عثرت عناصر الحرس المدني الإسباني، صباح اليوم الاثنين، على جثة شاب في عرض ساحل مدينة سبتةالمحتلة، في حادث جديد يضاف إلى سلسلة المآسي الإنسانية التي ترافق محاولات الهجرة غير النظامية نحو الضفة الأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط. وأفادت مصادر من الفرقة البحرية للحرس المدني بأن الجثة تعود لشاب يعتقد أنه قضى في عرض البحر منذ نحو أسبوعين، وفق التقديرات الأولية التي تنتظر التأكيد من خلال نتائج التشريح الطبي، بعد نقل الجثمان إلى مصلحة الطب الشرعي بالمدينة لتحديد هوية الضحية والوقوف على أسباب الوفاة. وبهذا الحادث المأساوي، ترتفع حصيلة الجثث المنتشلة في سبتة منذ بداية سنة 2025 إلى 40 حالة وفاة، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المدينة، يعكس تصاعد محاولات العبور المحفوفة بالمخاطر نحو الأراضي الأوروبية. وتشير تقارير محلية إلى أن هذه الحصيلة لا تمثل سوى جزء من المأساة، إذ لا تشمل الجثث التي يعثر عليها في الجانب المغربي من الحدود، حيث لا تصدر السلطات المغربية إحصائيات رسمية دقيقة بشأن عدد المفقودين أو الجثث المنتشلة من سواحل الشمال، خاصة في مناطق الفنيدق وبليونش والمضيق. وخلال الأسبوعين الماضيين، تم تسجيل عدة حالات اختفاء لشباب مغاربة حاولوا الوصول إلى سبتة سباحة أو باستخدام معدات غوص بدائية، دون أن تتوفر أي معلومات عن مصيرهم إلى غاية الآن، ما يثير قلق الأسر والمجتمع المدني بشأن تفاقم الظاهرة. ويصف الفاعلون المحليون سنة 2025 بأنها الأكثر مأساوية من حيث عدد ضحايا الهجرة عبر البحر، إذ تتزايد المحاولات الفردية رغم الظروف المناخية القاسية، والتي تجعل الرحلات البحرية أكثر خطورة. ويؤكد مراقبون أن استمرار هذه المآسي يعكس تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في صفوف الشباب، وغياب البدائل الآمنة، ما يدفع العديد منهم إلى خوض مغامرات محفوفة بالموت في سبيل حلم الوصول إلى "الفردوس الأوروبي".