الأحزاب تثمن المقاربة الملكية التشاركية    رفض البوليساريو الانخراط بالمسار السياسي يعمق عزلة الطرح الانفصالي    الطالبي العلمي يجري مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية السنغالي    تنصيب عمر حنيش عميداً جديدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    أخنوش يستعرض أمام البرلمان الطفرة المهمة في البنية التحتية الجامعية في الصحراء المغربية    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    مئات المغاربة يجوبون شوارع باريس احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    أخنوش: "بفضل جلالة الملك قضية الصحراء خرجت من مرحلة الجمود إلى دينامية التدبير"    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    200 قتيل بمواجهات دامية في نيجيريا    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    الركراكي يستدعي أيت بودلال لتعزيز صفوف الأسود استعدادا لوديتي الموزمبيق وأوغندا..    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    كيوسك الإثنين | المغرب يجذب 42.5 مليار درهم استثمارا أجنبيا مباشرا في 9 أشهر    توقيف مروج للمخدرات بتارودانت    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في اليوم الدراسي الذي نظمه المكتب السياسي للحزب حول «التعاضد والمساهمة في تنمية الحماية الاجتماعية»

الكاتب الأول للحزب: الحماية الاجتماعية تشكل إحدى القضايا الأساسية والجوهرية في المشروع المجتمعي لحزب الاتحاد الاشتراكي

نظم المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يوم 16 فبراير الجاري، يوما دراسيا حول «التعاضد والمساهمة في تنمية الحماية الاجتماعية» بمساهمة كفاءات وطنية فاعلة في مجال التعاضد والحماية الاجتماعية، بالمقر المركزي للحزب بالرباط، ويأتي هذا اليوم الدراسي في سياق إخراج صندوق وطني للتأمين الصحي والحديث عن إفراغ الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي من مهامه واختصاصاته كفدرالية للتعاضديات، وكذلك في سياق الهجمات المتتالية على العمل التعاضدي ومحاولات لضرب هذا المكتسب الوطني عوض تطويره بما يتلاءم والمكتسبات المحققة في هذا المجال.

في افتتاح هذا اليوم الدراسي قال إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ذا المرجعية الاشتراكية يعتبر أن الحماية الاجتماعية إحدى القضايا الأساسية والجوهرية في مشروعه المجتمعي، لذلك كانت ضمن أولويات البرنامج السياسي والانتخابي للحزب منذ تأسيسه وعلى مدى مساره النضالي.
وأضاف إدريس لشكر أن «الاتحاد الاشتراكي كان سباقا للتداول في المشروع التنموي الجديد وبمشاركة العديد من الأصدقاء الاشتراكيين من إسبانيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، ثم نظمنا لقاءات مع النخب والأطر الحزبية تطرقت لعدد من مجالات ومناحي الحياة فضلا عن أن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية المنبثقة عن المجلس الوطني انكبت على هذا الموضوع».
وتابع لشكر على أن الجديد لا يبقى في فشل المشروع التنموي السابق، لكن التفكير الجديد نابع من أن هذا المشروع التنموي قد استنفد مهامه، مبرزا على أن البلاد عرفت عددا من المشاريع المهيكلة على المستوى الاقتصادي تتعلق بعدد من القطاعات منذ تولي جلالة الملك للعرش، ومجيء حكومة التناوب بقيادة المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، حيث كان مشروع الإقلاع الاقتصادي وتوفير عدد من البنيات الأساسية والتجهيزات ثم في ما بعد مخطط المغرب الأخضر كاستراتيجية على المستوى الفلاحي، والمخطط الأزرق «أليوتيس» في مجال الصيد البحري، ومخطط السياحة، والمشاريع الاقتصادية ومتابعة سياسة السدود والموانئ والمطارات والطرق السيارة وكهربة العالم القروي.
