بعد بلوغه نهائي النسخة الماضية، يعود المنتخب المغربي للسيدات، أكثر نضجًا وتنظيمًا، تحت قيادة المدرب الإسباني خورخي فيلدا، حيث أكد الأداء المقنع أمام مالي في ربع النهائي (3 – 1) بفضل ثنائية ابتسام الجريدي، جاهزية "لبؤات الأطلس" للتحدي الأكبر. وسيجد المنتخب الوطني في طريقه منتخب غانا، في المربع الذهبي، في مباراة قوية يومه الثلاثاء بداية من الثامنة مساء بالملعب الأولمبي بالرباط. وتسير لبؤات الأطلس، مدفوعات بشغف جماهيري نادر، نحو مهمة واضحة، وهي تخطي المنتخب الغاني وخوض النهائي الثاني على التوالي، في أفق الظفر باللقب القاري الأول. وقال المدرب، خورخي فيلدا، بعد عبور مخطة مالي في ربع النهائي: "هذا المنتخب يعرف كيف يعاني، ويضرب في اللحظة المناسبة. هناك تناغم، وروح." وستكون اللاعبات المغربيات أمام مهمة مُختلفة تمامًا خلال مواجهة اليوم، لأن فمنتخب غانا، لم يُخفّف من وتيرته منذ بداية البطولة، وقدم أداء محترما، بقيادة الحارسة، سينثيا كونلان، التي تألقت في ضربات الترجيح أمام، الجزائر، (0 – 0، 4 – 2 بضربات الترجيح). وقال السويدي كيم بيوركغرين، مدرب المنتخب الغاني: "تم التقليل مرارًا من شأن هذا المنتخب لفترة طويلة. لقد حان وقت قلب الطاولة." وتلقّى، منتخب غانا، خلال مرحلة المجموعات، هدفين فقط، وتمكّن من الخروج من مجموعة صعبة ضمّت، جنوب إفريقيا، مالي، وتنزانيا، ب 4 نقاط. ومنذ ذلك الحين، يسير بنزعة استرجاع الثقة، بقيادة، أليس كوسي، المؤثرة في العمق، وتشانتيل بوي، التي تمزج بين الخبرة والعزيمة. وإحصائيًّا، يمتلك المنتخب المغربي أحد أقوى الخطوط الهجومية في البطولة (10 أهداف في 4 مباريات)، لكنه سيكون في مواجهة منتخب يؤمن كثيرا بالأمن الدفاعي، حيث تلقت شباكه هدفين فقط حتى الآن، الأمر الذي يجعل لاعبات خط الهجوم، وصانعة الألعاب غزلان شباك أمام تحد كبير، مستعينات في ذلك بدعم جماهيري لامشروط. وشددت عزيزة رباح، قلب دفاع "لبؤات الأطلس"، في تصريح سابق على القوة الذهنية للمجموعة، حيث قالت: "أمضينا أكثر من شهرين معًا، في تركيز تام. أصبحنا عائلة حقيقية. هذا الانسجام هو ما يجعلنا قويات، بدنيًا وذهنيًا". وسيكون المدرب فيلدا مدعوا إلى قراءة دقيقة تشرح المنتخب الغاني، بغاية التركيز على مواطن ضعفه، واستغلال نقط التميز المغربي، بهدف الخروج بنتيجة التأهل، وهي المهمة التي تبدو في المتناول، بحكم المعرفة الدقيقة بخبايا المنتخب الخصم. واستعدت اللاعبات المغربيات لمواجهة اليوم بشكل جيد، حيث برمج المدرب فيلدا حصصا تدريبية اشتغل فيها على رفع الجاهزية البدنية وتحسين الانضباط التكتيكي. وعبّرت اللاعبة سكينة أوزراوي، التي تألقت في مواجهة مالي، في تصريح لقناة الجامعة، عن سعادة مكونات الفريق الوطني"ببلوغ نصف النهائي، لكن تركيزنا الآن مُنصب على مواجهة غانا. نحلل خصمنا بدقة، ونستعد بكل قوة حتى نكون في أفضل حالاتنا ونصل إلى النهائي." من جانبها، شدّدت اللاعبة زينب الرضواني على أهمية اللقاء المقبل، مؤكدة أن الهدف هو التتويج باللقب، لأن"الوصول إلى نصف النهائي إنجاز مهم، لكنه ليس كافيًا. نطمح لما هو أكبر. نعرف منتخب غانا جيدًا، وندرس مكامن قوته وضعفه. سنقاتل بكل ما نملك لإسعاد الجماهير المغربية والاحتفاظ بالكأس على أرض الوطن." وفي مواجهة كلاسيكية، يلتقي في نصف النهائي الثاني منتخب نيجيريا، الذي يريد تأكيد زعامته القارية التاريخية مع حامل اللقب، جنوب إفريقيا، التي تطمح إلى التتويج الثاني تواليًا.