تنفس تلاميذ الباكالوريا وذووهم الصعداء، مع انطلاق المداولات النهائية الخاصة بامتحانات الباكالوريا 2025، صباح اليوم الجمعة، عبر مختلف مراكز المداولات المنتشرة في جميع أنحاء المملكة، وهي مرحلة حاسمة تأتي ساعات قليلة فقط قبل الإعلان الرسمي عن النتائج المنتظرة بفارغ الصبر. العملية تتم وفق بروتوكول صارم وضعته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حيث تعمل لجان تضم الأساتذة الذين أشرفوا على التصحيح، داخل كل مديرية إقليمية، على التحقق من دقة النقاط وتوقيع المحاضر الرسمية التي تمنح الشرعية القانونية للنتائج. وأكد محمد لمكاري، رئيس مصلحة الامتحانات والمسابقات بالمركز الوطني للتقويم والامتحانات، أن هذه المرحلة لا تندرج ضمن الإجراءات الشكلية فحسب، بل تعتبر عنصرا أساسيا يمنح المصداقية القانونية للتقييمات التي قام بها الأساتذة المصححون. ومن المنتظر أن تعلن النتائج صباح السبت، عبر المنصات الإلكترونية الرسمية المخصصة لهذا الغرض، وقد خاض الامتحانات ما مجموعه 443.769 مترشحا من أصل 495.395 مسجلا، خلال الفترة من 29 إلى 31 ماي الماضي. وتظهر الأرقام مشاركة مكثفة، حيث بلغت نسبة الحضور 96,9% في صفوف المتمدرسين، و63,6% بالنسبة للأحرار، في مؤشر قوي على أهمية شهادة الباكالوريا لدى التلاميذ المغاربة. أما من حيث التخصصات، فقد اختار 64% من المترشحين الشعب العلمية والتقنية، مقابل 35% للشعب الأدبية، بينما سجلت الشعب المهنية حضورا رمزيا بنسبة 1%، ويعكس هذا التوزيع توجه الجيل الحالي نحو المسارات العلمية. ويمثل التعليم الخصوصي 11% من إجمالي المترشحين، أي ما يفوق 54 ألف تلميذ، مما يعكس تطور حضوره في المشهد التعليمي الوطني. وراء هذه الأرقام، تعبئة ضخمة بلغت حوالي 43.000 أستاذ مصحح، عملوا في 310 مراكز تصحيح على امتداد التراب الوطني، في جهد تنظيمي يعكس حجم هذا الاستحقاق التربوي الوطني. وفي ما يتعلق بالغش، تم تسجيل 2.769 حالة، أي بانخفاض بنسبة 12% مقارنة بسنة 2024، مما يشير إلى نتائج إيجابية لحملات التوعية وتعزيز ثقافة النزاهة في الوسط التربوي. وأشار محمد لمكاري إلى أن حسن سير عملية المداولات يعود إلى التنظيم المحكم، حيث تعالج كل لجنة عددا محددا من الملفات، ما يسمح بإنجاز المهام بدقة وسرعة، وستحدد هذه المداولات من سيتم قبوله في الدورة العادية، ومن سيتوجب عليه اجتياز الدورة الاستدراكية. في غضون ساعات، ستطوى صفحة الانتظار الطويل، وسيتحدد مصير آلاف التلاميذ المغاربة بعد أسابيع من الترقب والأمل.