وأشار الكاتب الأول إلى أنه بالرغم من التقدم الذي أحرزه المغرب في عدد من المجالات التنموية والاقتصادية لكن الأثر الاجتماعي يبقى قليلا إن لم نقل منعدما على الفئات الاجتماعية الهشة والفقيرة، لذلك فشعار العشرية القادمة يقول لشكر، تعاقد اجتماعي جديد ضمن المشروع التنموي الجديد يشكل فيه التعاضد والحماية الاجتماعية للفئات المستضعفة والهشة أحد الأولويات الأساسية.
وبنفس المناسبة أعلن الكاتب الأول للحزب، قرار تكوين قطاع حزبي خاص بالتعاضد على غرار القطاعات الموازية داخل الحزب، مرحبا بكل الكفاءات والطاقات الاتحادية أو الأطر التي عبرت عن التحاقها بهذا القطاع.
ومن جهته أشاد عبد المولى عبد المومني،رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، كأول متدخل في هذا اللقاء، بحسن اختيار موضوع التعاضد ارتباطا بالحماية الاجتماعية، خاصة في ظل هذا الظرف الذى أصبح الجميع فيه مقتنعا وعلى مستوى كافة مواقع المسؤولية، بأن البلاد في حاجة ماسة إلى عقد اجتماعي جديد، يكون في صلب النموذج التنموي الجديد الذى دعا إليه جلالة الملك.
ونوه عبد المومني بتوفق اللجنة المنظمة للقاء بالربط الجدلي في شعار اليوم الدراسي بين الأدوار الطلائعية التي يمكن أن يضطلع بها التعاضد في تعزيز الحماية الاجتماعية، التي من جملة ما تشترطه اعتماد مقاربة تشاركية في سن السياسات العمومية. مؤكدا في نفس الوقت أنه وإذا كانت الحماية الاجتماعية تعتبر جزءا أساسيا ضمن السياسات العمومية، التي تتبناها الدولة بهدف تجويد الخدمات المُقدمة للمواطنات والمواطنين، فإنها تعد من جهة أخرى آلية لبناء مجتمع تسود فيه العدالة والاستقرار، وتشكل دعامة تدمج مبادئ المساواة الاجتماعية وحقوق الإنسان، بغية تلبية حاجيات مختلف الشرائح الاجتماعية بغض النظر عن مستوياتهم وفضاءات تواجدهم في المجال الاجتماعي.
وذكر رئيس المجلس الإداري لأكبر تعاضدية بالمغرب على أن العديد من التقارير الوطنية والدولية نبهت إلى المخاطر التي يمكن أن تنجم عن عدم إيلاء المزيد من الاهتمام بالحماية الاجتماعية بالمغرب، ومنها تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول «الحماية الاجتماعية في المغرب واقع الحال… الحصيلة وسبل تعزيز أنظمة الضمان والمساعدة الاجتماعية» والذى كشف فيه أن حوالي 60 بالمئة من الساكنة النشيطة غير مشمولة بنظام لمنح معاشات التقاعد، وأن 800 ألف أجير في القطاع الخاص غير مصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، و50 في المئة يشتغلون في القطاع الفلاحي وغيره من الأنشطة غير المستقرة ، وأن 46 بالمئة لا يستفيدون من التغطية الصحية، في حين لا تستفيد الغالبية الساحقة للنشيطين من التأمين الاجتماعي الخاص بحوادث الشغل والأمراض المهنية، كما لا تتوفر البلاد على نظام الحماية الاجتماعية الخاص بالأطفال والأشخاص في وضعية البطالة والأشخاص ذوي الإعاقة.
وبالموازاة، سجل عبد المومني على أنه بالرغم من الخدمات الجليلة التي يقدمها قطاع التعاضد منذ قرن من الزمن والدينامية التي بعثتها التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية منذ 2009 في أوصاله، فإنه مع الأسف يتعرض للتبخيس من خلال حملة مغرضة تغذيها بعض الجهات القليلة التي لا تتواني عن ترويج معطيات مغلوطة وافتراءات من قبيل أنه «نظام غير مهيكل يعيش اختلالات عديدة، فضلا عن عدم تجاوب القطاع الحكومي المعني بهذا المجال مع مختلف مبادرات الحوار والتعاون، ضاربا عرض الحائط بمقتضيات دستور 2011 في ما يتعلق بالمقاربة التشاركية التي تمثل التعاضديات أحد أضلاعها الرئيسية، فضلا عن التعامل مع التعاضدية بأسلوب تشتم منه رائحة النظرة السياسوية عوض خدمة الصالح العام.
