صدقت نبوءة بنكيران، لأن الرجل لا يطلق الكلام على عواهنه، صدقت نبوءته حين وصف جمهور الوداد بالبلطجية. هكذا كتب محمد اليتيم عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في مقال نشر في موقع حزبه. فالرجل، ومن خلال ما كتب، يبدو أن لا علاقة له بالكرة وأن تحليله لما يجري حركته حسابات حزبية ضد من ينظر إليهم خصوما سياسيين، لأن منطق الأشياء يفرض المتابعة والإطلاع عن قرب عوض الدخول والخروج في الهضرة. قراءتنا للمقال المذكور وضعتنا في حيرة لفهم ما أراد الوصول إليه، علما أنه كان مادة تحريضية بكل المقاييس تم من خلالها استغلال ما هو رياضي لإيصال رسائل غير مشفرة لجهات أغلبها لا يهتم بالسياسة ولا ينتظر دفاع أحد لدغدغة عواطفه لاستهداف فريق غريم والتهجم على رئيسه، وهنا نذكر، وليس دفاعها عن رئيس الوداد، أن هذا الأخير لا دخل لذلك الأحد الذي أشار إليه في تحمل الناصري مسؤولية تسيير الفريق الأحمر، وإنما كان عن طريق جمع عام لم نسمع أحدا طعن في مشروعيته، ولم يكتب مندوب وزارة الشبيبة والرياضة الذي كان حاضرا ما يفيد بأن تدخلا ما فرض تزكيته، اللهم إن كانت الوزارة الممثلة في الحكومة تنتمي بدورها إلى جماعة التحكم، أما ترؤسه للعصبة الاحترافية فحكمه توافق الأغلبية وهي نفس الطريقة التي جاءت بمن صدقت نبوءته إلى منصب رئيس الوزراء. لكن هذه الديمقراطية في نظر البعض لا يجب أن تسري على عالم الكرة، خاصة بعد المطالبة وكما جاء في المقال « يطرح بإلحاح قضية الفصل بين الرياضة والسياسة وبين هذه وكرة القدم على الخصوص. يتعين التفكير في تدابير قانونية أو في تعاقد سياسي يفرض ابتعاد المسؤولين والرموز الحزبية من المسؤولية على الشأن الكروي، وربما إقرار التنافي بين المسؤولية عن نادي رياضي والمسؤولية الجامعية»، وهنا نجد العذر لكاتب المقال لجهله بقانون تشكيل المكاتب الجامعية التي تفرض تمثيلية الأندية من المكاتب المنتخبة لها، قد يكون الرئيس أو من يتم تعيينه من بين أعضائها، وهؤلاء هم من ينتخبون المكاتب الجامعية أو المديرية، لأن الروح الرياضية التي تحدث عنها تفرض عدم الإقصاء والقبول بنتائج الاقتراع، وإلا سنعود إلى زمن التعيينات ومسؤولي المظلات الذين تغنى بهم في مقاله وفي تناقض مع اقتراحه السابق حيث قال « هناك فرق كبير بين زمن كان فيه بعض السياسيين والنقابيين والمسؤولين الكبار يسيرون فرقا وطنية لكن بروح وطنية وأخلاق رياضية رياضية عالية ويحافظون على ما يسمى ب ( fair-play )». بحث الرجل عن كل ما يصفي به حسابات سياسية، فركب على الأحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة، انطلاقا من تصريحات رئيس الرجاء ومستشاره، ومن مخلفات لقاء الوداد ومولودية وجدة الذي لم يتابعه حسب تصريحه، وإنما انتقى ما يريده مما نشر في الصحف، وهي فرصة قد لا تكرر لتصفية حسابات وقضاء مآرب قادمة، ولأن المصالح تعمي الأعين، استصغر فريق شباب الريف الحسيمي بعد مقارنته بالوداد، حيث أن عبارة «الاحترام « لفريق الريف لم تكن لتحجب استصغاره المقصود، لا لشيء، إلا لأن من وصفه بقائد التحكم ينتمي لمنطقة الفريق الحسيمي، فلو كان ابن مدينة أخرى لوصف فريقها بنفس النعت. تلكم حكاية مسؤولين يفهمون في كل شيء، من الفقه، والسياسة، إلى عالم الكرة، وفي الأخير تجدهم لا يفهمون في أي شيء.