضور المترجم السوري الذي تحضره السلطات الألمانية لترجمة المحادثة أمام لجنة تحديد الهوية. بالفعل فعدد كبير من المغاربة تم اكتشاف أمرهم ومنهم من تم ترحيله ومنهم من ينتظر.»
جهزوا لهم أربعة حافلات نقلهم من إسطنبول نحو إزمير ، فتم تسليمهم لمجموعة أخرى في منطقة قبالة السواحل اليونانية، « طال انتظارنا في جو يطبعه الخوف والهلع كنا خائفين لم أعرف قط طعم الخوف كما عرفته خلال تلك الفترة العصيبة، بقينا هناك من السادسة صباحا إلى السابعة ليلا ومع بداية حلول الظلام بدت لنا مجموعة من القوارب التي امتطيناها في تجاه جزيرة يونانية»
ويضيف أحد المهاجرين الذي عاش التجربة « لقد كانت رحلة مرعبة، قارب من 5 أمتار بداخله 38 شخصا، وقضينا فيها ساعة و20 دقيقة، هناك من يقضي 5 ساعات وبالأمس وصل بعض الاخوان من الناظور قالوا أنهم استغرقوا 3 ساعات بين إزميرو جزيرة يونانية، لقد رأيت الموت رأي العين حين كنا وسط البحر، لأن الوقود لم يكفينا حين اقتربنا من السواحل، وقد قمنا بالنفخ في الخزان واستعملنا كل محاولاتنا وفي الاخير أنقذنا الله من موت محقق، ووصلنا إلى جزيرة يونانية، قضينا هناك يومين قمنا فيها بملء استمارة طلب اللجوء، وكنا نحن الاصدقاء التسعة متفقين على ملء الاستمارة كلاجئين سوريين، رغم أنه يمكنك ملء الاستمارة كلاجئ مغربي ولا ضير في ذلك»
الطريق إلى ألمانيا تبدأ
من إزمير التركية
يعد المسار البحري الأكثر استخداماً وخطورةً بالمقارنة مع غيره. وقَدّرَت سلطات الهجرة الدولية في اليونان عدد من يعبُر بحر إيجة متجها إلى اليونان بأكثر من 5000 مهاجر يومياً خلال أسبوع واحد.
وتقع إزمير غرب تركيا في منطقة بحر إيجة. يبلغ عدد سكان منطقة إزمير اكثر من 4 ملايين نسمة. يتواجد فيها عشرات المهربين، والكثيرُ منهم يحاول استغلال الشباب وسرقة أموالهم، حسب شهادات كثيرين.
بعد الاتفاقِ مع مهرب، يركبُ المسافرُ في سيارةٍ مغلقة مع آخرين، للانتقال إلى نقطة الانطلاق على شاطئ البحر. واعتماداً على موقع الجزيرة اليونانية التي يريد المهرب الوصول إليها، تسير السيارة لأوقات قد تصل لأربع ساعات.
العبور يتم بواسطة قاربٍ مطاطي. يحاول المهربون زيادة حمولته فوق سعة تحمله، وذلك لكسب أكبر قدر من الأموال وهو ما يؤدي إلى غرق العديد من هذه القوارب.
هناك يستمعُ الشباب إلى نصائح مثل اشتري هاتفاً جوالاً مع اشتراك إنترنت واشتري سترة نجاة بالإضافة إلى حمل ملابس قليلة لتحمل بدلها طعاماً وشراباً وأدوية دوار البحر، ومنشفة لإزالة أملاح ماء البحر عن الوجه، بالإضافة إلى ارتداء الجينز (حتى لا تتسبب ملابس المهاجر بغرقه). ونصائح تتعلق بحفظ أمواله بكيس مطاطي لا يسمح للماء بالنفاذ.
ينزلُ المهاجرون من السيارة ليلاً، يسيرون في الماء مسافة ليست بالقصيرة، حيث يوجدُ القارب، ليقضوا فترة في محاولة إيجاد توازنٍ للقارب. بعض القوارب تكون مثقوبة وتغرق بعد دقائق معدودة أو بسبب هيجان البحر.
تعبر القوارب نحو أحد الجزر اليونانية القريبة من الشاطئ، حيث تمتلك اليونان العديد من الجزر قرب السواحل التركية. يركز المهربون على الجزر المأهولة (33 جزيرة من أصل اكثر من 170 جزيرة) والتي تقع في مجموعتي بحر إيجة ودوديكانيس.