وبنفس المناسبة أشار عبد المومني إلى أن التعاضد يشكل مكونا أساسيا من مكونات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، كما نص على ذلك دستور المملكة لعام 2011، فهو قطاع مكمل للقطاع الصحي في البلاد وليس منافسا للقطاع الخاص، مذكرا بموقف المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، الذي عارض بشدة تحويل الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي « كنوبس» إلى مؤسسة عمومية تحت اسم « الصندوق المغربي للتأمين الصحي» مؤكدا على ضرورة المحافظة على ممتلكات وأرصدة الصندوق وعدم الإجهاز على المكتسبات التي راكمها على مدى عقود من الزمن.
وأكد مجددا أنه من حق مؤسسة «الكنوبس» بوصفها فدرالية للتعاضديات أن تحافظ على ممتلكاتها ومنقولاتها ومواردها البشرية لتمكينها من الاضطلاع بدورها كناظم وفاعل لتجويد نظام التغطية الصحية من خلال دوره في اقتسام المخاطر مع مدبري المنظومة..
واعتبر المومني أيضا أن قرار الوزارة المعنية تمرير المرسوم بمثابة قانون رقم 2.18.781، بطريقة متسرعة وإقصائية، يتعارض تماما مع المبادئ المرتبطة بإشراك كافة المتدخلين في قطاع التغطية الصحية، وفي مقدمتهم التعاضدية العامة. كما عبر عن استنكار التعاضدية العامة لضرب عرض الحائط بمبدأ الديمقراطية التشاركية، كما ينص عليها دستور المملكة، بدليل أن القرارات المتعلقة بالصحة، يجب أن تكون موضوع مشاورات بين الفرقاء الاجتماعيين.
ودعا رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية إلى فتح حوار اجتماعي وطني يتم التحضير له وفق مقاربة تشاركية، يتوج بوضع استراتيجية وطنية بهدف التقليص من هشاشة الحماية الاجتماعية خاصة المرتبطة بميدان الصحة مع العمل على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة، لاسيما في ما يتصل بسلة العلاجات ونسبة التغطية ونسبة الاشتراكات وملاءمة السياسات العمومية المتعلقة بالحماية الاجتماعية مع المعايير الدولية، كما جاء في توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الأمر يتطلب إرساء نظام فعال للحكامة لضمان تناسق ونجاعة المنظومة، وإحداث آلية مؤسساتية دائمة لقيادة وتنسيق سياسة الحماية الاجتماعية، وتعزيز إشراك كافة الفاعلين، خاصة منهم الاجتماعيين، في هندسة تصميم وتنفيذ برامج الحماية الاجتماعية، مع تنزيل مختلف التوصيات المرتبطة بالحماية الاجتماعية ونظام التعاضد.
وقدم محمد العلمي رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين مداخلة حول مسار النقاش المتعلق بمشروع القانون رقم 112 – 162 الذي يعتبر بمثابة مدونة التعاضد في مجلسي النواب ومجلس المستشارين، مبرزا في هذا الإطار أن القانون منذ إحالته على البرلمان في6 يونيو 2013 لايزال يعرف نقاشا مستفيضا بالمجلسين.
وذكر العلمي أن الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين قد نظم يوما دراسيا حول «مدونة التعاضد كمدخل للحماية الاجتماعية والذي حضره الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر وعبد المولى عبد المومني رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، والجمعية الدولية للتعاضد، وبرلمانيين من كل الأطياف السياسية، حيت شكل هذا اليوم الدراسي خارطة طريق للفريق الاشتراكي في هذا الموضوع.
كما أشار إلى أن مشروع مدونة الأسرة عرف في بدايته دراسة من قبل مجلس النواب وأدخلت عليه تعديلات وتمت إحالته على مجلس المستشارين الذي قام بقراءة ثانية له، وظل هذا المشروع يراوح مكانه بسبب طلبات التأجيل التي كان يطالب بها الوزير المعني بالمشروع.
