أدى انهيار بيت قديم في حي الرحبة بالمدينة العتيقة بالرباط، صباح أول أمس السبت، إلى مقتل رجل وإصابة امرأة بجروح بليغة، نقلت على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وحضرت السلطات العمومية والوقاية المدنية وسلطات الولاية ورجال الأمن إلى مكان الحادث، إذ أمكن إنقاذ المرأة (58 عاما)، التي أصيبت بكسور في الرجلين واليدين من تحت الأنقاض ونقلت إلى المستشفى، وانتشال جثة الرجل (47 سنة)، الذي فارق الحياة تحت الأنقاض. ووقع الحادث حين سقط سقف محل يوجد أسفل البيت، كانت المرأة تعد فيه وجبات الفطور لزبنائها، وكان الضحية الآخر يتناول وجبة الفطور، وتمكن زبون آخر، كان يقف أمام المحل، من الهرب. وصرح سكان الحي وعدد من أصحاب المحالات المجاورة للمحل المذكور أن الجزء العلوي للبيت انهار منذ حوالي سنة ونصف وكان خاليا آنذاك من السكان، ولم يخلف خسائر بشرية، لكن المرأة استمرت في استغلال المحل، معتقدة أن الجزء السفلي لن يقع وأنه سيصمد مدة أطول. وأفاد أصدقاء الرجل الذي لقي حتفه في الحادث، في تصريحات ل"المغربية"، أن الضحية يقطن بمدينة تمارة ولديه ثلاثة أطفال، وكان يكسب قوته من بيع الأحذية على الأرض، بحي الرحبة بشكل يومي. وعبر أصحاب مجموعة من البيوت والمحلات بحي الرحبة عن استيائهم من "تماطل" وكالة تهيئة ضفتي وادي أبي رقراق في تعويضهم عن محلاتهم وبيوتهم القديمة التي سبق أن أحصتها في إطار مشروع الوكالة، منذ أزيد من 6 سنوات، موضحين أن الوكالة عوضت عددا من السكان الذين اقتنت بيوتهم ومحلاتهم وهدمتها، لكن هناك بيوتا أخرى بالحي أفرغها سكانها ومهددة بالانهيار لم تقم الوكالة بهدمها. ويخشى السكان أن تقع هذه البيوت في أي وقت، في هذا الحي الآهل بالسكان والذي يعرف رواجا كبيرا طوال اليوم، إذ يعتبر مدخلا إلى "السويقة" والبازار و"سوق الصباط" ووسط المدينة، ويمر منه المغاربة والسياح في التنقل إلى الأماكن المذكورة. وحاولت "المغربية" أن تستفسر عن موضوع هذه المحلات والبيوت القديمة بحي الرحبة من بعض المسؤولين بوكالة تهيئة ضفتي وادي أبي رقراق الذين حضروا إلى مكان الحادث، لكنهم اعتذروا بمبرر أنه ليس من اختصاصهم الحديث في الموضوع. يذكر أن المدينة العتيقة بالرباط تعرف، في كل فصل شتاء، حوادث مماثلة، لوجود عدد من البيوت المهددة بالانهيار، بعضها آهل بالسكان، وأخرى مهجورة ولم تهدم، تنهار بعد مدد متفرقة من تلقاء نفسها.