تحول اللقاء التواصلي الذي دعا اليه والي جهة درعة تافيلالت عامل اقليمالرشيدية يوم الخميس فاتح يونيو 2017، إلى «محاكمة» لتدبير الشأن المحلي بالمدينة، بعد الاختلالات الكبيرة المسجلة في عدد من القطاعات ، حيث أكدت ذلك مجموعة من التدخلات التي اعتبرت اللقاء مع الوالي، وفتح حوار حول المشاكل التي تعاني منها عاصمة الجهة الرشيدية، فرصة نادرة في وقت يغلق فيه باب الحوار مع الولاية؟ وتوقفت مداخلات عدد كبير من المتدخلين الذين فاق عددهم الأربعين، عند مكامن الخلل الذي تعرفه قطاعات من بينها القطاع الفلاحي الذي ركز فيه عضو من الغرفة الفلاحية، على آفة الجفاف التي تضرب الإقليم و حاجات الفلاحين الصغار إلى دعم الدولة في الشعير والأعلاف وفتح نقط اضافية للماء باعتبار ان الاقليم يعتبر منكوبا، حسب المتدخل، كما توقف آخر عند مجال الاستثمار الذي يعتبر ناقصا في الاقليم نظرا لضعف البنية التحتية من طرق ومسالك، اضافة الى تعقد المساطر الادارية، كما تمت الإشارة الى ملفات أراضي ذوي الحقوق التي تتوقف عند مصلحة الشؤون القروية بالعمالة، ومطالبة المستفيدين بالشواهد الادارية التي تخول أصحابها التوسع السكني في المجال القروي، ومطالبتهم بتحيينها، في الوقت الذي يرفض القائد التجاوب مع أصحابها ما يعطل مصلحة المواطنين. من بين المتدخلين مواطنون يرغبون في الاستثمار بالرشيدية ، الذين فوجئوا بعراقيل ادارية من بينها سومة اقتناء العقار غير الموحدة والتي تفاوت بين مستثمر وآخر، فهناك مستثمرون تبيع لهم البلدية بثمن تفضيلي وآخرون بسومة مرتفعة لا تشجع على الاستثمار… وكاد اللقاء أن يتحول الى ملاسنات وتبادل التهم بين مستشارين جماعيين معارضين للمجلس البلدي للرشيدية، الا أن والي الجهة ذكر بأن اللقاء يستحب أن تتجاوز فيه الصراعات السياسية التي تهدف الى تصفية حسابات، خاصة عندما أشير الى غياب الديموقراطية التشاركية في المجلس الذي يحجب كل المعلومات والمعطيات التي تفيد أعضاء المعارضة. مداخلات أخرى توقفت عند مجموعة من الاختلالات العمرانية و الاجتماعية والثقافية والرياضية، وكذا دواعي انتشار الباعة الجائلين، كما أشاروا الى أن مجلس المدينة لا يمتلك دفتر تحملات مسؤول، مما أدى الى اعتبار تهيئة المدينة التي صرفت عليها الملايير ر… لم تكن في المستوى المرغوب، وكل ما صرف عليها ذهب أدراج الرياح، بفعل الأشغال الناقصة الجودة مما أدى الى اعتبار مخطط التهيئة الذي طبل له المجلس الجديد القديم، نوعا من الحلم أو الخيال في تنمية المدينة بالشكل المطلوب. جل المداخلات في اللقاء، ركزت على الوضع الصحي بالمدينة ،ورددت قصصا صادمة عن الإهمال الذي يشهده المستشفى الجهوي م. اعلي الشريف؛ فهذا مريض فشل في الحصول على علاجه لنقص المستلزمات والأدوية وخاصة غياب الأطباء المتخصصين الذين رغم عددهم الذي فاق 60 طبيبا تجدهم دائمي الغياب للعمل في مدن الشمال… واقع مزر للخدمات الصحية أثارته كل المداخلات ، يتفاقم يومًا بعد يوم نتيجة غياب أدوات فعالة للمحاسبة والمساءلة، والأهم غياب أصحاب المسؤولية المباشرة عن عملية المراقبة، ليظل المريض في أسفل الهرم؟ لكن النقطة التي أفاضت الكأس في هذا اللقاء هي مصلحة جراحة العظام بالمستشفى الجهوي، هذه المصلحة التي عين بها ثلاثة أطباء، لكن لا يشتغل سوى واحد لمدة عشرة أيام في الشهر بالتداول فيما بينهم. والخطير في هذا الأمر هو ابتزاز المرضى. كل مريض دخل هذه المصلحة لجبر الكسر عليه أن يحضر مواد العلاج (الحديد ومستلزماته) من صيدلية واحدة دون غيرها الموجودة بشارع محمد الزرقطوني بالرشيدية، التي تبيع هذه المستلزمات الطبية بأسعار مرتفعة، حيث كما أشار متدخلون من بينهم ممرض الذي تكلم بحرقة صادمة وهو ابن الميدان، ردد ولعدة مرات وبمرارة، ما يعانيه المرضى الفقراء و القرويين من أعالي جبال الأطلس الكبير الشرقي و غيرهم في هذه المصلحة، مرددا الأثمنة الخيالية التي تفوق 10 ألف درهم، بينما في صيدليات أخرى لا تتجاوز 3 آلاف درهم . واذا لم يحضر المريض هذه الأدوات من الصيدلية المتفق عليها، يبقى في طي الاهمال؟