إدريس لشكر: المدخل السياسي الحقيقي للتنمية هو انتخابات حقيقية وليس انتخابات مزورة ما نعيشه من اختلالات يعود إلى سوء التدبير والتسيير الحكومي عبد الواحد الراضي بصم مساره السياسي والوطني بصدق ونزاهة، وترك بصمة عميقة في ذاكرة جيل كامل
دعا إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الجميع، إلى تحمل المسؤولية، معتبرا أن المدخل السياسي الحقيقي للتنمية هو إجراء انتخابات حقيقية وليست مزورة، وقال في هذا الصدد : « ندعوكم بكل مسؤولية كما أكد ذلك جلالة الملك، واعتبر في خطابه أن المدخل السياسي الحقيقي للتنمية هو انتخابات حقيقية وليس انتخابات مزورة، انتخابات توجد بها المرأة والرجل ليقودا الإصلاح «، وأضاف: «اليوم، لم يعد مقبولا في مغربنا أن نبقى نتفرج؛ يجب على الجميع تحمل المسؤولية. ومن هذا المنطلق، أمر جلالة الملك بإجراء حوار بين وزارة الداخلية والأحزاب من أجل التحضير لهذه الانتخابات…». وسجل إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، في كلمة أمام المؤتمر الإقليمي الثاني بسيدي سليمان، تحت شعار: « وفاء مستمر لمبادئ الحزب ورموزه، ونضال متواصل لتحقيق العدالة المجالية والتنمية الشاملة بالإقليم «، مساء أول أمس، اعتزازه بالتربية في صفوف مدرسة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى جانب رمز من رموزه الكبار وابن هذه المنطقة ألا وهو الراحل المرحوم الكبير عبد الواحد الراضي، مبرزا افتخاره بالتربية التي تلقاها في مدرسة الاتحاد الاشتراكي، «والذي ساهم بقسط وافر فيها ابن منطقتكم البار أخونا عبد الواحد الراضي، هذا الاعتزاز والتعلم يبدأ من جماعة القصيبية، ففي هذه الجماعة يقدم السي عبد الواحد لراضي نموذجا للتنمية المحلية «، يقول الكاتب الأول، مؤكدا أن « جلالة الملك محمد السادس قدم، في خطاب العرش، موضوع العدالة المجالية والتنمية المحلية، مؤكّدا على ضرورة العمل من أجل رفع المستوى المعيشي والارتقاء بالإنسان أينما تواجد. ومن الجميل أن تكون لدينا عواصم بمستوى جمالي يضاهي العالم، وشواطئ متميزة في الشمال والجنوب، لكن من الصعب التغاضي عن مناطق مثل سيدي سليمان القريبة من الرباط، حيث لم تُمكّن الحكومة المواطنين، ضمن إطار استراتيجية الماء، حتى من شربة ماء. وإذا لم نضمن لكل المواطنين الحق في التمتع بالماء، فستظل جهود التنمية ناقصة، رغم المجهودات الكبيرة التي عرفتها بلادنا. وأرى أن استراتيجية الماء التي أعلن عنها جلالة الملك والاجتماعات التي أشرف عليها، ساعدت البلاد على مواجهة سبع سنوات من الجفاف، حتى أن الله سبحانه أكرمنا بأمطار غزيرة في أواسط هذه السنة.» وتساءل إدريس لشكر عن مكمن الخلل، ولماذا لم يصل الماء جميع الدواوير، معتبرا أن الخلل يوجد في التدبير والتسيير الحكومي، وقال في هذا الصدد «وضعنا الاستراتيجية، لكن قنوات التدبير والوكالات المسؤولة عنه، جعلت الأتربة تتراكم وعدم إصلاح القنوات المائية، وهذا من مسؤولية هذه الحكومة. وما نقوم به كمعارضة مؤسساتية واضحة، هو التنبيه والإبلاغ عن حالة المغاربة.»، وتساءل قائلا : « هل قدر هذه الطريق التي جئنا منها، أن تبقى مهترئة وغير صالحة، ونحن أطلقنا الطرق السيارة و» تي جي في «، وخلال سنتين أنشأنا معلمة كبيرة في كرة القدم، وهي ملعب الأمير مولاي عبد الله، لكننا لا نزال نعاني من طرق ثانوية في البوادي، وما تعيشه دواوير سيدي سليمان من كثافة سكانية يدعونا إلى الاستغراب والتساؤل: لماذا لا تتوفر على طرق صالحة؟». واعتبر المتحدث أن «سيدي سليمان تتوفر على أراض وتربة خصبة، وإذا عدنا إلى الأراضي السلالية وما يجري فيها، ندعو هذه الحكومة بكل مسؤولية إلى إنصاف المواطن بسيدي سليمان والإنصات إلى السلاليين الحقيقيين وتمتيعهم بحقوقهم التي