الخط : إستمع للمقال يحتفل الشعب المغربي في 14 غشت من كل عام بذكرى وطنية خالدة، هي ذكرى استرجاع أقاليم وادي الذهب، التي تمثل محطة بارزة في مسار استكمال الوحدة الترابية للمملكة وتعزيز الروابط المتينة بين العرش العلوي المجيد وسكان الأقاليم الجنوبية، ففي هذا اليوم التاريخي، جدّد شيوخ وأعيان قبائل وادي الذهب، خلال حفل رسمي بالعاصمة الرباط، ولاءهم للوطن الأم، وقدموا بيعتهم للملك الراحل الحسن الثاني، طيب الله ثراه، في موقف جسّد وحدة الأرض والشعب، والإرادة المشتركة في مواجهة الاستعمار وترسيخ السيادة الوطنية. وخاطب الملك الراحل الحسن الثاني أبناء القبائل الصحراوية قائلا: "إننا تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة. فمنذ اليوم، بيعتنا في أعناقكم، ومنذ اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما إلى إسعادكم. وإننا لنشكر الله سبحانه وتعالى أغلى شكر وأغزر حمد على أن أتم نعمته علينا فألحق الجنوب بالشمال ووصل الرحم وربط الأواصر". وفي هذا السياق، تشهد الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، اليوم، دينامية تنموية غير مسبوقة بفضل المشاريع الملكية التي تشمل مختلف القطاعات الحيوية، وهذه المشاريع تأتي في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى جعل المنطقة قطبا اقتصاديا وتنمويا متكاملا، وتعزيز دورها كجسر للتواصل مع العمق الإفريقي، بما يرسخ السيادة الوطنية ويدعم اندماج الأقاليم الجنوبية في الاقتصاد الوطني. وفي مجال البنية التحتية، برز مشروع ميناء الداخلة الأطلسي كأحد أبرز الأوراش الاستراتيجية، لما له من دور محوري في تعزيز التنمية الجهوية والوطنية، وتطوير قطاع الصيد البحري، وفتح آفاق واسعة للتجارة مع إفريقيا وأمريكا، كما يواصل مشروع الطريق السيار تيزنيت–الداخلة ربط المنطقة بباقي جهات المملكة، في حين يساهم ربط الداخلة بشبكة الكهرباء في تلبية حاجيات السكان والمستثمرين وضمان انطلاقة قوية للمشاريع الاقتصادية. أما على مستوى التنمية الاقتصادية، فقد تم إطلاق مشاريع لتطوير قطاع الصيد البحري واستغلال الثروات السمكية الغنية بالمنطقة، إلى جانب تنمية القطاعات الرعوية والزراعية لتحقيق الأمن الغذائي وخلق فرص شغل محلية، كما يجري العمل على تطوير القطاع السياحي باستثمار المؤهلات الطبيعية الفريدة، وتوسيع مشاريع الطاقة المتجددة من خلال بناء محطات للطاقة الشمسية والريحية، مع دعم الصناعة التقليدية والاقتصاد التضامني للحفاظ على التراث الثقافي. وفي المجال الاجتماعي، تحظى قطاعات التعليم والصحة بعناية خاصة، حيث يتم العمل على تحسين البنيات التحتية التعليمية والصحية وتوفير خدمات أفضل للسكان، إضافة إلى برامج تكوين وتشغيل تستهدف الشباب، بهدف تمكينهم من ولوج سوق العمل والمساهمة في تنمية المنطقة. كما تشمل المشاريع الملكية في الصحراء المغربية أوراشا أخرى لا تقل أهمية، مثل إنشاء محطة لتحلية مياه البحر لتأمين مياه الشرب، ودعم مبادرات التنمية المستدامة عبر حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية. هذه الجهود، بمجموعها، تعكس رؤية شمولية تهدف إلى بناء أقاليم جنوبية قوية، مزدهرة، ومستدامة، تكون نموذجا للتنمية المتكاملة في إفريقيا. الوسوم الصحاء المغربية المغرب الملك محمد السادس وادي الذهب