احتشدت جماهير غفيرة بساحة جامع الفنا أمام مقهى «أركانة» مساء يوم الأربعاء 03 ماي 2011 في وقفة تنديدية ضد الإرهاب، وذلك تنفيذا لما أسفرت عنه نتائج الاجتماع التنسيقي الذي تم مؤخرا بين الأحزاب الوطنية والديمقراطية والمنظمات النقابية وجمعيات المجتمع المدني بمراكش ، حيث أنه بعد تلاوة الفاتحة على أرواح ضحايا تفجير مقهى أركانة يوم الخميس الماضي، رفعت شعارات ولافتات منددة ومستنكرة لهذا الاعتداء الشنيع الذي قامت به أيادي الإجرام الغادرة ، مخلفة وراءها العديد من الضحايا الأبرياء من المغاربة والأجانب ، فقد شهدت هذه الوقفة التنديدية حضور العديد من الوجوه السياسية والنقابية وفعاليات من المجتمع المدني بمراكش وأطفال بعض الجمعيات المحلية الذين ساهموا بدورهم في إعطاء إضافة متميزة لهذه الوقفة التنديدية التي أصدرت بمناسبتها الهيئات السياسية والنقابية والمدنية بيانا حول العملية الإرهابية ، جاء في ديباجته ما يلي : » على إثر العمل الإجرامي الشنيع الذي استهدف مدينة مراكش يوم الخميس 28 أبريل 2011 والمتمثل في تفجير مقهى أركانة بقلب ساحة جامع الفناء المصنفة من قبل منظمة اليونسكو كتراث شفوي إنساني ، والذي أدى إلى سقوط عدد من الضحايا الأبرياء أجانب ومغاربة ، عقدت الأحزاب الوطنية والديمقراطية والمنظمات النقابية وجمعيات المجتمع المدني بمراكش اجتماعا تنسيقيا خاصا عبرت من خلاله عما يلي : - تعازيها الحارة ومواساتها العميقة لأسر وأقارب الضحايا في ما أصابهم من مصاب جلل . - إدانتها الشديدة للعملية الإرهابية الغادرة التي استهدفت أرواحا بريئة لا ذنب لها سوى كونها أحبت هذه المدينة المتميزة بروح التسامح والتعايش بين مختلف الجنسيات والحضارات والثقافات ، كما استهدفت المساس باقتصاد المدينة وبمواردها من قطاع السياحة . - تشبثها الكامل بما حققه المغرب من مكتسبات في مجال إرساء دعائم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي المكتسبات التي استهدفتها هذه العملية الإرهابية الشنيعة . - دعوتها كافة المواطنات والمواطنين للاستمرار في الانخراط في دينامية الإصلاحات الدستورية والسياسية التي تشهدها بلادنا والكفيلة بتوفير شروط الاستقرار والتنمية التي تعمل الجهات الإرهابية المعادية للمغرب والمغاربة على نسفها وزعزعتها . - مطالبتها بتعميق البحث الشامل للكشف عن الجهات المدبرة والمنفذة لهذا العمل الإجرامي في إطار الضمانات القانونية، وإطلاع الرأي العام الوطني والدولي على نتائج هذا البحث« . وأثناء هذه الوقفة التنديدية ضد الإرهاب أدلى لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» مصطفى الرافعي عضو المجلس الوطني وعضو الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش بالتصريح التالي : « هذا أعتبره أنا شخصيا اعتداء على مدينة مراكش وعلى سكانها بالأساس ، ولكنه في نفس الوقت هو اعتداء على المغرب بكامله لأن له اهدافا وتوقيتا معينا في هذا الفصل الربيعي ، وربما من خلفياته ضرب الاقتصاد بالنسبة لهذه المدينة السياحية التي تعتمد على هذا الجانب أساسا، وفي نفس الوقت هذا الاعتداء هو ضرب للاقتصاد المغربي، ولاشك أن من خلفياته أيضا ضرب مسيرة الأوراش الإصلاحية التي فتحها المغرب ويمشي فيها بكامل أحزابه ومنظماته النقابية والشبابية وغيرها ، في مقدمتها الإصلاح الدستوري وإنشاء بعض المؤسسات الحديثة كالمجلس الوطني للاقتصاد والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وغيرها من المجالس المحدثة المهمة والأساسية للدفع بهذا البلد في إطار التنمية الحقة، مما جعل المغاربة جميعا كلهم منخرطين بنسائهم ورجالهم وشبابهم في هذه الإصلاحات وفي هذه الأوراش بصفة استثنائية ومتميزة عما يجري في الساحة العربية ، هذا شيء ربما يغيض البعض لكن رغم هذه الخلفيات فإن المغاربة الذين انخرطوا في هذه الأوراش الإنمائية وواجهوا الكثير من التحديات، سواء بالنسبة للوحدة الترابية أو غيرها، فإنهم قادرون بالإصرار على الاستمرار في هذه الأوراش إلى أن تتحقق الديمقراطية الحقيقية التي نناضل جميعا من أجلها.» ومن جهته صرح لنا بنفس المناسبة خالد زريكم الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بإقليم مراكش بما يلي : « إننا بدورنا نندد وندين العمل الوحشي الإجرامي الإرهابي الذي استهدف مقهى أركانة ، وإدانتنا تأتي في سياق التعبير عن أن هذا الاعتداء عمل جبان كيفما كانت الجهة التي قامت به ، ونحن بصفتنا جماهير تجارية ومهنية نقف دوما ضد الإجرام وضد الإرهاب أينما وجد في ربوع المعمور .»