تشهد مدينة طنجة منذ أسابيع حركية غير مسبوقة يقودها والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، يونس التازي، الذي بات يومياً يجوب مختلف شوارع وأحياء المدينة في جولات ميدانية مفاجئة لتفقد سير الأشغال والأوراش المفتوحة، في مشهد غير معتاد دفع بالمسؤولين المحليين والمنتخبين إلى حالة من الاستنفار المستمر. هذا الحضور المكثف واليومي لوالي الجهة على الميدان لم يكن بروتوكولياً أو شكلياً، بل جاء محمّلاً برسائل واضحة مفادها أن زمن التهاون قد انتهى، وأن المرحلة المقبلة تفرض تعبئة شاملة واستحضاراً حقيقياً لروح المسؤولية، خاصة وأن طنجة على موعد مع استحقاقات دولية بارزة، أبرزها احتضان مباريات كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030. وقد استحسن عدد كبير من المواطنين والفاعلين المحليين هذه الدينامية الجديدة، معتبرين أن الوالي التازي أعاد روح الجدية للورش العمومي، وفرض إيقاعاً سريعاً في الإنجاز بعد شهور من البطء والتراخي. كما لاحظ المتتبعون تغيراً في تعاطي عدد من المصالح الخارجية والجماعات المنتخبة مع المشاريع، بعدما باتت تتحسب لزيارات الوالي غير المتوقعة. وتتوزع الجولات الميدانية للوالي التازي بين تفقد أشغال البنية التحتية، وتتبع مشاريع التأهيل الحضري، ومراقبة تقدم أوراش الطرق والإنارة والمساحات الخضراء، بالإضافة إلى الوقوف على مدى التزام المقاولات بآجال التنفيذ وجودة الإنجاز. إن المتغير الحاصل في تدبير الشأن المحلي بمدينة طنجة يحمل في طياته مؤشراً إيجابياً على بداية مرحلة جديدة عنوانها الربط بين المسؤولية والمحاسبة، والعمل الميداني بدل التدبير المكتبي، وهي مقاربة طالما نادت بها ساكنة المدينة، التي تترقب اليوم بفارغ الصبر أن تتحول هذه الدينامية إلى نتائج ملموسة تعكس طموحاتها في مدينة حديثة، منظمة، ومؤهلة لاحتضان كبرى التظاهرات العالمية.