قدم مخرجون سينمائيون شباب مغاربة وأجانب، يوم الجمعة بالدار البيضاء ، مشاريع أعمال فنية وثائقية تعالج مواضيع تتعلق بالنساء العازبات وكناوة والسينما. وفي هذا السياق، استعرض هؤلاء الشباب، خلال لقاء نظم في إطار الملتقى المهني الأول للفيلم الوثائقي المنعقد يومي 8 و9 يناير الجاري بمبادرة من القناة الثانية (دوزيم)، جوانب من مشاريع فنية، هم بصدد الاشتغال عليها، وذلك في إطار تشجيع الأجيال الجديدة على خوض تجربة إخراج الأفلام الوثائقية. وتميز هذا اللقاء، الذي حضره منتجون سينمائيون مغاربة وأجانب وممثلو قنوات تلفزية، بمناقشة جوانب تقنية وموضوعاتية تخص هذه المشاريع، مع التركيز على قيمتها المضافة وتميزها، وكذا مشاركة منتجين مغاربة وأجانب في عملية الإنتاج. وفي هذا الإطار، أبرزت المخرجة المغربية الشابة مريم باكير، أنها بصدد الاشتغال على فيلم وثائقي يتمحور حول الفاعلة الجمعوية محجوبة أدبوش رئيسة جمعية أم البنين (أكادير)، التي تنشط في مجال حماية وإعادة إدماج الأمهات العازبات، على مستوى أكادير. واعتبرت أن هذا العمل ، الذي تساهم المنتجة الفرنسية سيسيل فاشري في إنتاجه، هو بمثابة بورتريه عن ثلاث نساء صيغ في قالب فني ، بغرض إبراز " العمل الجبار" الذي تقوم به محجوبة في محاولة " لإعادة مصالحة " النساء العازبات مع محيطهن العائلي والمجتمعي. ومن جهته، قال المخرج المغربي الشاب رشيد اليعقوبي، إن فكرة مشروعه الفني تقوم على محاولة إبراز طقوس وامتدادات حياة كناوة وموسيقاهم من خلال التركيز على " المعلم والفنان الكناوي مهدي " المعروف بمنطقة الصويرة. وقال إن الفيلم الذي يحمل عنوان " الرحلة الأخيرة " يعالج جوانب تاريخية وروحية وموسيقية لها ارتباط بحياة وطقوس كناوة. أما المخرجة الفرنسية الشابة صوفي ديفالي ، فقد أكدت أنها بصدد الاشتغال على فليم وثائقي يبرز جوانب متعددة من حياة المخرج المغربي مصطفى الدرقاوي ومسيرته الفنية. وأضافت أن الفيلم ، التي تنطلق فكرته من عشق مصطفى الدرقاوي للفن السابع ، يروم تكريم هذا الفنان الكبير الذي راكم تجربة مهمة ومتميزة في المجال السينمائي. وفي سياق متصل، اعتبر منتجون وممثلو قنوات تلفزية، خلال مناقشة هذه المشاريع، أن هذه الأخيرة تشكل فقط نماذج من أعمال أخرى ، يتعين مواكبتها بغرض تشجيع إنتاج الأفلام الوثائقية ، التي تبرز جوانب من حياة وتاريخ وطقوس شرائح مهمة من المجتمع. وأبرزوا أن الأفلام الوثائقية، التي تبث على شاشات مختلف القنوات، تحظى بمتابعة كبيرة ، وهو ما يبرز أهميتها وتميزها. ويشمل برنامج هذا الملتقى إجراء نقاشات وتقديم شهادات، بشأن تطوير عملية إنتاج الأفلام الوثائقية، وكذا العلاقة ما بين السينما والإعلام المرئي .