كما استعرض العلمي أهم التعديلات التي أدخلها الفريق الاشتراكي على مشروع مدونة التعاضد التي كانت أثارت نقاشا خلافيا كبيرا ما بين الأطراف البرلمانية والمهتمين والمختصين، والتي وصل عددها إلى 155 تعديلا، كما ذكر بالمرامي الكبرى التي همت هذه التعديلات من تدقيق في الصياغة اللغوية للمشروع وملاءمة مقتضياته مع المقتضيات القانونية للاستفادة من الخدمات الصحية، وتعزيز آليات الحكامة والشفافية، ثم تغيير مدير التعاضدية العامة بالإدارة الجماعية…
وفي مداخلة لبوبكر لاركو، رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، حول الحق في الصحة، تطرق خلالها لأهم الاتفاقيات والعهود والإعلانات التي صادق عليها المغرب، وبما أن الحق في الصحة هو جوهر فإن ذلك يسري على جميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من تعليم وسكن وشغل …
وأشار لاركو إلى عدد من الآليات الدولية الأساسية التي نصت على هذا الحق في الصحة، منها دستور منظمة الصحة العالمية لسنة 1946، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948، الاتفاقية الدولية حول إلغاء كافة أشكال التمييز العنصري لسنة 1965، العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسنة 1966، الإعلان العالمي حول التقدم والتنمية في المجال الاجتماعي لسنة 1969، الاتفاقية الدولية حول إلغاء كافة أشكال التمييز ضد النساء لسنة 1979، الإعلان العالمي حول الحق في التنمية لسنة 1986، اتفاقية حقوق الطفل لسنة 1989، الاتفاقية الدولية حول حماية العمال المهاجرين وأفراد عائلاتهم لسنة 1990، اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لسنة 2006.
أما بخصوص الآليات الوطنية فهناك الدستور، وزارة الصحة، والتعاضديات، والمغرب قد وقع أوصادق على كل هذه الآليات الدولية إلى جانب اتفاقيات أخرى ذات الصلة لا مجال لجردها كلها ،وهي تنص على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبالطبع الحق في الصحة. وأكد في هذا السياق أن دستور منظمة الصحة العالمية الذي ينص في ديباجته على أن: « التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه هو أحد الحقوق الأساسية لكل إنسان، دون تمييز بسبب العنصر أو الدين أو العقيدة السياسية أو الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية «، ثم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادتيه 22 و 25، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأبرز لاركو أن الدول الأطراف في هذا العهد تقر بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى من الصحة الجسمية والعقلية يمكن بلوغه. وتشمل التدابير التي يتعين على الدول الأطراف في هذا العهد اتخاذها لتأمين الممارسة الكاملة لهذا الحق، تلك التدابير اللازمة من أجل: العمل على خفض معدل موتى المواليد ومعدل وفيات الرضع وتأمين نمو الطفل نموا صحيا، وتحسين جميع جوانب الصحة البيئية والصناعية، ثم الوقاية من الأمراض الوبائية والمتوطنة والمهنية والأمراض الأخرى وعلاجها ومكافحتها، بالإضافة لتهيئة ظروف من شأنها تأمين الخدمات الطبية والعناية الطبية للجميع في حالة المرض، وبالنسبة للاتفاقية الدولية حول إلغاء كافة أشكال التمييز العنصري المادة 5، الاتفاقية الدولية حول إلغاء كافة أشكال التمييز ضد النساء لسنة المادة11، اتفاقية حقوق الطفل المادتان 23 و24، الاتفاقية الدولية حول حماية العمال المهاجرين وأفراد عائلاتهم المواد 28 و43 و45، اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة المادة 25.