من مخاطر الطريق: الأمواج العاتية، ازدحام القوارب أو نوعيتها السيئة، وقد يوقفهم خفر سواحل أو دوريات الكوماندوز. ومن الأخطار المحدقة: الوصول إلى جزيرة غير مأهولة بالسكانِ، حيث لا توجد حياة ولا تغطية هاتف. ويتركهم المهربون هناك لموتٍ شبه محقق إن لم يتم إيجادهم قبل نفاد ما يحملونه من طعام وشراب.
وإذا وصلوا إلى جزيرة مأهولةٍ، يقومون بثقب القارب المطاطي باستخدام الصخور الموجودة على الشاطئ والسير نحو مركز الجزيرة. ومن ثم تسجيل أسمائهم والحصول على إذن مؤقت للتنقل في اليونان وطلب اللجوء.
وتواجه السلطات اليونانية على هذه الجزر تحدياً كبيراً بسبب العدد الكبير للمهاجرين الواصلين إليها.
المحطة الثالثة العاصمة أثينا
قد تمر أسابيع، قبل أن يتم نقل المهاجرين أو السماح لهم بالسفر إلى أثينا عن طريق عبارات وبواخر. يمضي المهاجرون أيامهم في الجزيرة كلٌ حسب إمكانياته، عند السفر إلى أثينا، القليل منهم يختار الذهاب إلى مخيمات أو أبنية أعدت لاستقبال المهاجرين. ولكن يختار المضي قدماً في طريق السفر إلى الوجهة المفضلة "ألمانيا".
مسافة السفر بالباخرة من جزيرة كوس إلى أثينا 427 كم.
المحطة الرابعة مدينة سالونيك
ثاني أكبر مدينة يونانية، تقع شمال شرق اليونان، يبلغ عدد سكان المنطقة أكثر من مليون شخص. ينتقل المهاجرون باستخدام أذوناتهم المؤقتة بواسطة القطار إلى مدينة سالونيك (ثيسالونيكي باليونانية).
مسافة السفر بالقطار من أثينا إلى سالونيك 502 كم.
المحطة الخامسة مدينة إيفزونوي
منطقة حدودية وآخر مناطق اليونان وهي معبر رئيس إلى جمهورية مقدونيا المجاورة. مسافة السفر باستخدام سيارة أجرة أو باص من سالونيك إلى إيفزونوي هي 82 كم.
الوصول إلى مقدونيا
المحطة السادسة
قرية جيفجيليا
أول قرى جمهورية مقدونيا على طريق المهاجرين، يبلغ عدد سكانها حوالي 16 ألف. يعبر المهاجرون إليها سيراً على الأقدام، فيُلقى القبض على البعض وينجح البعض الآخر بالعبور. ينتظر الكثير منهم في أماكن زراعية او حظائر أو غيرها تجنباً للشرطة.
مسافة السير لعبور الحدود والوصول إلى جيفجيليا حوالي 9 كم.
المحطة السابعة مدينة سكوبيا
عاصمة جمهورية مقدونيا، تقع شمال البلاد. يبلغ عدد سكانها نصف مليون شخص. يستخدم المهاجرون القطار للسفر من جيفجيليا، أو من مدن قريبة أخرى، والانتقال إلى سكوبيا عاصمة مقدونيا.
تبلغ مسافة السفر من جيفجيليا إلى سكوبيا 160 كم.
المحطة الثامنة مدينة لويان
مدينة صغيرة على الحدود بين مقدونيا وصربيا. يبلغ عدد سكانها حوالي 2500 شخص. وهناك يتعذر على العديد إكمال الرحلة بسبب صعوبة الطريق من جبال وغابات، بالإضافة إلى إلقاء القبض عليهم من قبل الشرطة الصربية وإعادتهم إلى اليونان وبالتالي خسارة كل هذه الأيام والجهد والمخاطر بالإضافة إلى الأموال.
مسافة السفر من سكوبيا إلى لويان حوالي 53 كم.
الوصول إلى صربيا- المحطة التاسعة مدينة ميراتوفاك
أول مدينة صغيرة على الحدود الصربية – المقدونية. عدد سكانها قرابة ثلاثة آلاف شخص. هناك يحصل اللاجئون على أوراقٍ تسمح لهم بالتنقل.
مسافة السير من لويان إلى ميراتوفاك تقريبا 10 كم أو أكثر، تمر عبر الجبال والغابات الوعرة والصعبة جداً، حيث يوجد احتمال سرقة ممتلكات وغيرها من المخاطر من قبل عصابات تريد الربح السريع وأخرى من قبل مهاجرين قادمين من بلدان مختلفة ويريدون استغلال القادمين الجدد.
