مازال المخرج المغربي، حكيم البيضاوي، يجني ثمار نجاح فيلمه القصير "طفل القمامة" بأربع جوائز ذهبية في مهرجان القاهرة للإعلام العربي، في دورته الأخيرة ومازال حكيم يدين بهذا النجاح للأداء الجيد للممثلين، ولجودة السيناريو والإخراج، ويتطلع لتحقيق نجاحات متواصلة خلال الفترات المقبلة. عن مدى أحقية الفيلم لأربع جوائز، وعن ظروف اختياره للسيناريو، كان لحكيم مع "المغربية" الحوار التالي، الذي رد فيه على إشاعة تأثير الأعضاء المغاربة في لجنة تحكيم مهرجان القاهرة للإعلام. حصد فيلمك القصير "طفل القمامة" كل الجوائز المخصصة لهذا الصنف في مهرجان القاهرة للإعلام العربي في دورته الأخيرة، كيف جرى ذلك؟ هذا صحيح، فقد فاز فيلم "طفل القمامة" بجوائز ذهبية في الإخراج، والسيناريو، والتمثيل، إذ صنف الفيلم ضمن البرامج الخاصة بالدراما، التي تشمل الأفلام والمسلسلات، أيضا. وأرى أن نجاح الفيلم في حصد كل تلك الجوائز، يعود بالدرجة الأولى، إلى جودة الإخراج والسيناريو، وإلى الأداء المتميز لأبطال الفيلم، وإتقانهم تشخيص الأدوار المنوطة بهم. كان ضمن لجنة التحكيم مغاربة، هل ساهم ذلك في فوز الفيلم بكل هذه الجوائز، وما هي نوعية الجوائز التي فزتم بها؟ فاز الفيلم كما قلت بأربع جوائز هي جائزة الإبداع الذهبية في فن الإخراج والجائزة الذهبية لأحسن سيناريو، وجائزتان ذهبيتان لأحسن ممثل وممثلة عادت لنجاة الخطيب وخالد المغاري. أما بخصوص تشكيل لوبي لنيل الجوائز، فلجنة التحكيم المغربية تكونت من ثلاثة أشخاص، هم مخرجان وإذاعية واحدة، يمثلون الإذاعة والتلفزة المغربية، وكانت ضمن لجان التحكيم الإذاعي، بينما تشكلت الوفود العربية الأخرى من طاقم لا يقل عدده عن 25 عضوا، هذا فضلا عن أن لجان التحكيم بلغ عددها أزيد من 23 لجنة، كل لجنة تتكون من 9 إلى 12 حكما يمثلون مختلف الدول العربية. ولا أرى أن ثلاثة أفراد سيؤثرون على باقي أعضاء لجنة التحكيم، بالإضافة إلى أن لجنة التحكيم الخاصة، التي أشرفت على تقييم الأعمال الدرامية والأفلام الروائية القصيرة، والتي كان ضمنها فيلم "طفل القمامة" يمثل المغرب في المهرجان، لم تكن تضم ضمن حكامها أي حكم من المغرب ليدافع عن الفيلم. ما هي قصة الفيلم وما هي الرسائل، التي يريد توجيهها؟ يحكي الفيلم قصة الطفل سعيد، )12 سنة(، الذي يعيش حياة قاسية متنقلا بين مطارح القمامات وأزقة المدن، تقرر والدته، فجأة، الهجرة إلى الخارج لتحسين ظروف عيشها وتغيير نمط حياتها، فتتركه وحيدا ملقى على رمال الشاطئ، كأنه قمامة لفظ بها البحر. سعيد، الشخصية المركزية والمحورية للفيلم القصير، يشتغل ٳلى جانب مستعملي القمامة والنفايات المعاد استعمالها. ويرمز سعيد إلى الطفولة المشردة، التي تصارع الظروف القاسية من أجل العيش والاستمرار في الحياة. كيف جاءت فكرة إنتاج وإخراج فيلم "طفل القمامة"؟ دأبت إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، على تصوير عدد من الأفلام القصيرة، كل سنة، التي تسندها إلى بعض مخرجي الشركة، وحالفني الحظ إذ كنت من ضمن المستفيدين. عرضت علي مجموعة من السيناريوهات المكتوبة باللغة العربية والفرنسية، إلى أن استقر اختياري على سيناريو للسيناريست سعيد لمريني باللغة الفرنسية، الذي يحمل عنوان "طفل القمامة" بعد إعادة كتابته وترجمته إلى اللغة العربية. " كيف جرت عملية "الكاستيغ"، التي اخترت فيها أطفالا لم يسبق لهم أن مارسوا مهنة التمثيل؟ بالنسبة ل"الكاستينغ" اخترت مجموعة من الممثلين، الذين أعرفهم جيدا ومشهود لهم بالكفاءة، مثل الفنانة نجاة الخطيب، والفنان العربي الساسي، ومحمد متوكل، وعزيز الخلوفي، وعبد الكبير الركاكنة، الذين عملوا معي طيلة سنوات في برنامج "مداولة". أما بالنسبة لدور "حكيم" أخ "سعيد"، فقد أسندته لخالد المغاري، الذي اخترته بعد مشاهدتي له في فيلم "سالم وسويلم" للمخرج خالد الإبراهيمي. أما الأطفال، الذين أسندت لهم أدوار "أطفال القمامة"، فقد كنت، في الحقيقة، متخوفا ومترددا، إذ اختلفت أماكن البحث بين مدارس لتلقين المسرح والتنشيط، مثل دور الشباب، وفيلا الفنون بالرباط، والإصلاحية المحمدية، في باب شالة بالرباط، التي اخترت منها الطفل حفيظ، الذي أدى دور سعيد، الشخصية المحورية للفيلم إلى جانب الطفل إسماعيل، الذي أدى دور مرافقه في المطارح، إلى جانب أطفال آخرين. وكان أداء هؤلاء الأطفال حقيقيا، واستطاعوا أن يجسدوا شخصياتهم الحقيقية في عمل درامي، إذ كانت وجوههم معبرة للغاية. وكان من الطبيعي أن أتولى مهمة توجيههم وتعليمهم كيفية الوقوف والحركة أمام الكاميرا، إذ لا بد من الإشارة إلى أنه لو كان مهرجان القاهرة يسمح بمنح جوائز للأطفال المشاركين في الأعمال المتنافسة، لكان الطفل حفيظ من بين المتوجين. لكن للأسف الشديد الجوائز الممنوحة كانت تخصص للمشاركين، الذين تفوق أعمارهم 18 سنة.