تأخر انطلاق مهرجان تكريم الراحل النقيب الوزير محمد الناصري، الذي نظمته وزارة العدل وهيئة محامي الدارالبيضاء، مساء الجمعة الماضية، أزيد من ساعة بسبب تأخر الوزير مصطفى الرميد بردهات محكمة الاستئناف التجارية بسيدي عثمان. وحضرت المهرجان شخصيات من عالم القضاء والسياسة ومسؤولين من هيئة المحامين ونادي قضاة المغرب الذي حضر عبر وفد من من قيادة النادي، وشوهد حضور أندري أزولاي وادريس جطو وأسرة الفقيد يتقدمهم صهره القيادي بالسلطة الوطنية الفلسطينية واصف منصور وأبناء الفقيد.. وكان أول المتدخلين نقيب المحامين بالدارالبيضاء الذي أكد أن المحامين هم أول من يحس بفداحة الخسارة ورزء المصاب، لأن الفقيد كان واحدا منهم، مؤكدا «عرفنا الراحل نقيبا صلبا وفاعلا حقوقيا منافحا عن الحق والعدل وكوزير للقطاع حقق إنجازات كبيرة رغم قصر المدة التي تحمل فيها المسوولية..» وأوضح النقيب أن شعار الراحل كان هو من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه.. وبعد هذا التدخل أعطيت الكلمة للرميد باسم وزارة العدل والحريات، الذي أشاد بمناقب الراحل و وصفه بأنه كان محاميا متميزا، مستقيما، حازما وحنونا، موضحا أن عهده عرفت فيه مهنة المحاماة هيبتها، لأنه كانت له غيرة على العدالة وأهلها، وله أفضال كثيرة، «كان مصارعا جبارا من أجل الحق وكذلك للراحل صدقات جارية من مدارس ومستوصفات أقامها لوجه الله».. واعتبر الرميد أن جنازة الراحل المهيبة دليل على الاحترام الذي يكنه له الجميع. وتناوب على المنصة كل من الأستاذ مصطفى فارس، رئيس محكمة، وكلمة هيئة المحامين بالمغرب التي ألقيت نيابة حسن وهبي الذي تعذر حضوره. وركزت الكلمة على مناقب الراحل كونه رجلا كبيرا مدافعا عن مصالح الوطن العليا، وختمها ببيت شعري: ملء السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ وكانت كلمة الأستاذ محمد سعيد بناني آخر شخص صافح الراحل، حيث تحدث عن الذهول والصدمة التي أصابت الحاضرين حينها، حيث فجأة أحنى الراحل رأسه وعلى بنظره في الأفق البعيد، بعدها يحكي بناني كيف تأبط الراحل وتلمس جسده، وكيف كان موتا جميلا.. وعن الأسرة تدخلت أخت الراحل، التي تقدمت بوافر العرفان والإمتنان«لما أبديتموه تجاهنا من مواساة ومشاركة صادقة في مصابنا الجلل . . وفي مقدمة الجميع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده ، الذي تابع حالة الفقيد منذ البداية واتصل بنا وشرّفنا برسالة عزاء مولوية نعتزّ بها وبما تضمنته من عبارات مؤ ثّرة ومعبّرة..» وتحدثت صفية الناصري عن فداحة الرزء الذي حاق بنا والمصيبة التي حلّت بنا، حيث فقدنا الأبن والأب والزوج والأخ والجد والقريب والصهرالذي كان بمثابة الخيمة التي نتظلل بها والركن الذي نستند إليه والملاذ الذي نلتجيء إليه كلما واجهنا أمر صغير أوكبير . ولعل ما ورد في كلمات السادة المتحدثين خير تعبير عن الشيم والقيم والمناقب التي افتقدناها يوم التحاقه برحاب ربه سبحانه وتعالى. وتوجهت بالتحية باسم أفراد الأسرة بالتحية والعرفان للجنة التي أشرفت على تنظيم هذا اللقاء الذي ارتأت أن تجعله تكريميا لا تأبينيا لراحلنا العزيز، السادة النقباء والأساتذة عبد العزيز بنزاكور ومحمد الشهبي وعمر ويدرا وعبدالرحمن الفيلالي جازاهم الله عنّا خير الجزاء . ونتوجه بتحية خاصة لوزارة العدل والحريات ولهيئة محامي الدارالبيضاء على جهودهما اللوجستية في تنظيم هذا اللقاء. وكانت كلمة الدكتور واصف منصور جد معبرة، حيث تحدث عن صداقة 45 سنة جمعته بالفقيد الذي تعرف عليه سنة 1967 في كلية الحقوق بالرباط عندما كان لازال في أول طريق مهنة المحاماة، ثم توطّدت العلاقة عند تأسيس فرع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني بالدارالبيضاء صحبة المرحومين الهاشمي الفيلالي وعمر بنجلون ومصطفى القرشاوي وآخرين، ثم «جمعتنا المصاهرة والنسب، فنبتت علاقة أينعت مع الأيام».. ووصف منصور الراحل بأنه كانت له بعض من صفات الملائكة الذين لا يعصون ربهم في ما أمرهم، فقد كان شديد الحرص على الإستزادة من التبحّر في كتاب الله وسنة رسوله، ليعرف مكامن الحق ومواطيء الباطل كيلا يزلّ أو يزيغ، وكي يطبّق الأوامر ويجتنب النواهي .. كثير الصلاة والصيام والحج والعمرة والإنفاق في سبيل الله، والحضّ على فعل الخير وتقويم النفس.. وسننشر نص الكلمة في عدد لاحق.