عرفت جماعة أقرمود، إقليمالصويرة، افتتاح مهرجان التبوريدة، يوم الخميس 07 غشت، والذي يمتد حتى 10 من الشهر نفسه، بشاطئ بحيبح. وأعلنت سابقًا جمعية شباب أقرمود للثقافة والرياضة عن شراكتها مع المجلس المحلي للجماعة عن تنظيم نسختها الثانية للمهرجان، احتفاءً بمناسبة عيد العرش المجيد، تحت شعار: الاحتفاء بالموروث الثقافي والفروسية التقليدية المغربية. وتزامنًا مع المهرجان، تنظم الجمعية أيضًا معرضًا للمنتجات المحلية، بداية من 08 غشت حتى 10 منه، بشراكة هذه المرة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ويبرز هذا المعرض غنى الموروث المحلي، ويهدف إلى تعزيز الاقتصاد التضامني بالمنطقة. والاقتصاد التضامني هو مجموع الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية التي تُمارس ضمن هياكل مستقلة منظمة: الجمعيات، التعاونيات، التعاضديات، والمقاولات الاجتماعية. ويضم المغرب حاليًا، حسب ما ذكرته كتابة الدولة المكلفة بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أكثر من 61 ألف تعاونية تشمل نحو 800 ألف متعاون ومتعاونة، ونصيب التعاونيات النسائية منها حوالي 8000 تعاونية. وتشمل أيضًا أكثر من 262 ألف جمعية، و63 تعاضدية، و11 جمعية للقروض الصغرى. وجاء ذلك ضمن فيلم وثائقي عرض بالجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة للمناظرة الوطنية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، التي انعقدت بتاريخ 17 و18 من شهر يونيو الماضي، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بمدينة بن جرير. عودة إلى مهرجان التبوريدة، فقد أطلق أولى طلاقاته بمحرك شاطئ بحيبح، الذي يبعد عن مدينة الصويرة بحوالي 50 كيلومترًا في اتجاه أسفي. إن الشاطئ يتميز بطبيعة ساحلية خلابة، ورمال ذهبية، ومياه صافية، ويناسب رحلات البحر الهادئة. وتشتهر المنطقة حول بحيبح بالصيد البحري التقليدي، ونقطة تفريغ السمك. وتضم المحطة حوالي 200 قارب، مما يجعل اقتصاد ساكنة جماعة أقرمود يرتكز على الصيد البحري والتجارة في الأسماك. هذا ما يضيف الجمالية والجاذبية لهذا مهرجان التبوريدة بشاطئ بحيبح في صيف 2025. ومن قلب الحدث، نقلاً من صفحة أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، المنحدر من مدينة أزمور، وعاشق للتبوريدة والصيد: قال أحد أبناء المنطقة كالتالي: «7 غشت موعدنا، حيث الفرجة والحوت يلتقون على رمال بحيبح… لحظات لا تُنسى لكل زائر.» ورغم بعض التحديات في التنظيم والبنية التحتية، يبقى هذا الحدث فرصة ثمينة لإحياء التقاليد ودعم الاقتصاد المحلي عبر تنشيط السياحة والمأكولات البحرية. وختم صاحب التدوينة الفايسبوكية نصه بالشكل الآتي: «دعوة لكل محبي التراث والبحر… لا تفوتوا هذه الفرصة، يوم 07 غشت في شاطئ بحيبح؛ حيث يتلاقى البحر والفرس، والبارود والذوق في عيد صيفي فريد.» وفي الختام، تبقى التبوريدة لها بعد روحي، حيث يبدأ العرض بالتسليم والتوكل على لله. وتكون البنادق والبخور والزي التقليدي جزءًا من الطقس، ما يعطيها طابع الرمزية التاريخية والاجتماعية التي تحملها. في سنة 2021، تم إدراج التبوريدة ضمن التراث الثقافي غير المادي للبشرية من قِبل اليونسكو. وتُرجع جذور فن التبوريدة إلى القرن الخامس عشر، مستوحى من تكتيكات الفروسية العسكرية التي كان يعتمدها الفرسان العرب والأمازيغ في القتال، حيث كانت الخيول تُناسَب، والبنادق تُطلق بشكل جماعي أثناء الهجوم. وتقول عبارة شعبية ترتبط بثقافة التبوريدة المغربية: «البارود توفيق من لله، والمكاحل تسقينا فخر الرجال.» (*) صحافي متدرب