الناقدة وهيبة قوية تحاضر في صالون معابر للقراءة والكتاب للموعد الثاني لهذا الموسم شمس الدين العوني يتواصل بالمكتبة المعلوماتية بأريانة النشاط الثقافي المتنوع حيث عرف هذا الفضاء بتقاليد فعالياته و نوعيتها و تنوع ألوانها بين مختلف الفنون و الابداعات لنجد الفن التشكيلي و المسرح و الأدب و الموسيقى و الشعر و المجالات البحثية و العلمية الدراسية و في الفن التشكيلي نذكر مثلا المعرض الجماعي للرسامات انصاف الغربي و نسيبة العيادي العروسي و دليلة العيادي و سلوى الكعبي و زعرة نصيب حيث مثل فسحة جمالية و فنية في تجارب عدد من الفنانات التونسيات و ذلك وفق عنوان متصل بالمدينة العتيقة و ما تحويه من عوالم فيها الأقواس و الأبواب و المظاهر التراثية ضمن وعي من العارضات في هذا المعرض بقيمة المكان في الفن و الوجدان التشكيلي و من ذلك المدينة العتيقة.في اللوحات ..أوجه تشكيلية متعددة تنهل من علاقة الفنانات بالمدينة باعتبارها حاضنة ثقافة و تاريخ و عادات و تقاليد و لعل ذلك يشير الى ضرورة المحافظة على المدينة و معمارها حيث تشهد في محيطها القريب بالخصوص نوعا من التشويه و السلخ عبر الفضاءات الفوضوية و خصوصا مشاهد التهرئة و الانحسار و خاصة أمام البضائع المختلفة و الكاملوت على عبارة الكاتبة سلوى الراشدي التي نشرت منذ سنوات مجموعة قصصية بعنوان " باب الذاكرة " بسطت فيه ما يتهدد المدينة العتيقة من اهمال و ضياع و ادثار ثقافي من ذلك ما يرد في الصفحة 27 من هذه المجموعة "…قد تتعثّر أحيانا في بضاعة مصنوعة بتايوان أو باليابان أو إيطاليا فتحثّ الخطى كأنّما تنشد المدينة العتيقة التي لم نبلغها بعد… ".. هذه المجموعة التي نعني " باب الذاكرة " على غلافها لوحة للرسامة سهير الراشدي ابنة الكاتبة و قد نشرت في 136 صفحة و في طياتها 13 قصة : اغتراب حكاية و وشم و من ذاكرة النسيان و بائع الكعك و هل وصل الساعي و من ذاكرة عجوز دينا معمر و دع الباب مفتوحا و هل نلتقي و انسلاخ و حديث الحجارة و باب الذاكرة و محطات و في بلاد فولتار..المعرض اذن ضمن هذه المعاني في الاحتفاء بالجوهر و بالجميل و بالأصيل الكامن فينا في مواجهة النسيان و التشوه و المفتعل و العابر..اللوحات لكل من الفنانات انصاف الغربي و نسيبة العيادي العروسي و دليلة العيادي و سلوى الكعبي و زعرة نصيب كانت مجالا للقول باعتمالات المدينة و مشتقات كنوزها الوجدانية و الثقافية و المشهدية في سياق من تأصيل الكيان و نحت الخصوصيات..معرض و لوحات بطعم الذاكرة الحية..و بألوان القلب و الحنين. في هذا السياق من القيمة و الجواهر الثقافية بأسئلتها الحارقة و الواعية نجد نشاطا نوعيا لصالون معابر للقراءة والكتاب حيث تنظم جمعية معابر المغاربية المتوسطية للفنون والآداب والتثاقف وجمعية أحباء المكتبة المعلوماتية أريانة صالون معابر للقراءة والكتاب ضمن الموعد الثاني لهذا الموسم مع الكاتبة صفية قم بن عبد الجليل حول "خربصات في أدب الرحلة" في قراءة نقدية للشاعرة وهيبة قوية وستكون الرسامة روضة المولهي ضيفة شرف لقاء يوم السبت 18 نوفمبر 2017 على الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال بالمكتبة المعلوماتية أريانة هكذا تحرص الأستاذة ليلى السالمي مديرة المكتبة المعلوماتية أريانة ( 23 شارع الاستقلال برج البكوش أريانة ) على نوعية و جدية النشاط الذي يجمع الأدب و التشكيل الفني و البحث و النقد و أدب الرحلة …و ضمن نشاط الشاعرة التي تقدم مقاربتها النقدية في هذا اللقاء الممتاز و نعني الأديبة وهيبة قوية التي تشتغل في الحقول الأدبية من نقد و شعر و سرد وذلك ضمن مشاركاتها المميزة تونسيا و عربيا حيث استضافها "ملتقى آفاق للثقافة والفنون " ببيت الثقافة والفنون مؤخرا ضمن فعالياته بالأردن وقدمت وهيبة الشاعرة قراءاتها الشعرية المميزة بادارة الأديبة سحر الآغا ضمن نشاطات "مهرجان ساكب الدولي الأول" وملتقى آفاق و انطلقت في القراءة بقصيدتها (زفرات ناي مبحوح ) لتشد الجمهور بادائها المتميز ونجحت قوية في حضورها الثقافي و الأدبي و من قصيدتها المؤثرة ما يلي "…ضاءت مصابيح الغياب / وانجمي ذبلت وغارت في مدايّ المظلم / وتفشت الأحزان في روحي / وغادرني الغناء لزفرة وتألم / ما كنت أحسب أن يجف بخافقي نهر الغناء / وهل بغير مترجم / تشدو القلوب اذا أصاب لسانها خرس…" و هكذا سيكون اللقاء بالمكتبة المعلوماتية باريانة يوم 18 نوفمبر ..لقاء مهم و يبرز مرة أخرى أهمية التعاطي الجدي في الساحة الثقافية مع المضامين و المستجدات الابداعية الوطنية .