بعد الخروج الإعلامي الخاطئ لرئيس جامعة كرة القدم فوزي لقجع، والذي أقحم فيه المؤسسة الرياضية التي يترأسها ضمن معركة انتخابية محضة وصراعات سياسية، مهددا في نفس الوقت بتوقيف منافسات البطولة، عاد ليسكت عن الكلام المباح، ملغيا ندوة صحفية كان من المفروض أن يقول فيها كل شيء. استعمال مؤسسة الجامعة ضمن صراع خارج عن الإطار الرياضي، أكد للمشككيين أن هناك من يسير لقجع من على بعد، يتحكم في حركاته وسكناته، يدفعه إلى اتخاذ موافق غير مسحوبة من طرفه، ليتبين بالملموس أنه يتلقى أمرا من جهات معينة للزج به وجعل الجامعة كطرف نزاع يخيم بظلاله على الساحة السياسية بين حزبين، واحد ضمن الأغلبية والآخر ينتمي حاليا لصف للمعارضة. فقد أظهر لقجع ولاءه عندما هرول مسرعا لحضور الجمع العام لشباب الريف الحسيمي إلى جانب رئيسها الفعلي أو الشرفي بحال بالحال إلياس العماري، ضاربا بعرض الحياد المفروض أن يتعامل به مع كل الأندية على حد سواء. بعد ذلك جاء تعيين الطاقم المشرف على قيادة المنتخب الأول، ففرضت عليه فرضا أسماء معينة بعدما كان على وشك التعاقد مع الايطالي ترباطوني الذي تواجد آنذاك بالمغرب لهذا الغرض، إلا أن تدخل الجهات المعلومة، جعله يتراجع في آخر لحظة عن الاختيار الذي ناقشه مع أعضاء جامعيين واقتنع بجدواه. هذه الجهات بالذات والصفات هي التي فرضت عليه أشخاص داخل المكتب الجامعي، وانظروا إلى الأسماء والمناصب المهمة داخل المكتب الجامعي لتتأكدوا من حجم الاختراقات التي عرفتها تشكيلة المكتب الجامعي والتأثير في عملية توزيع المناصب. رئيس متحكم فيه عن بعد، مكتب جامعي مخترق، رؤساء فرق معروفة مفعول بهم، والنتيجة "بلقنة" المشهد الرياضي على الصعيد الوطني لحسابات سياسية أصبحت مكشوف وظاهرة للعيان. ليس عيبا أن ينخرط السياسي في المجال الرياضي، وليس عيبا أن يظهر الإنسان الرياضي انتماؤه الحزبي، لكن من غير المقبول أن تستغل الرياضة ضمن الحسابات السياسية والانتخابوية، ومن غير المقبول أن تناقش الأسماء وتحدد المسؤوليات على أساس الولاء الحزبي والانتماء المذهبي والعقائدي. هذه الحقيقة هي التي يجب أن يقتنع بها ويعمل على أساسها رئيس جامعة كرة القدم. قد يكون استفاد من دعم معين، وقد يكون تلقى الضوء الأخضر من طرف جهات تتمتع بنفوذ خاص، لكن فوزي لقجع نسي أنه يترأس أكبر حزب في المغرب، حزب يتمتع بتأثير كبير على الصعيد الوطني، تسعى كل الجهات وبدون استثناء لكسب وده، يحرك الشارع يمينا ويسارا بجل المدن، ينتمي له الكبار والصغار والنساء والرجال، الغنى والفقير، يسانده الطفل والشاب والكهل وحتى العجوز. إنه حزب الرياضة الذي يسود ويحكم... فمتى يستوعب رئيس الجامعة هذه الحقيقة؟... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته