غادر الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، الأراضي الفلسطينية، أول أمس الثلاثاء، بعد زيارة وصفتها الأوساط الفلسطينية بأنها "تاريخية" باعتبارها أول رحلة لرئيس دولة عظمى يزور رام الله دون زيارة إسرائيل العلم الفلسطيني يرفرف فوق سماء واشنطن (أ ف ب) ودعا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اللجنة الرباعية الدولية لإلزام إسرائيل بضرورة العودة إلى السلام. وقال عباس، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي، الذي وصل لافتتاح متحف روسي في الأراضي الفلسطينية"هناك خياران إما المفاوضات والسلام وإما العنف والإرهاب ونحن لن نختار العنف والإرهاب، ولذلك نحن نقول للإسرائيليين عليهم أن يختاروا طريق السلام لمصلحتهم ومصلحة أجيالهم، وأن يتوقفوا عن الاستيطان". وأضاف عباس "المواقف الروسية قديما وحديثا ثابتة مع الحق والعدل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها وهذه المواقف ليست شعارات وإنما هي مواقف مشفوعة بدعم سياسي عالمي اقتصادي ومالي وثقافي وتعليمي، حيث إن روسيا لها بصمات واضحة لدى الشعب الفلسطيني وعند إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". من جانبه، قال مدفيديف إن المحادثات مع عباس "جرت في جو من الصراحة وبصورة بناءة وهي مميزة في العلاقات بين الشعبين"، وأشار مدفيديف إلى أنه بحث مع عباس معالم استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين وهي إظهار أقصى حدود ضبط النفس والالتزام بالمحددات، وقبل ذلك تجميد كافة الأعمال الاستيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية". وشدد مدفيديف على أن المواقف الروسية من القضية الفلسطينية لم تتغير، وقال "روسيا قامت بخيارها في هذا الموضوع أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ونحن ندعم دعما كاملا حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الموحدة القابلة للحياة وعاصمتها القدسالشرقية". كذلك وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، زيارة ميدفيديف، بأنها "زيارة تاريخية"، مضيفاً أن الرسالة التي توجهها هذه الزيارة إلى العالم هي أن "الفلسطينيين مستعدون لإقامة الدولة والاستقلال". ووقع ميدفيديف وعباس على اتفاقيات في مجالات الزراعة والرياضة والاتصالات، كما افتتحا "متحف الفن الروسي الحديث" في مدينة أريحا. من جهة أخرى، رفع العلم الفلسطيني فوق مكاتب البعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالعاصمة الأميركية واشنطن لأول مرة، في خطوة رمزية تهدف إلى زيادة الزخم باتجاه إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وتحقيق اعتراف دولي بها. وذكرت شبكة "أي بي سي نيوز" أن سفير السلطة الفلسطينية في الولاياتالمتحدة معن عريقات رفع العلم، الثلاثاء الماضي، على شرفة فوق مدخل المكتب، وسط تصفيق المؤيدين. وأثنى عريقات على سماح إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما برفع العلم، وقال إن ذلك يعني أن الإدارة جادة، وأضاف "نحن نحثهم الآن على ترجمة تأييدهم للدولة الفلسطينية إلى عمل ملموس". وقال إن مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية حصلت على إذن وزارة الخارجية الأميركية لرفع العلم منذ غشت الماضي، عندما جرى رفع مستوى البعثة من مكتب تمثيلي إلى وفد عام، لكن المسؤولين كانوا بانتظار إذن صاحب المبنى قبل رفع العلم. وأضاف عريقات "نحن فخورون برؤية العلم"، مؤكدا أن "الأوان حان كي يرفع هذا العلم -الذي يمثل نضال الشعب الفلسطيني لتقرير المصير وإنشاء الدولة- في الولاياتالمتحدة"، معربا عن أمله في أن تساعد هذه الخطوة الجهود الدولية الرامية للاعتراف بالدولة الفلسطينية. من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيليب كرولي، إن رفع العلم لا يغير وضع مكاتب بعثة السلطة الفلسطينية في واشنطن، التي تخضع للعديد من القيود، وليس لديها الوضع الدبلوماسي الكامل لدولة مستقلة، مجددا رفض بلاده أي خطوة فلسطينية أحادية الجانب لإعلان قيام الدولة. وأثار رفع العلم سخط بعض النواب الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي، إذ نددت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس إليانا روز ليتينين برفع العلم الفلسطيني، ووصفت الأمر بأنه "مغامرة جريئة".