المحطة العاشرة مدينة بلغراد
عاصمة صربيا، تقع شمال البلاد. يبلغ عدد سكانها 1.100.000 شخص.
بعد النجاح في عبور الحدود، يسافر المهاجرون وحسب نقاط يحددها مهربون إلى مدينة بلغراد. يستخدم البعض قطارات والبعض يستخدم الباص وحتى سيارات أجرة.
مسافة السفر إلى بلغراد هي 390 كم.
المحطة الحادية عشر قرية هوركوس
مدينة صغيرة على الحدود الصربية الهنغارية. يبلغ عدد سكانها حوالي سبعة آلاف شخص. يسافر إليها المهاجرون للوصول إلى الحدود الهنغارية.
تبلغ مسافة السفر من بلغراد إلى هوركوس 230 كم.
الوصول إلى هنغاريا - المحطة الثانية عشر قرية آسوثالوم
قرية صغيرة في هنغاريا. يعبر المسافرون إليها سيراً على الأقدام في طريقٍ صعبة، يتخفون فيها من الشرطةِ ومن أي من يمكن أن يبلغ عنهم.
مسافة السير على الاقدام تختلف باختلاف المسار فتبلغ حوالي 20 كم.
المحطة الثالثة عشر بودابست
عاصمة هنغاريا. يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني شخص. ينتقل المهاجرون إليها سعياً لمحطة قطارها للانتقال في رحلة مباشرة إلى ألمانيا.
الوصول إلى النمسا
عاصمة النمسا، يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني شخص. يعبر المهاجرون إليها باستخدام القطار، وأحياناً يضطرون لأخذ طريق آخر بعد تزايد الأعداد بشكل كبير على هذا الطريق وتوقف القطارات. فصارت هناك طرقاً برية، وسيارات أجرة وغيرها.
الوصول إلى ألمانيا
عاصمة إقليم بافاريا وثالث أكبر مدينة ألمانية. يبلغ عدد سكان منطقة ميونخ 2.600.000 شخص. يقصدها المهاجرون لمكانتها الصناعية وسهولة السفر منها إلى بقية الدول، إن رغب المهاجر بإكمال رحلته إلى مكان آخر مثل فنلندا. يستخدم المهاجرون القطار للوصول إليها، وقد يسلكون طرقاً أخرى إن لم يستطيعوا استخدام القطار.
ويضيف (ع.ك) « قبل الدخول إلى كرواتيا عليك التكفل بمصاريفك كاملة، بعد الوصول إلى كرواتيا يتم نقلنا مجانا في جميع وسائل النقل المتاحة والتي توفرها الدول المستضيفة، حيث نصل إلى حدود هذه الدول مثل كرواتيا وسلوفينيا والنمسا، يتم تسجيلنا في الحدود من طرف الشرطة، وتسلم لنا اوراق تنقل ثم ننقل في وسائل النقل كالقطارات أو الحافلات»
لقد أخذت معي 2100 أورو كأموال بالإضافة إلى شراء تذكرة الطائرة ب5000 درهم، أما التكاليف فتوزعت على 750 أورو للمهربين، وحوالي 400 أورو لمصاريف التنقل والأكل.
لكنني و أصدقائي حين وصلنا إلى النمسا كنا قد تعبنا كثيرا في رحلة استمرت لأيام، فقررنا ألا ننتظر القطار ونستقل سيارة أجرة ندفع ثمنها، وطلب منا السائق 550 أورو فدفعناها له واتجهنا إلى ألمانيا
حيث استقبلتنا السلطات الألمانية على الحدود من أجل إنجاز أوراق تنقل لي كلاجئ، لكنني أخبرتهم أنني سأنتقل إلى النرويج، لقد تخوفت من إحضارهم ترجمان سوري فيتأكدون أني لست سوى كاذب، لذلك أخبرتهم أني لا أحتاج لأوراق تنقل فتركوني لحال سبيلي
خاصة وأن ابن عمي أحضروا له مترجم سوري فاكتشفوا أنه ليس سوريا، ورغم ذلك لم يقوموا بترحيله، أخبرهم أنه يرغب بالانتقال نحو بلجيكا فتركوه لحال سبيله، وخيروه إن كان يرغب البقاء في مخيم اللاجئين أو الذهاب لبلجيكا، لكنه اختار الرحيل نحو بلجيكا
في البداية كانوا يمنحون جميع المهاجرين المأكل والمبيت بالإضافة إلى مبلغ 500 أورو، الان توقفوا عن دفع هذا المبلغ بعد أن أصبحت أوروبا تغص باللاجئين وبعد أن أصبح خطر الإرهاب يهدد أوروبا.»
