يعرف مشروع الطريق السيار القاري الرابط بين الدارالبيضاء والرباط تطورات متسارعة، تؤكد مكانته ضمن أكبر مشاريع البنية التحتية في المملكة. ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية تهدف إلى تحديث الشبكة الطرقية بين المدينتين، وتخفيف الضغط المروري، ما سينعكس إيجابا على حركة التنقل والنشاط الاقتصادي بالمنطقة. وأعلنت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب عن المقاولات المكلفة بإنجاز هذا المشروع الضخم، الذي يمتد على ثلاثة مسارات ويشمل تسعة أشطر مختلفة، من المنتظر الانتهاء منها خلال 30 شهرا. وستنطلق الأشغال من الشطر الأول، الذي يربط بين الطريق المداري للدار البيضاء ومنطقة واد المالح، والذي عهدت به الشركة إلى مقاولة "Mojazin" بميزانية تقدر بحوالي 653 مليون درهم. يتبع ذلك الشطر الثاني، الذي يمتد من واد المالح إلى واد نفيفيخ، والذي تتكلف بإنجازه شركة "El Hallaoui" بغلاف مالي يبلغ 627 مليون درهم، وهي نفس الشركة التي ستُنجز الشطر الثالث بين واد نفيفيخ وواد الغبار، بميزانية تُقدَّر ب988 مليون درهم. أما الشطر الرابع، الذي يربط بين واد الغبار وواد الشراط، فقد أُسند إلى تحالف بين شركتي "CHINA RAILWAY NO.4" و"SNTRO"، بكلفة مالية تفوق 1.1 مليار درهم، في حين سيتكلف تحالف آخر، مكوَّن من "Aleq" و"CHINA ROAD AND BRIDGE CORPORATION"، بإنجاز الشطر الخامس الممتد من واد الشراط إلى واد يَكُّم، بميزانية تُقدَّر ب749 مليون درهم. سيُنجز نفس هذا التحالف أيضا الشطر السادس، الذي يربط واد يكم بالطريق الجهوية رقم 4022، بتكلفة تبلغ 574 مليون درهم. فيما يتعلق بالأشغال الفنية، سيشمل الشطر السابع بناء جسر على وادي الحصار، والذي ستشرف عليه شركة "Jet Contractors" بغلاف مالي يصل إلى 126 مليون درهم. كما ستتولى شركة "SEPROB" إنجاز الشطر الثامن، الذي يتضمن تشييد جسرين على وادي الغبار ووادي المحصر، بتكلفة إجمالية تبلغ 129 مليون درهم. أما الشطر التاسع، الذي كان مبرمجا لتشييد جسرين على وادي الشراط ووادي يكم، فقد تم إلغاؤه. يُعد هذا المشروع الواعد خطوة متقدمة نحو تعزيز الربط بين قطبي الاقتصاد المغربي، وتحقيق انسيابية أكبر في حركة السير، بما يواكب النمو العمراني والتجاري بين الدارالبيضاء والرباط.