خلق اختيار ناصر الشادلي اللعب لمنتخب الشياطين الحمر (بلجيكا) استياء عميقا لدى المتتبعين للشأن الرياضي المغربي، وذلك للطريقة الإستفزازية والصبيانية التي شابت الإختيار، حيث كانت وللأسف تظهر على الشادلي نوايا مبيتة، والتي تعامل معها المسؤولون عن لعبة كرة القدم الوطنية ومنتخباتها بسذاجة كبيرة عرت واقع تسيير هاوٍ يغلب عليه طابع التكهنات والعاطفة. في حين المنطق يحتم على من أخذوا على عاتقهم مسؤولية الرقي بكرة القدم الوطنية ووضعها في مصاف الفرق العالمية أن يتعاملوا، بل وأن يطوقوا اختياراتهم لعناصر المنتخب الوطني بشيء من الحزم والواقعية المعقلنة، لأنه وكيفما كان الحال فالمنتخب المغربي من المنتخبات التي حفرت موقعها ضمن منظومة الكرة العالمية. وبالرجوع لناصر الشادلي ذو 22ربيعا فهو ربما ضحية لمسؤولين مغاربة وضعوا اللاعب في خانة لاينتمي إليها كيفما كانت إمكانياته التقنية، لأن الرياضة بصفة عامة أخلاق وتربية على احترام وعود قبل كل شيء وهذا ما افتقده الشادلي على الأقل مع المغاربة . وما تصريح مدرب المنتخب البلجيكي لمختلف وسائل الإعلام البلجيكية والدولية إلا دليل على أن المسؤولين المغاربة كانوا ضحية سيناريو محبك، كون مدرب الشياطين الحمر جورج ليكنز كان يعلم مسبقا الإختيار النهائي لناصر الشادلي، مضيفا بأنه كان على اتفاق مع مدرب اللاعب بناديه الهولندي تفينتي كي لا يفصح عن موضوع الإختيار إلا بعد انتهاء مشوار النادي في مسابقة دوري الأبطال، مؤكدا أن اختيار الشادلي نابع من القلب. وهذا ماأكده اللاعب نفسه على موقعه الرسمي، إذ عبر عن ارتياحه لقراره المشبع بأحاسيسه تجاه المنتخب البلجيكي وطموحاته التي ستكون مواكبة لذات الإختبار. وهنا يدق ناقوس الحذروليس الخطر بالنسبة للمسؤولين عن التنقيب لتطعيم المنتخبات الوطنية، كي يتأكدوا مسبقا من حب اللاعبين لوطنهم الأم ورايته وجمهوره بدون أي قيود أو شروط، لأن المنتخبات المغربية أكبر من أي اسم كان وأي عطاء ممنوح، وكفى استهتار بالوطنية والعبث بالقميص الوطني وترخيصه لأنه ليس مجرد قميص بل هو انتماء شعب وطموحه. وهناك أمثلة لعدة لاعبين استفادوا أكثر ما استفادت منهم الكرة الوطنية، بل هناك من زاده المنتخب الوطني قوة ونجومية كالأخوان حجي والشماخ وخرجة وبوصوفة ...والأمثلة عديدة، ليبقى السؤال المطروح هل بلد 40 مليون نسمة وذات قاعدة شبابية واسعة يحتاج كرويا من يساومه ويضعه في خانة المقارنات؟