من خلال الصورة التي تصدرت الصفحة الأولى لجريدة مغربية ويظهر فيها عميل سابق لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، والذي تم تقديمه كبطل، قد نعتقد أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد هلوسة أو كابوس عابر، لكن لا شيء من ذلك حصل. قدمت لنا جريدة «لوسوار»، وعلى امتداد عدة حلقات وبالبنط العريض «نقطة من التاريخ»، صورة مؤطرة ل «دافيد ليتمان»، العميل السابق للموساد، كبطل يتم الاحتفاء به بعد إنجازه مهمته بتفوق. ودون استباق لما سيأتي لاحقا، فإننا نفهم من خلال الصفحات/الفضيحة التي تم نشرها، أن الرئيس الإسرائيلي «شيمون بيريز» قدم في فاتح يونيو 2008، باسم الدولة الإسرائيلية وفي إطار حفل رسمي، تشكراته لذلك الجاسوس المتميز. أتاحت له «لوسوار» الفرصة للحديث في إطار حوار مطول تم نشره في عدة حلقات. وعلى امتداد أعمدة الجريدة، يتحدث عن كيفية قدومه وتحت أي غطاء. لقد أقام في المغرب لمدة من أجل التحضير ل «عملية الجدار» وقيادتها. وبلهجة متبجحة بالكاد يستطيع إخفاءها، وسخرية تدعي القيام بعمل إنساني، يتحدث عن مفاوضاته السرية، وعمله التقويضي والمفسِد، الذي ظل، وبدون ذرة شك، يحاول أن يخفي من خلاله وطيلة سبعة وأربعين عاما وجهه الحقيقي، لكن دون جدوى! سنرمي بهذا «البطل» المميز جدا في منسيات التاريخ إذا قمنا، مرة أخرى، بإعادة طرح ذلك السؤال المأساوي، ذلك الجرح المفتوح المتعلق بهجرة اليهود المغاربة؛ سأقول اليوم المغاربة اليهود، لأؤكد على هويتنا. هذا البطل الذي يفيض بالحس الإنساني والنبل، عميل للموساد ولا يستحق ذكر اسمه ولو لمرة واحدة بالتحديد. والأمر الأشد فظاعة في المسألة هو محاولته الظهور بوجه المنقذ «لبضع مئات من الأطفال اليهود المغاربة» والذين أراد أن يقودهم نحو إسرائيل، أو كما يقول، «إعادة توطينهم».