في قراءة تقييمية لنسخة كأس أمم إفريقيا 2025، اعتبر الدولي السنغالي الأسبق والمحلل الرياضي، ولاعب الدفاع الحسني الجديدي سابقا، أوسمان ديوف، أن ما قدمه المغرب على مستوى التنظيم تجاوز بكثير ما هو معتاد في التظاهرات القارية، مؤكدا أن هذه النسخة شكلت محطة مفصلية تؤكد الجاهزية الكاملة للمملكة لاحتضان كأس العالم 2030. وأوضح أن التنظيم كان غير مسبوق ولبى كل المعايير المطلوبة من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والاتحاد الدولي، سواء من حيث البنيات التحتية أو الجوانب اللوجيستية المصاحبة. وشدد ديوف، في حديث خص به «الاتحاد الاشتراكي» على أن هذه النسخة الخامسة والثلاثين من كأس أمم إفريقيا لم تكن مجرد تظاهرة قارية عادية، بل شكلت اختبارا حقيقيا لقدرة المغرب على تدبير أحداث رياضية كبرى وفق معايير عالمية، مبرزا أن الملاعب المغربية كانت في مستوى التحدي، بتجهيزات متكاملة شملت ملاعب تدريب قريبة من مقرات الإقامة، وعشبا هجينا عالي الجودة صمد أمام التساقطات المطرية دون التأثير على جاهزية الأرضيات. وأشار إلى أن ملاعب مولاي عبد الله، ومحمد الخامس، ومراكش الكبير، وطنجة، وفاس، قدمت صورة احترافية تضاهي الملاعب الأوروبية، سواء من حيث التجهيزات التقنية أو الفضاءات المخصصة للصحافة والأطر الطبية وقاعات الندوات. وعلى مستوى الإقامة، اعتبر المتحدث أن ظروف إقامة المنتخبات كانت نموذجية، حيث وفرت لأول مرة في تاريخ البطولة أجواء مريحة وملائمة للتحضير، في ظل هدوء وتنظيم دقيق. كما نوه بسلاسة التنقل بين المدن المستضيفة، مؤكدا أن شبكات المواصلات مكنت الجماهير والمسؤولين من الانتقال بسهولة بين الرباط، والدارالبيضاء، وطنجة، ومراكش، وأكادير، مشيرا إلى أنه شخصيا تنقل في اليوم نفسه بين الدارالبيضاء وطنجة ذهابا وإيابا لحضور مباراة السنغال والكونغو الديمقراطية. ومن الناحية الأمنية، أوضح ديوف، الذي يعيش بالمغرب منذ أكثر من ثلاثين سنة، أن البطولة شكلت بروفة ناجحة أظهرت كفاءة الأجهزة المغربية وقدرتها على تأمين الفعاليات الكبرى. وختم تقييمه للتنظيم بالتأكيد على أن جميع المؤشرات تدعم استعداد المغرب لاستضافة كأس العالم 2030 بأعلى مستويات الاحتراف، مع تسجيل بعض الاختناقات المرورية المحدودة، التي لم تؤثر على الصورة العامة للتنظيم، خصوصا في محيط الملاعب الأربعة بالعاصمة الرباط. وبخصوص المنافسة الرياضية، اعتبر اوسمان ديوف أن المنتخب المغربي يدخل البطولة ضمن أبرز المرشحين للتتويج، مستفيدا من عاملي الأرض والجمهور، ومن جيل كروي راكم تجربة قارية ودولية مهمة، إلى جانب استقرار تقني وتجانس داخل المجموعة. لكنه شدد في المقابل على أن الرهان الحقيقي يظل في تدبير ضغط التوقعات. وإلى جانب المغرب، تبرز منتخبات وازنة مثل مصر، والسنغال، والجزائر، إضافة إلى نيجيريا وساحل العاج، مؤكدا أن كأس أمم إفريقيا تبقى بطولة مفتوحة على جميع الاحتمالات، لا تعترف كثيرا بالأسماء، بقدر ما تكافئ الجاهزية الذهنية والانضباط التكتيكي، ليبقى الحسم في النهاية فوق أرضية الميدان.