تصريحات عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الأخيرة، حول أهمية المشاركة في الانتخابات المقبلة وقدرة حزبه على تسيير الحكومة، تأتي في وقت يُظهر فيه الواقع الميداني أن غالبية المغاربة ليسوا متحمسين لدعم هذا الحزب. خطاب ابن كيران خلال اللقاء التواصلي للأمانة العامة للحزب بجهة مراكشآسفي، يوم الأحد 7 دجنبر 2025، الذي ركز على مكافحة استعمال المال الحرام وعودة الحزب إلى صدارة المشهد السياسي، يبدو في جوهره حملة انتخابية سابقة لأوانها، أكثر من كونه تعبيرًا عن رغبة شعبية حقيقية. ابن كيران حرص على التأكيد أن العدالة والتنمية لم يتآمر على الدولة ولم يمس المال العام، مشيرًا إلى الإنجازات التي حققها الحزب خلال توليه المسؤولية، مثل حل مشاكل لم تستطع الحكومات السابقة التعامل معها. ومع ذلك، تشير الأرقام والحقائق إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تولى الحكومة في فترة صعبة امتدت فيها آثار الجفاف وحرب أوكرانيا، حقق إنجازات ملموسة على مختلف المستويات لم تتمكن من تحقيقها حكومات سابقة، وعلى رأسها حكومة العدالة والتنمية، وهو ما يعكس قدرة الحزب الحالي على إدارة الأزمات بفعالية. كما دعا الأمين العام المواطنين إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية والمشاركة في الاقتراع، مؤكّدًا أن الانتخابات تشكل فرصة لتصحيح المسار وإصلاح الشأن العام. لكن مراقبين يرون أن هذه الدعوات تأتي في سياق حملة انتخابية مبكرة، تهدف إلى إعادة الحزب إلى واجهة المشهد السياسي، دون أن تعكس بالضرورة إرادة الأغلبية من الناخبين. من جهة أخرى، يُبرز المشهد السياسي الحالي أن معظم المغاربة يبحثون عن بدائل جديدة تتجاوز التجربة السابقة للعدالة والتنمية، وهو ما يشير إلى أن أي محاولة لاستعادة صدارة المشهد لن تكون سهلة، وأن الحزب سيواجه تحديًا كبيرًا في كسب ثقة الناخبين مرة أخرى. في المحصلة، يمكن القول إن خطاب ابن كيران يعكس طموح الحزب للعودة إلى السلطة، لكنه يظل في الوقت ذاته بعيدًا عن الواقع الشعبي والأرقام العملية التي تشير إلى نجاح الحكومة الحالية بقيادة التجمع الوطني للأحرار، مما يجعل الانتخابات المقبلة اختبارًا حقيقيًا لقدرة البيجيدي.