قدم استقالته لأنه لم يعد يحتمل السب و القذف والشتم الذي تعرض لهم طيلة سنتين من تدبير شؤون فريق رجاء بني ملال لكرة القدم، قدم استقالته لأنه تعرض لعراقيل كثيرة ومتنوعة دبرت له من طرف مجموعة من الجهات التي نجحت في عرقلة مسيرة الفريق، قدم استقالته لأنه كما قال في كلمته خلال الجمع العام السنوي المنعقد بنادي الرياضات ببني ملال، بحضور باشا المدينة وممثل الجامعة وعصبة تادلة لكرة القدم وممثل نيابة وزارة الشباب والرياضة ببني ملال، وبحضور كذلك 17 منخرطا من أصل 19 منخرط في الفريق لأنه كان يدبر أزمة مالية وأزمة تقنية وأزمة تسيير، لم يركز عليها كسبب أساسي في تدهور أحوال الفريق. كانت هذه مبررات الأستاذ عبد الصادق بودال لتقديم استقالته من رئاسة فريق الرجاء الملالي الذي تركه في حالة إفلاس تام. إفلاس تقني لأن الفريق بدون مدرب و بدون طاقم تقني و بدون لاعبين الذين غادروا الفريق ماعدا ثلاتة لاعبين من بينهم واحد فقط مارس هذا الموسم (يوسف بوفتيني). إفلاس مالي لأن الفريق عليه أكثر من 215 مليون سنتيم كديون و إفلاس إداري لأن الفريق ختم الموسم بمكتب مسير يضم فقط ثلاثة أعضاء(الرئيس وأمين المال وعضو آخر) من أصل 11 مسيرا بعد استقالة الباقين قبل عدة أشهر، كل هذا بشهادة التقريرين الأدبي و المالي اللذين قدما في الجمع العام. إفلاس كذلك حتى في العلاقة بين الفريق وجمهوره ومحبيه والراغبين في تسيير شؤونه لأن عدد المنخرطين بالفريق تقلص من 29 منخرطا إلى 19 منخرط فقط، إفلاس كذلك من حيث جلب الفريق لموارد مالية والتي تقلصت حتى على مستوى المجالس المنتخبة، التي لم تضخ في ميزانية الفريق سوى 375 مليون سنتيم هذا الموسم، في حين بلغت المواسم الماضية أكثر من 700 مليون سنتيم، ناهيك عن انسحاب مجموعة من الشركات الخصوصية، التي كانت تدعم الفريق ماديا وهو ما جعل الفريق يعيش طيلة هذا الموسم، حجوزات قضائية على حسابه البنكي من طرف الدائنين. إفلاس واضح لم يعترف به الرئيس المستقيل في كلمة وداعه واكتفى فقط بالاعتذار عن عدم نجاحه في تحقيق صعود الفريق إلى قسم النخبة، وهو حلم كان يردده الرئيس طيلة الموسم على أمواج الإذاعات وشاشات القنوات التلفزية، في حين كان يعلم جيدا بأن الفريق لن يتمكن من ذلك لأن جميع مؤشراته التقنية والمادية والإدارية كانت في حالة انحدار حاد، والنتيجة أنه أفلت من النزول بفارق نقطتين فقط (39 نقطة) عن آخر فريق(37 نقطة) هوى إلى قسم الهواة. فكيف لفريق أن يطمع في الصعود و هو مسير بثلاثة مسيرين فقط، لاعبوه و تقنيوه وإداريوه لم يتوصلوا برواتبهم الشهرية لمدة وبمنح المباريات وكذا متأخرات توقيع العقود، حيث فضل أكثرهم المغادرة ووضع شكاية لدى الجامعة. التواصل كان شبه منعدم مع المدرب محمد مديحي وكذا بين المسيرين الذين كانوا يقاطعون مباريات الفريق والجمهور كان يحتج دائما على ذلك. وبالعودة إلى الجمع العام الذي تحول بعد مصادقة المنخرطين الحاضرين بالإجماع على التقرير الأدبي الذي تطرق إلى الإكراهات والعراقيل، التي تعرض لها الفريق منذ انطلاقة الموسم، تحت إشراف المدرب السابق محمد الأشهبي بتربص بمدينة تطوان أهدرت خلاله أموال كثيرة بالتوقيع لحوالي 46 لاعبا لم يتبق منهم سوى 20 لاعبا ... و كذا التقرير المالي الذي سجل مداخيل بلغت 6120620.00 درهم و مصاريف بلغت 6117256.87 درهم و ديون بلغت 2150850.00 درهم،تحول الجمع العام العادي إلى جمع استثنائي قدم خلاله الرئيس استقالته و تمت تحت إشراف ممثل الجامعة المصادقة على السيد محمد عفيف الصغير رئيسا جديدا للفريق و هو مهاجر مغربي بإيطاليا و الذي صرح في ختام الجمع العام بأنه سيكون مكتبه المسير خلال عشرة أيام و سيقدم برنامج عمله بعد اتصاله بالسلطات و المجالس المنتخبة التي يعول عليها كثيرا لدعم الفريق ماديا و معنويا لتجاوز هذه الوضعية الكارثية التي ترك عليها الفريق. نتمنى التوفيق للرئيس الجديد الذي ورث للأسف فريقا في حالة احتضار يستوجب إرادة قوية و شجاعة و جرأة و مجهودات مكثفة لتنقية محيط الفريق من الشوائب و العمل على إخراجه من غرفة الإنعاش إلى الحياة العادية كفريق له تاريخ عريق و جماهير عريضة يستحق وضعا أحسن مما هو عليه الأن.