بمشاركة مئاتِ الخيالة، القادمين من مختلف مناطق المغرب، انطلقت عصْر الأربعاء فعّاليات الدورة الثانية من مهرجان "خيل وخير" ل"التبوريدة" بمدينة بوزنيقة، بحضور جمهورٍ غصّتْ به جنبات مدرّجات الحلبة التي احتضنت أولى السباقات، التي تمتدّ على مدارِ أيّام المهرجان، والذي يستمرّ إلى غاية الرابع والعشرين من الشهر الجاري. طُرُق مدينة بوزنيقة، خاصّة وسط المدينة، والطريق المؤدّية إلى حيثُ يُقام المهرجان، وكذا الشاطئ، بدتْ عصْر اليوم، غاصّة عن آخرها بسيارات الزوار، فيما يضطر من لا يتوفّرون على سيارات إلى الانتظار لوقتٍ طويل، قبل قدوم سيارة أجرة، يتخاطفُ عليها الناس، القاصدون للمهرجان والبحر، في غيابٍ للتنظيم. سائقو سيارات الأجرة، الذين يضطرون إلى تجنّب سلْك الطريق المُعتادة، وسط المدينة، نظرا للاكتظاظ الكبير الذي تعرفه، يخرجون عن المدار الحضري لمدينة بوزنيقة، ويسلكون طريقاُ غير معبّدة، ربْحا للوقت، وتقليصا لمُدّة الوصول، وهو ما دفعهم إلى رفْع سعر الرحلة، عمّا كان عليه في الأيام العادية، لينتقل من خمسة إلى سبعة دراهم. في محيط المكان الذي يحتضن فعّاليات مهرجان "التبوريدة"، والذي لعلع في فضائه صوت البارود المنطلق من فُوَّهات بنادق الخيالة، على مدار أربع ساعات كاملة، كانت الأماكن المخصّصة لركْن السيارات غاصّة عن آخرها، والشيء ذاته بالنسبة للمطاعم، فيما أحاط منظمو المهرجان المكان، عن آخره، بحواجز حديدية يحرسُ بوّاباتها عناصر الدرك والأمن الخاصّ. على جنبات مضمار سباقات الفروسية "التبوريدة"، أقيم مدرّجان للجمهور، وخيْمة مكسُوّةٌ أرضيتها بزرابيَ حمراء، وأرائك تتوسّطها موائدُ، على شاكلة خيام الرُّحّل، مُخصّصة للزوار المتوفّرين على "بادجات"، منهم مغاربة، ومنهم زوارٌ أجانبُ، تابعوا، إلى جانب سباقات الفروسية، لوحات فلكلورية من طرف مجموعات محليّة. سباقات "التبوريدة" بمهرجان "خيل وخير"، التي سبق لمدير المهرجان، محمد الخروصي، أن قال في ندوة صحافية إنّها ستضمّ في كل سباق 21 فارسا، وهو العدد الأكبر من نوعه في سباقات "التبوريدة" التي تقام في المغرب، لمْ تخْلُ من بعض الحوادث البسيطة، التي تعرّض لها الخيالة، إذْ سقط ثلاثة منهم، من على صهوة خيولهم، تمّ نقلُ أحدهم على وجه السرعة إلى المستشفى، على متن سيارة إسعاف، بعد إصابته في ذراعه. وإلى جانب سباقات التبوريدة، يعرف مهرجان "خيل وخير" بمدينة بوزنيقة، في دورته الثانية، تنظيم أنشطة موزاية، من قبيل عرْض مُنتجات التعاونيات، والتي خُصّص لها مكان خاصّ بها، وكذا تنظيم قافلة للتبرّع بالدم، بالتعاون مع المركز الوطني لتحاقن الدم، وسهرات فنية، ستحي أولاها اليوم الفنانة الشعبية زينة الداودية وعبد الله رويشة ومجموعات محلية. كما سيشهد المهرجان، تنظيم مزاد علني لبيع الخيول، سيُقام، لأوّل مرّة، اليوم الخميس وغدا الجمعة، ما بين الساعة العاشرة صباحا، ومنتصف النهار.