انطلقت، أمس الخميس، بجماعة تالوين بإقليمتارودانت، فعاليات الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي للزعفران، تحت شعار: "التدبير المستدام للموارد المائية رافعة لتنمية سلسلة الزعفران بالمناطق الجبلية". وتهدف هذه الدورة، المنظمة بمبادرة من جمعية المهرجان الدولي للزعفران وشركائها، في إطار تفعيل الاستراتيجية الوطنية "الجيل الأخضر 2020-2030" لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إلى تثمين السلاسل الفلاحية ذات القيمة المضافة العالية والعمل على تحقيق التنمية المستدامة. ويعرف المهرجان مشاركة حوالي 93 تعاونية من ست جهات بالمملكة، منها 74 تعاونية من جهة سوس ماسة و42 تعاونية من إقليمتارودانت، مما يوفر فرصة للاطلاع على التجارب الناجحة في مجال إنتاج وتسويق الزعفران على المستويين المحلي والوطني. ويتميز المعرض هذه السنة، الذي يقام على مساحة 8 آلاف متر مربع، بفضاء للترويج للزعفران وباقي المنتجات المحلية، وخلق دينامية اقتصادية على المستوى المحلي والإقليمي، فضلا عن فضاء للتعاون والشراكة بين التعاونيات الإنتاجية والفاعلين والمنظمات الاقتصادية المهتمة بالزعفران والمنتجات المحلية، إضافة إلى المساهمة في تعزيز القدرات التقنية للمشاركين. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رشيد الحياني، ممثل جمعية المهرجان الدولي للزعفران بتالوين، أن هذه التظاهرة السنوية تشكل موعدا لدعم سلسلة الزعفران التي تعد من أهم السلاسل الفلاحية بالمنطقة، مشيرا إلى أن تنظيم الدورة السادسة عشرة يأتي في انسجام تام مع أهداف استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، الرامية إلى الرفع من القيمة المضافة للمنتجات المحلية وتعزيز قدرات الفاعلين في المجال. وأضاف الحياني أن المهرجان يشكل منصة مهنية لتقوية قدرات التعاونيات والفلاحين في مجالات الإنتاج والتثمين والتسويق، خاصة في ظل إكراهات التغيرات المناخية وتحديات تدبير الموارد المائية، مبرزا أن اعتماد تقنيات حديثة وابتكارات صديقة للبيئة أصبح ضرورة لضمان استدامة سلسلة الزعفران ودعم مكانة زعفران تالوين المعروف بجودته على الصعيدين الوطني والدولي. وأشار إلى أن المهرجان يسعى، عبر برنامجه العلمي والمهني، إلى تعزيز التقائية الجهود بين مختلف المتدخلين في سلسلة الزعفران، من مؤسسات عمومية وتنظيمات مهنية وتعاونيات محلية، مؤكدا أن دعم الحكامة التشاركية وتطوير مسارات الإنتاج يظلان من بين العناصر الأساسية لرفع تنافسية الزعفران المغربي وتوسيع حضوره في الأسواق الوطنية والدولية. من جهتها، قالت ليلى بنكليوين، ممثلة تعاونية سكينة للزعفران والمشاركة في المعرض، إن مشاركتها في الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي للزعفران بتالوين تمثل فرصة قيمة للترويج للمنتجات المحلية والتواصل مع الفاعلين في القطاع، مؤكدة أن الحدث ساهم في تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين التعاونيات والفلاحين والمستثمرين. وأضافت أن المعرض وفر لها منصة لعرض منتجات التعاونية، بما فيها الزعفران والمنتجات المشتقة منه، سواء في المجال الغذائي أو مستحضرات التجميل، مشيرة إلى أن التفاعل مع الزوار والمشاركين ساهم في تعزيز حضور التعاونية وفتح آفاق جديدة للتسويق. ويتضمن برنامج هذه الدورة، الممتدة إلى غاية 23 نونبر، ورشات علمية متخصصة بمقر دار الزعفران بتالوين، تستهدف تعزيز قدرات الفاعلين والهيئات المهنية في مجالات التسويق الإلكتروني والتشبيك وريادة الأعمال، كما سيشهد المهرجان العديد من الأنشطة الاقتصادية والثقافية والرياضية، بالإضافة إلى عروض موسيقية وأمسيات فنية يتم من خلالها الاحتفاء بالتعاونيات المهنية الرائدة وتكريم عدد من المهنيين والفاعلين في سلسلة الزعفران.