الفنانة رجاء بلمليح من مواليد 22 أبريل 1962، بحي البلدية المجاور لقيسارية الحفارين، بدرب السلطان بالدارالبيضاء، من عائلة فاسية محافظة، كان والدها معجبا بموهبتها منذ صغرها. شاركت في برنامج أضواء المدينة التلفزيوني. يتذكر عبد النبي الجيراري رجاء بلمليح حينما شاركت في برنامج مواهيب سنة 1978 فيقول: «قدمت ترشيحها للمشاركة في مواهيب لكن عندما رأيت أن والدها قد حضر رفقتها أعطيتها الأولوية، وهو الأمر الذي كان معمولا به أيضا مع المشاركين الذين يقطنون مدنا بعيدة، غنت رجاء في أول مشاركة لها قطعة «أعطيني الناي وغني» من شعر جبران خليل جبران، ثم في ثاني مشاركة «افرح ياقلب». كانت بدايتها الفنية سنة 1979، من خلال إقصائيات برنامج «أضواء المدينة»، التي حازت فيه على الجائزة الأولى للبرنامج ذاته، هذه المسابقة التي شارك فيها ما يفوق 1600 مرشح لاختيار أجمل الأصوات الغنائية. فكانت الجائزة الأولى بامتياز لرجاء بلمليح، في السنة الموالية أي سنة 1980 شاركت بأغنية «وحقك أنت المنى والطرب» في صنف الإناث. كان والدها يرافقها في رحلاتها على المستوى العربي، قبل أن تتزوج من طبيب مصري محمد شرف الدين، المستشار القانوني الذي يعمل بالإمارات، رزقت منه بابنها عمر، وكانت تحمل أيضا الجنسية الاماراتية وتقيم في أبوظبي رفقة زوجها وابنها الوحيد. في سنة 1987 أصدرت الفنانة المقتدرة بلمليح أول ألبوم لها بعنوان «ياجاروادينا»، وضم أغان مثل مدينة العاشقين والحرية وأطفال الحجارة ثم أصدرت ألبوما آخر بعنوان هكذا الدنيا تسامح وفي مطلع التسعينات انتقلت إلى مصر، حيث كانت لها انطلاقة جديدة تكللت بألبوم صبري عليك طال ثم ألبوم ياغايب واعتراف. ومن بين الملحنين المصريين الذين تعاملت معهم أذكر جمال سلامة ومحمد ضياء وحلمي بكر وصلاح الشرنوبي، عاشت رجاء في القاهرة بعض السنوات ، ثم غيرت مسارها نحو دولة الإماراة العربية المتحدة ، حملت توقيع الملحن والموزع الموسيقي الليبي حميد الشاعري، الذي نجح في إلباس بعض أغانيها قالبا خاصا، من خلال أغانيها ياغايب، و صبري عليك طال، اعتراف وشوق العيون وحاسب. ومن بين الأسماء الفنية البارزة التي تألقت معها الفنانة بلمليح، الفنان البحريني خالد الشيخ الذي قدمت معه أغنية زنابق، وتميزت تجربتها وانطلاقتها الأولى بالتعاون مع الشاعر عبد الرفيع الجواهري، الذي كتب لها أغنية «أطفال الحجارة» التي منعت من طرف وزارة الداخلية عندما كان ادريس البصري على رأسها. ويتذكر عبد الرفيع الجواهري أنها سعدت بمنحها تنويه الثورة الفلسطينية بعد أن أهدت هذه الأغنية لياسر عرفات. وبعد ألبوماتها المصرية والخليجية، وألبومها الأخير الذي يضم أغاني مغربية. كانت تنوي تقديم ألبوم مغاربي مستوحى من الفلكلور المغربي و التونسي والجزائري. في منتصف الثمانينيات زارت بلمليح مقر جريدة «الاتحاد الاشتراكي» مرتين، مرة رفقة الشاعر وقيدوم الصحافيين الرياضيين أحمد صبري، والمرة الثانية استثمر الصحفي والناقد محمد البهجاجي الزيارة فأجرى معها حوارا طويلا نشر بالجريدة. في سنة 1986 حضرت لأمسية الشاعر العربي محمود درويش، في ذكرى الشهيد عمر بنجلون بقاعة الأفراح (المسرح البلدي) بشارع الجيش الملكي بالدارالبيضاء. حصلت بلمليح على عدد من الجوائز وشهادات التقدير، من مهرجان الأغنية بليبيا سنة 1990، و من مهرجان القاهرة الدولي للأغنية سنة 1995، و من مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية سنة 1995، ومن مهرجان الأغنية التونسية سنة 1996، وجائزة مهرجان القاهرة الدولي الثالث للأغنية سنة 1997، وفي سنة 1999 منحت لقب سفيرة النوايا الحسنة لدى «اليونسيف». كان آخر ظهور للفنانة أمام الجمهور، مشاركتها في برنامج ستوديو دوزيم، الذي بثته القناة الثانية المغربية ليلة 27 يوليوز 2007، كضيفة شرف على البرنامج... اكتشفت إصابتها بداء السرطان سنة 2003، وفي يوم ذكرى ميلادها، وهو أسوأ نبأ سمعته في حياتها، ذلك اليوم، وهي موجودة بمصر. كانت تستعد لاحياء سهرات فنية يخصص ريعها لفائدة الاطفال والشباب وأيضا السجناء.. فقاومت بضراوة المرض الخبيث الذي أصابها، إلى أن توفيت رجاء بلمليح يوم 2 شتنبر 2007، عن سن 45 سنة. كان الملك محمد السادس قد اتصل بها هاتفيا مطمئنا وداعيا لها بالشفاء، كما تكلف بمصاريف علاجها بمستشفى الشيخ زايد بالرباط. قالت رجاء بلمليح في لحظاتها الأخيرة داخل المستشفى:« أحب وطني، أحبك يا ملكي، أحبك يا أهلي ويا جمهوري». قبل وفاتها ابتسمت وهي على فراش الموت، وقالت:«الله يكثر خيركم ... ».