يعيش شاطئ الدالية، الحاصل على اللواء الأزرق، واحدة من أسوأ فتراته على الإطلاق، بعدما تحول من وجهة سياحية طبيعية يقصدها آلاف الزوار إلى بؤرة تعكس الإهمال والفوضى وانعدام المسؤولية. فالمتوافدون على الشاطئ، الذين يفترض أن يجدوا الراحة والجمال، يصطدمون بواقع صادم: انقطاع الماء لساعات طويلة قد تتجاوز 12 ساعة يوميا، أزبال متراكمة في كل مكان، مرافق مهترئة، وألعاب أطفال تحولت إلى خطر يهدد سلامة الصغار. وحسب ما عاينته المغرب24، فإن مشكل الماء أصبح كارثة حقيقية، إذ يترك المصطافون لساعات طويلة دون قطرة ماء، وهو ما يتنافى مع كل المعايير التي يفترض أن يلتزم بها شاطئ يرفع شعار اللواء الأزرق. كيف يعقل أن يكون الشاطئ في موسم الاصطياف مكتظا بالزوار، بينما تغيب أبسط مقومات النظافة والراحة بسبب العطش وغياب المياه الضرورية؟ سؤال يتكرر على ألسنة المواطنين، دون أن يجد أي جواب من الجماعة الترابية أو المسؤولين أو حتى الداعمين الذين يكتفون بالشعارات. ولم يتوقف الأمر عند الماء، بل زادته الأزبال سوءا، حيث تتناثر القمامة على طول الشاطئ بشكل يبعث على الاشمئزاز، في مشهد يضرب عرض الحائط كل الوعود والشعارات البيئية. الزوار عبروا عن غضبهم الشديد من هذا الوضع المهين، مؤكدين أن شاطئا بهذا الحجم أصبح مجرد عنوان للفوضى والتسيب، في غياب رؤية واضحة للتدبير أو أدنى احترام للزوار. أما الأطفال، فقد تحولوا إلى ضحايا حقيقيين بسبب الألعاب المتهالكة والخطيرة التي تنتشر بالشاطئ. شهادات متطابقة لآباء وأمهات أكدت للمغرب24 أن أبناءهم تعرضوا لإصابات متكررة أثناء اللعب، بسبب غياب الصيانة والرقابة، حيث تقول إحدى الأمهات بلهجة غاضبة "نأتي للبحث عن لحظات من الفرح، لكننا نغادر بخوف وقلق بعدما نرى أبناءنا يجرحون أو يسقطون بسبب ألعاب غير صالحة للاستعمال". وحتى البوابة الرئيسية للشاطئ، التي يفترض أن تكون واجهة ترحب بالزوار، تعكس هي الأخرى حجم التسيب، إذ تبدو مهملة ومتهالكة، وكأنها مدخل إلى فضاء منسي، لا إلى شاطئ حصل على اللواء الأزرق، وهو ما يضع الجماعة الترابية، السلطات المحلية، والداعمين أمام مسؤولية مباشرة لا يمكن إنكارها. ما يجري في شاطئ الداليا ليس مجرد تقصير عابر، بل فضيحة مكتملة الأركان تهدد بفقدان اللواء الأزرق، وتكشف عن استخفاف صارخ بمصلحة المواطنين وسمعة المنطقة. إن صمت الجماعة الترابية والسلطات، وتخلي الداعمين عن دورهم الحقيقي، ليس سوى إعلان إفلاس في تدبير هذا الفضاء الحيوي. المطلوب اليوم ليس التبرير أو الشعارات الفارغة، بل تدخل عاجل وحازم يوقف هذه المهازل ويعيد لشاطئ الداليا مكانته الطبيعية. فالصبر نفد، والفضائح تفضح نفسها كل يوم، وإذا استمر هذا الوضع الكارثي، فإن الحديث عن السياحة البيئية والتنمية المستدامة لن يكون سوى كذبة جديدة تضاف إلى رصيد الإخفاقات.