نظم» بيت الحكمة» ندوة في موضوع» متطلبات إصلاح التعليم بالمغرب» يوم الجمعة 10 يناير 2014 بالمكتبة الوطنية بالرباط بمشاركة د.محمد بنعبد القادر، باحث ومختص في القضايا التربوية، ود. شفيقي فؤاد، مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية. وأدار الندوة ذ. عبد المطلب اعميار. وفي الكلمة الافتتاحية ذكر ذ.فتاح بناني بأنشطة بيت الحكمة، وتوقف عند الجامعة التي نظمها بيت الحكمة في موضوع «المدرسة والقيم»يناير2011 . واعتبر أن هذا اللقاء استمرار موضوعي في تناول هذا الملف من موقع اهتمامات بيت الحكمة بكل القضايا المرتبطة بمنظومة القيم. ومن جهته أشار اعميار عبد المطلب إلى أن عقد هذا اللقاء هو انخراط من قبل بيت الحكمة في كل النقاشات الوطنية ذات الأولوية في مسارات الإصلاح المؤسساتي ببلادنا. وأكد على الدور الحاسم للمدرسة في التنشئة الاجتماعية، والثقافية، والمعرفية ، والقيمية، وفي تشكيل أنماط السلوك ، والتمثلات، مما يتطلب وضع إشكالية القيم التحديثية للمدرسة في صلب النقاش العمومي لأي مشروع إصلاحي. وأكد أن أرضية «بيت الحكمة» لإصلاح التعليم سيتم تطعيمها وتدقيقها عبر النقاشات التي سيتم إطلاقها ابتداء من هذه الندوة. وتناولت كلمة د.محمد بنعد القادر مقاربة نقدية صارمة لخطاب الإصلاح نفسه الذي لم ينتج في مجمله بدائل حقيقية وحاسمة لإصلاح التعليم ، إذ ظل خطابا توصيفيا وتشخيصيا غارقا في إنتاج خطاب الأزمة. واعتبر أن الرهان الحقيقي يرتبط بالقطع مع منطق التوافقات الذي لم ينتج إلا مشاريع إصلاحية فاشلة حيث ظل النظام التعليمي يجر معه تناقضات وإعاقات فاحشة على مستويات عديدة. وحذر في مداخلته من المداخل الإيديولوجية الهوياتية التي لا يمكن اعتمادها في المشروع الإصلاحي لمنظومة التربية والتعليم. وبالمقابل أوصت المداخلة بضرورة إعادة النظر بشكل جوهري في هندسة الأسلاك التربوية، ومنظومة التوجيه، والتقويم. كما توقفت الكلمة عند اختلالات سوق الكتاب المدرسي، وفشل مشروع تحرير الكتاب الذي لم يحقق التنوع المرجو. كما انتقدت المداخلة قصور نظام الجهوية الذي لم يحقق شعار اللامركزية الحقيقي. ومن جهته توقف د.شفيقي على العديد من الإشكالات المرتبطة بالمحتويات الدراسية، ومسألة التعريب، وإشكاليات القيم، والمغربة.. واعتبر بأن أي مشروع إصلاحي ينبغي أن يحسم سياسيا في منظومة القيم الكفيلة بالإجابة عن سؤال محوري يتعلق بتحديد المواطن المرجو من الإصلاح. وهو نقاش حاسم يرتبط أيضا بقضايا الكتاب المدرسي، والمنهاج التعليمي. واعتبرت المداخلة أن الإصلاح ينبغي أن يستحضر التراكمات الايجابية المتحققة، مع تصحيح الاختلالات، ومن ضمنها تقييم تجربة الكتاب المدرسي على المستوى النوعي. وتوقفت المداخلة عند موضوع تجربة المنهاج الجهوي في التعليم حيث أشارت إلى المرتكزات التي تم الاشتغال عليها من خلال محاور حقوق الإنسان، والبيئة، والصحة ، ومجال التاريخ والثقافة الشعبية، ومجال التنمية المحلية.غير أن مسارات هذا الاشتغال لم يكن لها أثر ملحوظ على المنظومة التربوية. وأوصت الندوة في الختام بعقد ندوة لاحقة في موضوع أثير بقوة يتعلق بالمسألة اللغوية في النظام التعليمي.