في عملية وصفت بالغادرة وغير المسبوقة، شنت إسرائيل فجر اليوم الجمعة هجوما جويا عنيفا على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، أسفر عن اغتيال ستة من كبار العلماء النوويين الإيرانيين، وفق ما أفادت به وكالة تسنيم الرسمية. وبحسب الوكالة، فإن الغارات أودت بحياة كل من عبد الحميد منوشهر، أحمد رضا ذو الفقاري، أمير حسين فقهي، مطلب زاده، محمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي، أحد أبرز الأسماء في الملف النووي الإيراني، والذي سبق أن نجا من محاولة اغتيال في عام 2010 نسبت أيضا إلى إسرائيل. الهجوم، الذي وصفه مراقبون بأنه يحمل بصمات تكنولوجيا التجسس الحديثة، يكشف عن تحول خطير في أساليب الحرب غير المعلنة بين طهران وتل أبيب، إذ أشارت تقارير إعلامية إلى أن إسرائيل استعانت بشكل مباشر بتقنيات الذكاء الاصطناعي في رصد واستهداف العلماء الإيرانيين، حتى داخل غرف نومهم. وبحسب المعطيات المتداولة، استخدم الجيش الإسرائيلي منظومات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأقمار الصناعية، والتقاط أنماط الحركة، ورصد الاتصالات، إلى جانب استخدام طائرات مسيرة قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة في عمق الأراضي الإيرانية. وترجح هذه التقنيات أن تكون قد لعبت دورا حاسما في تحديد أماكن تواجد العلماء بدقة فائقة، وتنفيذ الضربات دون إنذار مسبق. ويأتي هذا التصعيد في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، حيث باتت الحرب بين الطرفين تأخذ أبعادا تكنولوجية معقدة، تمزج بين العمل الاستخباراتي التقليدي والوسائل الرقمية الحديثة وسط مخاوف متزايدة من انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح لا تعرف عواقبه.