تضم المجموعة الثانية من بطولة كأس إفريقيا للأمم (المغرب 2025) أربعة منتخبات تختلف في أساليب لعبها وخبرتها، وهي مصر وجنوب إفريقيا وأنغولاوزيمبابوي. وإذا كان منتخب "الفراعنة" هو المرشح على الورق لتصدر المجموعة في الدور الأول، فإن باقي منافسيه قادرون على خلط الأوراق خلال دور أول يتوقع أن يكون مثيرا ومفتوحا على كل الاحتمالات. ويدخل المنتخب المصري، المتوج باللقب سبع مرات، غمار هذه البطولة وهو يجر خلفه تاريخا كرويا عريقا ويحذوه طموح استعادة اللقب الغائب عن خزانته منذ سنة 2010. ويتوفر "الفراعنة"، تحت قيادة المدرب المخضرم حسام حسن، على تشكيلة قوية تضم نجوما بارزين مثل محمد صلاح (ليفربول) وعمر مرموش (مانشستر سيتي)، ولاعبين راكموا خبرة محترمة في البطولة المحلية (الأهلي والزمالك وبيراميدز). ومع أن انضباطهم التكتيكي وخبرتهم بالبطولات الكبرى يشكلان عنصرين من عناصر قوتهم حقيقية، إلا أن الاعتماد الهجومي المطلق على محمد صلاح ونقص الإبداع أمام المنتخبات المتماسكة قد يشكل نقطة ضعف يجب تجاوزها. وسيكون على المنتخب المصري، وهو يلعب في مجموعة صعبة المراس، إثبات قدرته على التغلب على خصومه وعبور دور المجموعات دونما حاجة إلى تقديم أداء متألق. بدوره، يدخل منتخب ال "بافانا بافانا" المنافسة وهو يحمل صفة "الحصان الأسود" المتماسك والموثوق، لأنه استطاع بلوغ نصف نهائي نسخة 2023، وبإمكانه مجابهة أفضل المنتخبات بفضل انضباط عناصر راكمت خبرة كبيرة في الميادين الافريقية. ويعتمد المنتخب على توليفة من اللاعبين الذين ينشطون في أندية قوية بالدوري الممتاز الجنوب أفريقي (ماميلودي صن داونز، أورلاندو بايرتس)، إلى جانب بعض اللاعبين المحترفين في أوروبا. ويراهن منتخب جنوب إفريقيا على صلابته الدفاعية ومخزون لاعبيه البدني للتفوق في المواجهات الثنائية، لا سيما في وسط الملعب، وخلق مشاكل للمنتخبات المرشحة. إلا أن عدم انتظامه المتكرر ونقص نجاعته أمام المرمى يمثلان أهم نقاط ضعفه. وعلى الرغم من أن منتخب أنغولا غالبا ما يلعب دور "الكومبارس" في البطولات الكبرى، إلا أنه يخوض غمار هذه النسخة بطموح جديد تماما. فالفريق يستفيد من خدمات جيل جديد موهوب ينشط في أوربا، لاسيما في البرتغال وإسبانيا. ومعروف عن الأنغوليين بقدرتهم على تقديم أداء هجومي قوي والاعتماد على التحولات السريعة، ويقدمون أنفسهم في هذه البطولة ك "حصان أسود" له خطورته، يضم لاعبين واعدين قادرين على خلق الفارق وكتابة تاريخهم الخاص في سجلات كأس أمم إفريقيا. ومع ذلك، فإن نقص خبرتهم في المباريات عالية الإيقاع ،ودفاعهم الذي يظل في حاجة إلى مزيد من التحسين ،يمثلان نقطتي ضعف واضحتين، مما يجعل التأهل إلى الدور ثمن النهائي إنجازا كبيرا في حد ذاته. أما آخر منتخب في هذه المجموعة، زيمبابوي، فينظر إليه على أنه الحلقة الأضعف، بالنظر لكون منتخب "المقاتلين"، المعروف بروحه القتالية الكبيرة والتزام لاعبيه البدني الكبير، رغم أنه لا يتوفر على تشكيلة تضاهي تشكيلة منافسيه في خطورتها. ومع ذلك، فإن وضعه ك "منافس ربما يخلق المفاجأة" يسمح له باللعب من دون ضغوط، وقد يستغل ثقة خصومه الزائدة ليقلب الموازين لصالحه ويخلق المفاجأة، على أن قلة تجربة عناصر وضعف خط دفاعه هما أكبر عائقين أمامه. صحيح أن المنتخب المصري يتوفر، نظريا على الأدوات التي تؤهله لصدارة المجموعة، غير أن منتخبي جنوب إفريقيا وأنغولا يظلان أبرز المرشحين للظفر بالمركز الثاني، مع بعض الأفضلية ل منتخب "بافانا بافانا"، بفضل التجربة التي راكمها مؤخرا. بدوره، سيحاول منتخب زيمبابوي قلب الترتيب وانتزاع نقاط قد تكون أساسية في حسم التأهل ضمن أفضل المنتخبات الحاصلة على المركز الثالث. و الواقع ، أن المجموعة الثانية تجسد بحق تنوعا للقوى المتصارعة في هذه النسخة من كأس أمم إفريقيا (المغرب 2025)، فمنتخب مصر يمثل قوة باحثة عن تأكيد ذاتها، وجنوب إفريقيا منتخب في تطور مستمر، وأنغولا الطموحة، وزيمبابوي منتخب يصعب التنبؤ بأدائه، و بالتالي فالمواجهات داخل هذه المجموعة تعد بكثير من الإثارة والندية في سباق مفتوح نحو التأهل إلى الدور ثمن النهائي.