منذ أكثر من أربع سنوات وسكان حيي ميموزا والزهور يناشدان الجماعة الحضرية لبلدية مكناس والسلطات المحلية ومؤسسة العمران بالتدخل، كل حسب اختصاصه، من أجل أن يرفعوا عنهم التهميش واللامبالاة اللذين أصبحا السمة المميزة لتعامل هؤلاء المسؤولين مع سكان هذين الحيين؛ وذلك بالرغم من أن المنطقة تقترب، في تصنيفها، من الأحياء الراقية، نظرا لجدتها، من جهة، ونظرا لأن أغلب مساكنها عبارة عن فيلات وعمارات. وهذا ما يجعل المثل الدارج البليغ: «آلمزوق من برا... آش اخبارك من الداخل؟!...» أصدق تعبير عن حالة حيي ميموزا والزهور!... ومع مطلع سنة 2008، انتظم السكان في ودادية باسم الجمعيتين، ومن يومها والودادية تراسل وتطالب بتشجير وتهيئة المناطق الخضراء وإصلاح وترميم جميع قنوات الصرف الصحي التي أصبحت جميعها متآكلة رغم حداثتها!... وكذا إصلاح أعمدة الإنارة المعطلة جميعها، بالإضافة إلى التزفيت الذي أصبح ضرورة ملحة، خاصة وأن الغش الذي طال أشغال هذا الورش، منذ البداية، قد افتضح أمره مع التساقطات المطرية سنة بعد سنة حتى أصبحت معظم طرقات وأزقة حيي ميموزا والزهور عبارة عن حفر وركام فوق ركام من الأحجار والأتربة!... أما كارثة، فهي كامنة في الجانب البيئي لاعتبارات منها: تواجد الحيين بالقرب من المطرحة القديمة التي لم يمض على إغلاقها أكثر من عقد من الزمان، افتقار المساحات الخضراء بالمنطقة لأي عناية من لدن المسؤولين، افتقار المنطقة لأي فضاء ترفيهي سواء للأطفال أو للساكنة. وقد بادرت ودادية ميموزا والزهور إلى المطالبة بتفويت البقعة الأرضية المطلة على مطرح النفايات القديم، بهدف إنشاء ملاعب رياضية للكرة الجماعية، وفضاء ترفيهي للأطفال، وحديقة تكون متنفسا للساكنة... وعوض أن يكون هذا المطلب موضع تجاوب مع السكان، تعرض هو الآخر للإهمال، بل تحول إلى «همزة» للوبيات العقار، التي تتربص بالبقعة الأرضية لتحويلها إلى إسمنت ومصدر ثراء على حساب التوازن البيئي بالمنطقة!... ويشار إلى أنه ما إن انطلقت عملية تزفيت انتقائية بكل من حيي ميموزا والزهور، حتى قام المسؤولون، بتوقيفها وتحويل الورش إلى حيث (الكليان) الانتخابي في إطار حملة انتخابية سابقة للأوان!... واليوم، يتساءل أحد سكان المنطقة: هل سيظل الحال كما هو عليه الآن، أم أن الله سيهدي هؤلاء المسؤولين؟!...