أوردت صحف بريطانية أن رئيس أساقفة كانتربري (أعلى منصب ديني في الكنيسة الأنجليكانية)، اكتشف أنه ابن غير شرعي لآخر سكرتير شخصي لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل. ونقلت صحيفتا «تلغراف» و«ذا تايمز» البريطانيتين عن بيان صادر من رئيس الأساقفة جاستن ويلبي أن هذه الحقيقة تبيّنت له بعد فحص الحمض النووي لإثبات أبوّته، وكان ويلبي يعتقد حتى الفحص المذكور أنه ابن تاجر الويسكي غافن ويلبي، الذي تزوج أمه جين لفترة قصيرة. وقالت صحيفة «تلغراف» إنها كانت جمعت أدلة تثبت أن والد الأسقف هو السير أنطوني مونتيغ براون، الذي عمل خلال فترة تقاعده مع تشرشل في «دواننغ ستريت»، مضيفة أنها ناقشت بحثها مع الأسقف الذي قرر بعد ذلك إجراء فحص الحمض النووي لاستجلاء الأمر، وأشارت إلى أن الشبه بين ويلبي والسير أنطوني هو الذي دفع إلى الاشتباه وجمع الأدلة. وأضافت أن عيّنة من الحمض النووي لخلايا فم ويلبي تمت مقارنتها مع الحمض النووي لخلايا من شعر السير مونتيغ، وأظهر الفحص أن نسبة احتمال أن تكون العلاقة بينهما هي علاقة ابن وأب تساوي 99.9779 بالمئة. وقال الأسقف ويلبي (ستون عاما) إن هذا الكشف عن أبوّته الحقيقية جاء مفاجئا تماما له، ووصفه بأنه «قصة خلاص وأمل»، ولم يتسبب له في أيّ أزمة وجودية، كما أنه ليس غاضبا من أيّ أحد، موضحا أن هويته تقوم على من يكون في المسيح. وقال إن علاقته بأمّه لم تتأثر بهذا الكشف، وأشاد بها قائلا «إنها تواجه الواقع بكل شجاعة، وأنا لا أشعر بخيبة أمل من أيّ نوع كان»، وقال أيضا إنه فخور بها لأنها هزمت الإدمان على الكحول منذ عام 1968. وقالت «تلغراف» إنها المرة الثانية التي يكتشف فيها رئيس الأساقفة أسرارا عن عائلته تم التكتم عليها فترة طويلة، فقد اكتشفت الصحيفة عام 2012 أن غافن ويلبي كذب حول عمره، وأخفى أنه كان تزوّج لفترة قصيرة في الولاياتالمتحدة، ولم يخبر ابنه بذلك. وكان رئيس الأساقفة قال للصحيفة آنذاك إنه عاش مع «والده»، لكن لم يعرفه جيدا، ووصفه بأنه «شخص معقّد، لكنه ذكيّ»، مضيفا أن والده لو كان صادقا حول حياته لاقتنع بأنه عاش قصة حياة رائعة تجاوز خلالها عددا من النكسات. وأكدت والدة رئيس الأساقفة، التي تزوجت مرة ثانية ويُطلق عليها حاليا اسم السيدة ويليامز إلفيل، لابنها وقوع «علاقة جنسية» بينها وبين السير أنطوني مونتيغ قبل فترة وجيزة من زواجها بويلبي، ابن المهاجر اليهودي، ولم يشك ويلبي ولا هي في أن الطفل جاستن لا يعود إليه، وقالت في بيان لها، الجمعة، إن هذا النبأ مثّل لها «صدمة لا يمكن تصديقها». وأوضحت صحيفتا «تلغراف» و«ذا تايمز» أن قانون الكنيسة البريطانية كان - ولمدة قرون - لا يسمح للأشخاص المولودين لآباء غير شرعيين بتولّي منصب أسقف، لكنّ تعديلا جرى في الخمسينات من القرن العشرين على القانون أباح توليهم هذا المنصب الرفيع. وأكدت الصحيفتان أن السير أنطوني معروف للأسقف والتقاه مرات عديدة عندما كان طفلا، لأن أنطوني كان زميلا سابقا لوالدته بمقر رئاسة الوزراء البريطانية «دواننغ ستريت».