شكل موضوع "التمكين الاقتصادي للمرأة في جهة كلميم-وادنون: بين السياسات العمومية، الدينامية الترابية والشراكات الممكنة"، محور اللقاء الجهوي التاسع الذي ن ظم اليوم الخميس بكلميم، بمبادرة من فدرالية النهوض بالوضع الاقتصادي للمرأة في المغرب (RESOFEM). ويندرج هذا اللقاء، الذي نظم بشراكة مع مجلس جهة كلميم- وادنون، وجمعية النهوض بالتعليم والتكوين في الخارج (APEFE)، والونيا-بروكسل، في إطار الدينامية الوطنية الرامية إلى تعزيز المشاركة الكاملة والفعالة للمرأة في الحياة الاقتصادية. ويستهدف هذا اللقاء الذي يتخذ شكل قافلة جهوية ترافعية، الجمعيات والتعاونيات النسوية والمؤسسات العمومية بجهة كلميم- وادنون. وأكدت الرئيسة المؤسسة لفدرالية النهوض بالوضع الاقتصادي للنساء في المغرب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية محطة جهة كلميم- وادنون لهذه القافلة بالنظر إلى الدينامية الاقتصادية الحية التي تشهدها هذه الجهة، وتواجد عدد مهم من الجمعيات والتعاونيات النسوية بها. وأشارت إلى أن القافلة تهدف إلى العمل على تكوين وتأطير ومواكبة الجمعيات والتعاونيات النسوية قصد تمكينها من الولوج لسوق الشغل، مشددة على أهمية التكوين والتأطير لاسيما التكوينات التي تقوي القدرات النسائية. من جهته، عبر ستيفان ميرشارت، رئيس البعثة بالنيابة بسفارة بلجيكا بالمغرب، ورئيس قسم التعاون بالسفارة، في تصريح مماثل، عن سعادته بالمشاركة في هذه القافلة الجهوية التي تأتي في إطار التعاون البلجيكي مع جمعية النهوض بالتعليم والتكوين في الخارج، مؤكدا أن مجال الإدماج الاقتصادي للنساء ي عد من المجالات الأساسية التي توليها بلجيكا أهمية خاصة. وأشار إلى أن التعاون البلجيكي يدعم، في هذا الإطار، المغرب ومختلف المبادرات المنجزة على الصعيد الوطني، معتبرا أن هذه القافلة تكتسي أهمية بالغة لكونها تتيح التواجد الميداني عبر مختلف جهات المملكة، ومواكبة المبادرات الرامية إلى تعزيز قابلية تشغيل النساء ودعم إدماجهن الاقتصادي. كما أبرز أهمية هذه القافلة التي تجوب مختلف جهات المملكة قصد الاطلاع عن قرب، على التجارب المحلية والتفاعل المباشر مع الفئات المستهدفة. من جانبها، أبرزت للا المزليقي، نائبة رئيسة مجلس جهة كلميم- وادنون، أن هدف هذه القافلة هو البحث عن مجموعة من التعاونيات والجمعيات والمؤسسات العمومية ذات الصلة بتأطير وتمويل التعاونيات في إطار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وخلق مقاولات نسوية على مستوى الجهة. وأشارت إلى أن هذا اللقاء يندرج في صلب التوجهات العامة لبرنامج التنمية الجهوية، الذي يضع الرأسمال البشري وتكافؤ الفرص والتمكين الاقتصادي للنساء في صميم أولويات الجهة، مستعرضة، بالمناسبة، محاور هذا البرنامج ومنها جعل الجهة مجالا يتوفر على كافة شروط التنمية المندمجة والمنصفة، لاسيما على مستوى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية. كما أبرزت أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتعزيز التعاون مع الفاعلين المؤسساتيين والمهنيين والمجتمع المدني بهدف إيجاد حلول عملية قادرة على إحداث أثر حقيقي ومستدام، مؤكدة أن تمكين النساء اقتصاديا يشكل رافعة أساسية للتنمية الترابية، ويعزز الاقتصاد الشامل والمرن. وتم خلال هذا اللقاء، تقديم لمحة عن فدرالية النهوض بالوضع الاقتصادي للمرأة في المغرب، من حيث تأسيسها وأهدافها والمجهودات التي تقومها بها. كما تم تقديم مداخلة من طرف الممثلة الوطنية لبرنامج " Horizon Europe "، نجيبة العمراني الإدريسي، تطرقت خلالها إلى أهمية التمويل كعنصر أساسي في التمكين الاقتصادي للنساء عبر التكوين والمواكبة، مستعرضة أيضا أهداف هذا البرنامج ودعائمه، ومراحل التمويل من طرف الشركاء، وكذا كيفية إعداد المشاريع. وشهد اللقاء أيضا تقديم مداخلات ضمن جلسة نقاشية مع عدد من ممثلي مؤسسات وهيئات مهنية ومجتمع مدني، والتي أبرزت أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة باعتبار مدخلا أساسيا لتحقيق تمكين النساء في باقي المجالات. كما تطرق المتحدثون إلى التحديات التي تحول دون التمكين الاقتصادي للنساء، والتي منها صعوبة التمويل، وضعف التسويق، وكيفية ولوج المرأة لسوق الشغل، بالإضافة إلى معيقات قانونية ومؤسساتية، مشددين على أهمية المواكبة والتكوين والتأطير في مجال ريادة الأعمال النسوية. يشار إلى أن فدرالية "ريزوفام" هي هيئة وطنية تضم قرابة 30 جمعية، وتعمل على الدفاع عن حقوق النساء وتعزيز إدماجهن السوسيو-اقتصادي، من خلال آليات التشبيك والتشاور والمواكبة وتثمين المبادرات المحلية عبر ربوع المملكة.