المخرجة المغربية تالا حديد تخسر رهانها الفني في فيلمها التسجيلي «منزل في الحقول» بعد عرض الفيلم السينمائي المغربي « عرق الشتا» للمخرج حكيم بلعباس في الأيام الأولى بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 39للمهرجان، والذي خلف ردود فعل إيجابية عموما، عكستها الورقة النقدية التي خصصت له، ضمن أهم أفلام الدورة، المعممة على مختلف وسائل الإعلام المصرية والعربية والدولية. فإن الفيلم الثاني ضمن نفس خانة مسابقة «آفاق عربية»، الذي أخرجته المخرجة المغربية تالا حديد، المقيمة هي أيضا مثلها مثل بلعباس، بالولايات المتحدةالأمريكية، الذي هو بعنوان «منزل في الحقول»، قد خلف ردود فعل مختلفة، أغلبها نقدي ضد طريقة إنجاز ذلك الفيلم التسجيلي. ذلك أن تقنيات اشتغال المخرجة وطاقمها الفني، قد جعل العمل يتوه بين الفيلم الوثائقي والفيلم التسجيلي وبين الفيلم الفلكلوري المحض. ولعل السبب راجع إلى عدم وضوح الرؤية الفنية التي أرادت المخرجة الإشتغال عليها، والتي ضاعفت منها الكثير من الهنات والهفوات التقنية، غير المقبولة من مصورة فوتوغرافية مثلها. وأنها في مكان ما، حتى وهي تحاول تبيان مصالحة مجتمع صغير بعمق أعالي جبال الأطلس الكبير بالمغرب، بمنطقة قريبة من أعالي تيشكا وتلوات، مع محيطه الطبيعي، من خلال المقاومة للتصالح مع الأرض، بما تهبه من إمكانيات عيش، فإنها أضاعت الخيط الناظم لموضوعها من خلال محاولتها تركيب أزمنة متعددة في زمن فيلمي واحد مضغوط، ينتهي بالفكرة إلى الضبابية والتفكك واللامعنى. لقد هيأت الجمهور الحاضر بقاعة العرض بمسرح الهناجر (وكان جمهورا غفيرا فعلا)، من خلال رسالة بعتثها إلى المهرجان، كنوع من العقد التواصلي يجعل المنصت إليها يجزم أن المخرجة تالا حديد، تصدر عن مرجعية سيوسيولوجية رصينة. لكن، مع توالي مشاهد فيلمها، المصنف ضمن خانة الفيلم التسجيلي، اتضح أنها سقطت في عكس ذلك تماما، وأنها ربما استسهلت واجبات الضبط التقنية الإزامية لعمل فني رفيع مماثل. ذلك أن الفكرة ممتازة، لكن التنفيذ كان مهزوزا. وأنها سقطت، من حيث لم تحتسب ربما، في النمطية الفلكلورية التي جعلت جزء من مناطق السوسيين الأمازيغ الشلوح، مجالا لإبراز العيوب أكثر من الإيجابيات. وأنها أساءت للزمن النفسي والزمن الإبداعي التعبيري (من خلال شكل تعاملها المنفر مع مشاهد عرس في القرية) وكذا للتعبيرات المحددة لشكل ممارسة الحياة هناك في تلك الأعالي المغربية. دون إغفال الخطأ الذي طال عنوان الشريط نفسه، حيث تمت ترجمة إسم القرية الحقيقي والذي هو «تيكمي نيكران» إلى «منزل في الحقول» بينما الصحيح هو «منزل الحقول»، لأنه الترجمة الأمازيغية لعنوانها هي هو «تيكمي غي كران»، والفرق كبير بين المعنيين. أخبار من المهرجان: * أصدرت إدارة مهرجان القاهرة حتى الآن 3 كتب من ضمن الإصدارات الخاصة بالدورة 39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هي: – كتاب «سمير فريد، تفرد وإنجاز» مخصص لتمجيد سيرة الناقد السينمائي الكبير، الذي توفي هذه السنة سمير فريد والذي كان رئيسا لدورتين لمهرجان القاهرة السينمائي. فيه استعراض لمسيرته النقدية ولكتبه ونماذج من مقالاته ودراساته النقدية الوازنة. – كتاب «أهم مئة فيلم وفيلم في السينما المصرية» للناقد سامح فتحي، المدير الفني لمهرجان الأقصر السينمائي، الذي فيه استعراض لأهم 100 فيلم في ريبرتوار السينما المصرية منذ بدايات القرن 20 إلى اليوم، مع التوفر على كل ملصقاتها الأصلية التي تعتبر مرجعا فريدا فعلا. – كتاب «سمير غانم، إكسير السعادة» للناقد السينمائي المصري الآخر الكبير طارق الشناوي، والذي استعادة فيه قصة حياة الممثل الكوميدي المصري سمير غانم، برؤية تسجيلية وصفية مهمة. مع فتح المجال لعائلة الفنان سمير غانم للكتابة ضمن هذا الكتاب.