– بالنسبة لخصومه، يعد عطاء الله هاو متهور تسبب بمآس لمئات الآلاف من الروهينغا بعد إطلاقه تمردا في بورما. ولكن أنصار "جيش انقاذ روهينغا أراكان" يرون في قائدهم مقاتلا شرسا تخلى عن حياته المرفهة في السعودية ليدافع عن عرقية مهمشة في ظروف معاكسة. وبحسب وصف المحلل المستقل في بورما، ريتشارد هورسي، "إنه شخص يتمتع بكاريزما عالية". ويشير المحلل في حديثه لوكالة فرانس برس إلى أن عطاء الله "يلهم الناس. إنه يتحدث بطريقة تتوافق مع المظالم التي تشعر بها هذه المجموعة (الروهينغا)". وي عتقد أن عطاء الله هو من أمر "جيش انقاذ روهينغا أراكان" بشن الهجمات الدامية في ولاية راخين الشهر الماضي، ما أثار حملة شرسة نفذتها قوات الأمن ودفعت حوالي 420 ألفا من مسلمي الروهينغا إلى الفرار إلى بنغلادش. وسلطت الأضواء عليه في اكتوبر العام الماضي عندما أعلن عن مجموعته في تسجيلات مصورة نشرت عبر الانترنت عقب كمائن دامية على المراكز الحدودية في ولاية راخين، التي لطالما كانت بؤرة للتوترات الدينية بين المسلمين والبوذيين. وقالت مصادر عدة مقربة من عطاء الله لوكالة فرانس برس إنه في مطلع الثلاثينات من عمره ويبدو أنه يشرف على شبكة متفرقة من الخلايا التي تضم رجالا مدربين بشكل خفيف ومسلحين بعصي وسواطير وعدد قليل من المسدسات. وفي التسجيلات المصورة، يظهر عطاء الله بلباس غير رسمي ومحاطا بمسلحين ملثمين حيث يعدد الجرائم التي ارتكبتها الحكومة البورمية بحق الروهينغا، ويعد بتحرير الأقلية من "الاضطهاد اللاإنساني" الذي تعاني منه. وعاش معظم أفراد أقلية الروهينغا في العالم دون جنسية لعقود، يدبرون قوت يومهم بشق الأنفس في غيتويات في بورما أو في مخيمات مكتظة للاجئين في بنغلادش. إلا أن عطاء الله نشأ في منزل لعائلة من الطبقة المتوسطة في مدينة كراتشي الساحلية في باكستان. ودرس والده في جامعة دار العلوم بكراتشي، التي تحظى بتقدير عال، قبل الانتقال مع عائلته إلى السعودية للتدريس في الرياض ومن ثم الطائف، بحسب أحد اقربائه الذي تحدثت معه وكالة فرانس برس. وهناك، درس عطاء الله القرآن في أحد المساجد، حيث أثار انتباه سعوديين أثرياء طلبوا منه تعليم ابناءهم. وبذلك، بات جزءا من الدائرة المقربة لهؤلاء حيث شاركهم حفلاتهم ورحلات الصيد الباذخة التي قاموا بها. وقال أحد أقارب عائلة عطاء الله والذي كان على علم بالوقت الذي قضوه في السعودية لوكالة فرانس برس "أحبه السعوديون كثيرا وعاملوه وكأنه واحد منهم". ولكن بعد الاضطرابات الطائفية التي وقعت عام 2012 في راخين والتي تسببت بنزوح أكثر من 140 ألفا، معظمهم من الروهينغا، تخلى عطاء الله عن حياته المريحة في السعودية وعاد إلى بورما من أجل القتال. وفي البداية، عاد إلى باكستان وبحوزته ملايين الدولارات باحثا عن أسلحة نارية ومقاتلين والتدريب من أكبر المجموعات الجهادية، بحسب منتسبين إلى جماعات مسلحة في كراتشي التقوه خلال الرحلة. وأشار ثلاثة أشخاص من دوائر المسلحين التقوا عطاء الله في كراتشي عام 2012 إلى أن الأموال أرسلت إليه عبر نظام الحوالة الاسلامية، اي نظام مدفوعات يستند الى الائتمان ويصعب تتبعه أكثر بكثير من المعاملات المصرفية. وأضافت المصادر أنها تفترض أن التمويل جاء من سعوديين وروهينغا أغنياء في المملكة. واتصل بشخصيات مرتبطة بحركة طالبان في افغانستانوباكستان والمجموعات الانفصالية في كشمير مثل "لشكر طيبة"، عارضا عليهم مبالغ مالية كبيرة مقابل الحصول على المساعدة، ولكن دون جدوى. وقال مصدر تعامل مع عطاء الله عام 2012 "علنا، أعربت هذه المنظمات عن تضامنها مع مسلمي بورما ودعت إلى الجهاد، إلا أنها تجاهلته". ورفضت الكثير من المجموعات الباكستانية المسلحة طلباته أو تجاهلتها فيما سرقت أخرى الأموال التي دفعها مقابل الحصول على أسلحة لم تصل قط. وقال الجنرال الباكستاني المتقاعد طلعت مسعود إن الدعوات إلى الجهاد في بورما التي أطلقتها عدة مجموعات مسلحة ليست سوى حيلة دعائية تهدف إلى كسب تعاطف المسلمين".