احتفلت الطائفة اليهودية، مساء الخميس بالصويرة، بهيلولا الحاخام حاييم بينتو، الموسم الديني الذي يستمر على مدى أربعة أيام. وحضر حفل الاستقبال الرسمي لليوم الأول من هذا الاحتفال الديني، العديد من أفراد الطائفة اليهودية الذين حجوا إلى مدينة الصويرة من بلدان عديدة، وعامل إقليمالصويرة عبد الوهاب الجابري ورئيس المجلس العلمي المحلي وممثلو السلطات المحلية والعديد من الشخصيات. وقد جدد أفراد الطائفة اليهودية خلال هذا الحفل، تشبثهم بالمغرب كأرض الأجداد ووطن أم، معربين عن الامتنان الكبير لحفاوة الاستقبال الذي يحظون به بحاضرة موكادور وكذا التدابير المتخذة من طرف السلطات المحلية لضمان مرور الاحتفال في أجواء مميزة . وفي كلمة بالمناسبة هذا اللقاء، أبرز الحاخام دافيد بينتو أن الطائفة اليهودية التي التأمت بالصويرة لإحياء موسمها السنوي، تجدد الارتباط بالعرش العلوي والدعاء من أجل نشر السلام في أرجاء الكون، مؤكدا أن المغرب سيظل رمزا للانفتاح والتعايش بين الأديان. من جانبه، أشار عامل إقليمالصويرة إلى الدور الحيوي الذي يضطلع به المغرب في المحافل الدولية من أجل الدفاع عن قيم التسامح والسلم، موضحا أن المغرب يعمل جاهدا تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس من أجل إرساء حوار الحضارات والثقافات، وكذا إرساء سلام عادل ودائم بالشرق الأوسط. وذكر بأن مقتضيات الدستور الجديد الذي صادق عليه المغاربة، حرصت على إرساء الوحدة الوطنية على تنوع كافة مكوناتها بما فيها العبرية كنتيجة لما شيده المغاربة مسلمين ويهود، ثقافيا وروحانيا وتراثيا. من جانبه، شدد رئيس الطائفة اليهودية بمارسيليا السيد زفي أمار على الحاجة إلى نشر «الحكمة المغربية» القائمة على التعايش بين أبناء البلد الواحد من ديانات مختلفة، مشددا على ارتباط اليهود المغاربة أكثر من غيرهم بوطنهم الأم، وذلك بالنظر للعلاقة الأخوية التي ربطت بين المسلمين واليهود على مر التاريخ، معربا عن الأمل في يظل المغرب رمزا للازدهار والتآخي بين الشعوب. من جهته، تطرق رئيس المجلس العلمي المحلي بالصويرة السيد محمد منكيط إلى التعايش الذي جمع المغاربة مسلمين ويهود، مؤكدا أن المغرب اختار نهج إسلام سني معتدل يحترم الآخر ويشدد على ضرورة احترام الأديان. يذكر أن الحاخام ربي حاييم بينتو المزداد سنة 1748، والذي توفي سنة 1845، قام بتشييد معبد بحاضرة موكادور أمضى بداخله معظم وقته في التعبد وتعليم التوراة ودفن بمقبرة تحمل اسمه.