واستعرض لاركو المقتضيات الدستورية في هذا المجال، حيث نص الدستور في فصله الفصل 31 على أنه: «تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على تعبئة كل الوسائل المتاحة، لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في: العلاج والعناية الصحية، الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، والتضامن التعاضدي أو المنظم من لدن الدولة»، والحق في الصحة حق شامل ولا يمكن اختزاله في الحصول على الرعاية الصحية فحسب إذ يمتد هذا الحق إلى أبعد من ذلك، حيث تتجلى المقومات الأساسية للصحة في مياه الشرب المأمونة والغذاء الآمن والتغذية الكافية والمسكن الملائم والظروف الصحية للعمل والبيئة والحصول على التوعية والمعلومات في ما يتصل بالصحةوالمساواة وعدم التمييز … وأكد رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان أن جميع حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة، سواء أكانت حقوقا مدنية وسياسية، مثل الحق في الحياة، وفي المساواة أمام القانون وفي حرية التعبير أو اقتصادية واجتماعية وثقافية، مثل الحق في العمل والضمان الاجتماعي والتعليم، أو حقوقا جماعية، فهي حقوق غير قابلة للتجزئة ومترابطة ومتآزرة. ومن شأن تحسين أحد الحقوق أن ييسر الارتقاء بالحقوق الأخرى. وبالمثل، فإن الحرمان من أحد الحقوق يؤثر بشكل سلبي على الحقوق الأخرى، ملفتا النظر إلى أن الغاية المنشودة من ذلك هي الكرامة الإنسانية التي لا تتأتى إلا بالعيش اللائق بدون جور ولا فقر و بتغطية صحية وبالتالي الانتقال من الإعانات الاجتماعية إلى الحق في الحماية الاجتماعية.
آما بالنسبة لمداخلة عبد الحميد فاتحي، الأمين العام للفدرالية الديمقراطية للشغل، فقد تمحورت حول العلاقة ما بين التعاضد والعمل النقابي، والدور النضالي الذي لعبه العمل النقابي في ترسيخ قيم التعاضد والتضامن بالمغرب.
وأوضح فاتحي أن هناك ارتباطا تاريخيا بين العمل النقابي وتطور الحماية الاجتماعية والعمل التعاضدي بالمغرب، مبرزا في هذا السياق أن الحماية الاجتماعية كانت جزءا أساسيا من المشروع الوطني وكانت في صلب البرنامج النضالي للقوى الديمقراطية للبلاد.
وذكر فاتحي بالسياقات العامة التي جاء فيها تأسيس عدد من التعاضديات، حيث كان تأسيسها بفعل نضالي للمساهمة والانخراط في البناء والنضال الوطني من أجل استقلال البلاد، حيث كان تأسيس التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية والتعاضدية العامة للبريد سنة 1946.
وأبرز الأمين العام للفدرالية الديمقراطية للشغل على أن التعاضد كان هو القاعدة الأساسية للحماية الاجتماعية فتحملت التعاضديات بالمغرب لوحدها ذلك إلى أن جاءت حكومة التناوب التوافقي بقيادة عبد الرحمان اليوسفي فكان مشروع التغطية الصحية الإجبارية.
ودعا فاتحي إلى صيانة تراكم وتاريخ العمل التعاضدي بالمغرب كمكتسب وطني، وتطويره بما يتلاءم ومصالح المنخرطين في التعاضديات والمواطنين ضمانا للحماية الاجتماعية كحق من الحقوق الدستورية للمواطن المغربي حتى يعيش في كرامة تامة، محذرا من المخاطر والممارسات التي تحاك ضد العمل التعاضدي والتي من شأنها أن تضرب كل المكتسبات عرض الحائط وترمي به في مسار التراجعات السلبية.
وسجل بهذا الخصوص أن هناك جهات معينة تستهدف العمل التعاضدي لضرب التمثيلية الديمقراطية، ولتكسير وحدة الجسم التعاضدي، ولا تدخر جهدا من أجل تفكيك الجسم التعاضدي، مبرزا أن صندوق الاحتياط الاجتماعي «الكنوبس» مؤسس من قبل التعاضدية وما يجري اليوم هو تفكيك لهذا الصندوق وضرب للجسم التعاضدي وإفراغ للعمل التعاضدي من محتواه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.