بعد استرجاع الأقاليم الصحراوية أواخر السبعينيات من القرن الماضي ، وحل كل المصالح والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة ومن بينها شركة كوبيرتا التي كانت تقوم بالإشغال العمومية، انتقل السيد صوني بالحافظ الذي كان يرأس فرع هذه الشركة بمنطقة الحكونية مسقط رأسه سنة 1920بمعية ابن عمه صوب سوق أمحيريش بكليميم لشراء قطيع من الإبل للكسب والاتجار فيه، وحين عودتهما اعترضت سبيلهما عناصر من البوليساريو بمنطقة وادي درعة ليجدا نفسيهما محتجزين بصحراء لحمادة ضواحي تندوف وسلب ماتبقى من القطيع وما كانا عليه من متاع . وفي سنة 1999 تم ترحيل ابنته أنكية صوني التي لايتعدى عمرها آنذاك 12 سنة إلى الديار الاسبانية في إطار مايسمى بالمخيمات الصيفية، وتوزيع كل الأطفال المرافقين لها على بعض الأسر الاسبانية لتقضي معهم العطلة، وهي عملية مازالت مستمرة الى اليوم نظرا لأهدافها المتعددة التي لاتخفى على أحد. ومن حسن حظ أنكية أنها حلت بمدينة برشلونة عند أسرة السيدة كارولينا فيمسانتي مدرسة اللغة الفرنسية وتنتمي لإحدى الجمعيات ذات الطابع الإنساني لتتكفل بها طيلة أيام العطلة، لتتمخض عن ذلك صداقة حميمية بين العائلة والطفلة وبين باقي أفراد العائلة بضواحي تندوف. ورغم الحواجز والعراقيل التي كانت تقوم بها السلطات الجزائرية لثني الزوار عن معاينة هذه المخيمات أو الاتصال بساكنيها، فقد تمكنت كارولينا وعائلتها من زيارة أصدقائهم أربع مرات ا للاطلاع عن أحوالهم وتقديم بعض المساعدات المادية والطبية وكذا الدعم النفسي . وفي أواخر شهر ماي من سنة 2008 حل السيد صوني بالحافظ بمدينة العيون في إطار تبادل الزيارات الذي تشرف عليه المنظمة الأممية لغوث اللاجئين ( unhcr) بمعية أطفاله أنكية 21 سنة طالبة مولاي 19 سنة عسكري وحياة 12 سنة تلميذة، حيث استقبلوا استقبالا حارا من طرف أبناء عمومتهم ومن السلطات المحلية بشكل لم يتوقعوه أنساهم مآسيهم وما تحملوه من معانات وويلات، والتي تحولت إلى ذكريات وجزء من الماضي، الأمر الذي جعلهم يفضلون البقاء بين أحضان ذويهم على أمل أن تتحسن وضعيتهم وعودة باقي المغتربين بصحراء لحمادة. وبعد أن علمت الأسرة الاسبانية بهذا الخبر، انتظرت إلى حين العطلة الصيفية الحالية لتشد الرحال إلى مدينة العيون في زيارة ودية ومجاملة والاطلاع عن قرب على حالة أصدقائهم. وفي هذا الاطارخصت السيدة كارولينا جريدتي الاتحاد الاشتراكي ولبراسيون يوم 22/08/09 بتصريح أكدت من خلاله عن إعجابها بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وبشكل عام الظروف الجيدة والحرية التي أصبحت تتمتع بهما الأسرة لكنها أوضحت بأن« السيد صوني كان يملك هناك خيمة وممتلكات أخرى ،بينما هنا لحد الساعة لايملك شيئا ولم يقدم له أي دعم لتعيش به الأسرة ، بدليل انه يسكن بمعية ابنه قي بيت واحد، خاصة وأن الرجل قد بلغ 90 سنة من عمره وأطفاله لم يلتحقوا بعد بالمدرسة وتجهل الأسباب التي حالت دون ذلك. ونتمنى أن نعود في المرة القادمة ونجدهم في أحسن حال». ومن جهته شكر السيد صوني الوالي السابق على موقفه النبيل والشجاع والمساعدة التي لقيها آنذاك مشيرا إلى أن المسؤولين الحاليين لم يكلفوا أنفسهم عناء الالتفاتة إليه، وهذا ما يحز في نفسه وكل أمنيته اليوم أن يعود ماتبقى من العائلة ويجدوه في وضعية ممتازة. كما طالبت أنكية ومولاي الجهات المسؤولة أن يقدموا لهم كامل المساعدة التي يستفيد منها باقي العائدين الى أرض الوطن ليتمكنوا من متابعة دراستهم ولتعويض مافاتهم طيلة مدة الاحتجاز بمخيمات صحراء لحمادة ضواحي تندوف.