تدقق معظم البلدان الأوروبية، بهوية طالب اللجوء، فرغم أن البعض ينتحلون الجنسية السورية وينجحون، لكن آخرون، يفشلون في ذلك.
تشرح ماري وهي ناشطة ألمانية، تعمل في مجال مساعدة اللاجئين بالاستشارات القانونية، أن السلطات الفيدرالية الألمانية، لو شككت بأقوال طالبي اللجوء أو بالوثائق المقدمة، تقوم فعلياً بتعليق الطلب، وتبدأ عملية قانونية يتم من خلالها التأكد من هوية طالب اللجوء، مضيفةً: «بالتأكيد فإن السلطات لن تمنح حق اللجوء لمن يشك بانتحاله شخصية أخرى».
وتقول سارة، وهي سورية تعمل بمجال الترجمة «نعم من واجبنا كمترجمين تنبيه السلطات فيما لو شعرنا بأن طالب اللجوء يتحدث بلهجة غير سورية، تقوم السلطات عادة بسؤالنا عن ذلك، بعد جلسات الترجمة وعلينا أن نقول رأينا بكل حيادية».
لا يمكن حتى الآن، التأكد من أعداد منتحلي صفة السوري للحصول على حق اللجوء، ولكن يبدو واضحاً، أنه كما يحصل في كل أزمة، فإن مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد»
حملة التبليغ عن السوريين المزيفين
الحرب على السوريين قد استنفدت كل قواهم، تلك الحرب التي ساهمت بتهجيرهم من منازلهم وأرضهم.الحرب التي ساهم فيها عدد من حكام الدول العربية والخليج العربي ودول العالم أجمع، فاضطروا للجوء إلى دول أوروبا القريبة. وﻷجل الميزات القليلة التي حصلوا عليها وأهمها اﻷمان، ضاقت أعين بعض شعوب العرب على ما حصل عليه السوريون. فقاموا بشراء وثائق سورية مزيفة والانتقال إلى أوروبا عبر مراكب التهريب مع السوريين، ليحصلوا على لجوء باسم السوري، وإن افتعلوا شيئا ضد القانون سيسجل باسم السوريين. يكفي ما يحصل للسوري بين 1000 مهاجر لن تجدوا سوى 100 لاجئ سوري، والبقية جنسيات أخرى يكفي استخداما للحرب، كل من ينتحل الجنسية السورية يعتبر مجرم حرب، يعتبر من المشاركين على استغلال السوريين. لننطلق من اﻵن، أنا أعرف الكثيرين من أصدقائي يعرفون سوريين مزيفين، فلنبدأ بالتبليغ عنهم لا تأخذكم بهم رحمة، لن نكون بعد اﻵن ملائكة، لن نكون لطيفين مع الاستغلاليين. لابد من التبليغ عن السوريين المزيفين منتحلي الجنسية السورية.
تزوير وثائق الهوية
في معظم الحالات، يحتاج التقدم بطلب اللجوء، وثيقة إثبات شخصية، ترفق مع طلب يدخل فيه اللاجئ بياناته، وبهذا الحال، فإن كل من يجد في نفسه القدرة على الإدعاء بأنه سوري، يمكن له طلب الحق في اللجوء، لكن عليه تأمين وثيقة إثبات شخصية سورية، وهذه المهمة التي يتكفل بها محترفو تزوير الوثائق وهذا النوع من النشاط، ازدهر فعلياً مع توفر بيئة خصبة له، بعد انهيار المنظومة الحكومية في مناطق الشمال السوري.
أسامة، اسم وهمي لشاب سوري في العشرينيات من عمره، يقيم في تركيا، ويعمل بتزوير الوثائق السورية، من حوالي السنة والنصف، يتحدث: «يمكن إصدار بطاقة شخصية مزورة بمبلغ يتراوح بين مئتين، إلى ثلاثمئة دولار أمريكي، وصورة شخصية لصاحبها، بالنسبة لنا هذا عمل».
ويتم طبع الوثائق في الداخل السوري ثم نقلها إلى تركيا ومن ثم ارسالها من هناك عبر وسائط النقل المتنوعة إلى طالبيها بعد أن يتم إرسال المبلغ المطلوب».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.