تستفيد منها الشركات الكبرى ولا تعود بالنفع لأبنائها». وفي لحظة الوفاء لفقيد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المناضل الكبير عبد الواحد الراضي، قال إدريس لشكر: « نعيش هذه الأيام لحظات وفاء واستذكار لفقيد الوطن وأحد رجالاته البارزين، الأستاذ عبد الواحد الراضي، الذي بصم مساره السياسي والوطني بصدق ونزاهة، وترك أثرا عميقا في ذاكرة جيل كامل». وأضاف: « كانت بداية التعارف مع الراحل المرحوم عبد الواحد، تعود إلى سنة 1975، وكنت آنذاك في مطلع العشرينات من عمري، كان الراضي يتمتع بطلعة بهية، ووقار الأستاذ الجامعي، وعفوية ابن سيدي سليمان الذي يخاطب الناس بلغتهم البسيطة الصادقة، دون تكلّف أو تزويق». الفقيد الذي يعتبر مدرسة في الإنصات والصدق، قال في حقه الكاتب الأول : « من عبد الواحد الراضي تعلمنا أولى دروس السياسة، فن الإنصات والقدرة على مخاطبة المواطنين بلغة يفهمونها، بعيدًا عن الكذب أو النفاق، كما تعلمنا منه الصبر في مواجهة اللحظات العصيبة التي عاشتها البلاد، مؤمنًا بأن المغرب استطاع أن يحافظ على استقراره ووحدته الترابية في وقت كانت فيه دول شقيقة تعيش أزمات وحروبًا وانقسامات. فقد عاصر الفقيد المراحل الأولى للاستقلال، وكان من أوائل المشاركين في مشروع طريق الوحدة إلى جانب الشهيد المهدي بن بركة والراحل الحسن الثاني، في إطار المشروع الوطني الذي أسسه المرحوم محمد الخامس. ومنذ ذلك الحين، ظل الراضي وفيًّا لمسار التحرير، ثم الوحدة، وصولاً إلى مشروع البناء الديمقراطي والدولة القوية. ويشهد رفاقه أنه لم يتردد يومًا في قول كلمة الحق، حتى في أصعب الظروف السياسية. فقد كان من أبرز الأصوات داخل الفريق الاشتراكي حين انسحب الاتحاد الاشتراكي من البرلمان، وقاد المفاوضات بحكمة بحثًا عن حلول توافقية.». وأوضح الكاتب الأول للحزب أن كل الذين عرفوا عبد الواحد الراضي عن قرب، أكدوا أنه كان يؤمن بأن القائد السياسي الحقيقي هو من يسعى إلى التوافقات وإيجاد الحلول الوسط، لا من يكتفي بالمواقف المتصلبة». وقال لشكر: « تعلمت من المناضل عبد الواحد الراضي، أن السياسة هي الإنصات أولا، فالذي ينصت للمواطنين والذي يعيش مع المواطنين، والذي يخاطب المواطنين باللغة التي يفهمونها، سيكون حقيقة أقرب إلى قلوبهم وإلى عقولهم، لقد تعلمت منه أن نتكلم مع الناس بمصداقية ودون كذب أو نفاق. علمني المرحوم، رحمة الله عليه، الصبر كذلك، السي عبد الواحد مر بلحظات صبر صعبة عرفها تاريخ بلادنا، محطات عصيبة، فكل ما وصلت إليه بلادنا اليوم لم يأت من فراغ، الفوز بتنظيم كأس العالم واحتلالنا المرتبة الأولى في إفريقيا، وإنشاء ملعب في ذلك المستوى، ووصولنا إلى ما وصلنا إليه من سمعة بلادنا الدولية، في الوقت الذي تتفتت فيه دول وتتشتت، ويعيش العالم اللا استقرار، نحن نوحد بلادنا ونضم صحراءنا، وننتصر لأفكارنا وما نقترحه منها، لنا أن نعتز أن ببلادنا، إلى جانب ملوكنا، هناك رجالات من الحركة الوطنية، كان من بينهم السي عبد الواحد الراضي، أوصلوا وطننا إلى ما وصل إليه من تقدم وازدهار». وفي كلمة باسم الكتابة الإقليمية بسيدي سليمان، أكد محمد النويكة، أن المنطقة بقيت وفية إلى حزب القوات الشعبية منذ أول انتخابات 1963، وأن الراحل عبد الواحد الراضي مثل المنطقة خير تمثيل مدافعا عن الإقليم. كما أكد النويكة أن الإقليم حاليا يعيش مشاكل عديدة في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حيث الوضع التعليمي والصحي يعرف اختلالات كبرى، والحل الوحيد للنهوض بالإقليم هو تنمية حقيقية. وشهد المؤتمر لحظة وفاء وعرفان للراحل المناضل الكبير عبد الواحد الراضي، بعرض شريط لمسار الفقيد وصوره بحضور أبنائه لمياء الراضي وطارق الراضي، اختتم بتقديم الهدايا.