حرصت جمعية "الصداقة الفلسطينية المغربية"، المهتمة بتطوير الصداقة والأخوة بين الشعب المغربي والفلسطيني عبر أنشطة مختلفة، إلى الحضور للمغرب قصد المشاركة في احتفالات عيد العرش وحفل الولاء وذلك في خضم مواقف المغرب الداعمة للقضية الفلسطينية المتمثلة في لجنة القدس وبيت المال، وتثمينا لجهود المغرب المتواصلة في مساندة الفلسطينيين ومقدساتهم، إذ وجدت الجمعية في رحلتها من مدينة الخليل نحو المغرب، للمشاركة في عيد العرش، مناسبة لتجديد الامتنان للمغرب ملكا وشعبا على مواقفه الثابتة، في نصره أهل الضفة الغربية وقطاع غزة. تجد جمعية "الصداقة المغربية الفلسطينية" في المغرب، البلد العربي الإسلامي الذي طالما ناصر القضية الفلسطينية ولم يتوان عن خدمة الشعب الفلسطيني، مثلما تجسد في موقفه الأخير من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ كان المغرب من أول الدول العربية الإسلامية التي قدمت المساعدات لقطاع غزة مادية وعينية، عبر توجيهات ملكية سامية شددت على ضرورة مدها لأهل غزة في بدايات الحرب عليها. من جهته، أفاد محمد زياد الجعبري، رئيس جمعية "الصداقة المغربية الفلسطينية"، في تصريح ل"المغربية" أن وفد الجمعية شارك في احتفالات العرش الملكي المجيد، معبرين عن امتنانهم الكبير للمملكة المغربية وعلى رأسها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في مواقفها الراسخة لمساندة القضية الفلسطينية، وجعلها ضمن أولويات سياسة المغرب الخارجية، من خلال الدفاع عن الشعب الفلسطيني في كافة المحافل العربية والإسلامية والدولية، والسعي إلى إلزام الحكومة الإسرائيلية باحترام القانون الدولي. وأضاف الجعبري أن "دعم المغرب لأهل قطاع غزة إثر الحرب الدامية من قبل العدوان الإسرائيلي، كشف مرة أخرى أن المغرب سباق إلى دعم الفلسطينيين عبر مواقف مستنكرة للظلم والعدوان الإسرائيلي، وتقديم مساعدات مادية وطبية وإنسانية لضحايا العدوان"، معبرا بالقول إن "الجمعية تتقدم بالشكر الحار للمملكة المغربية وعلى رأسها جلالة الملك محمد السادس، مع مزيد من التقدم والازدهار للمغرب وفق قيادة ملكية رشيدة". تبادل الخبرات في السياق ذاته، يعمل أعضاء الجمعية على تطوير الصداقة والأخوة والتعاون بين الشعبين في المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الفلسطيني والمغربي، عبر تدعيم العلاقة بين الجمعية والجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية المغربية، وإبراز الدور الوطني والنضالي للمملكة المغربية ونشر الوعي الثقافي والأدبي والفني والحضاري والتراثي المغربي في الساحة الفلسطينية، وتوثيق عرى الصداقة والمحبة بين الخريجين الأعضاء من خلال التواصل في المحاضرات والندوات والمؤتمرات واللقاءات الدورية، والاهتمام بأوضاع الخريجين وتمكينهم من متابعة تحصيلهم العلمي، ثم تلبية احتياجات المجتمع الفلسطيني اجتماعيا، ثقافيا، سياسيا، اقتصاديا، من خلال تقديم المهارات والخبرات من قبل الخريجين أنفسهم والمؤسسات المغربية ذات العلاقة وكذلك الاهتمام بالبحوث العلمية والتطبيقية لما من دور في نشر المعرفة والتطوير خدمة للشعبين الشقيقين. كما يسعى أعضاء الجمعية إلى التعريف بالواقع الثقافي والحضاري والتراثي للمملكة المغربية في أرضنا الفلسطينية حيث أن هناك نقصا في المعلومات المتعلقة بهذه الجوانب في داخل الأراضي المحتلة، كما تركز الجمعية نشاطاتها على المجالات الاجتماعية والتعليمية والثقافية والترفيهية، من خلال تنظيم الندوات والمحاضرات العلمية وورشات العمل المتخصصة من طرف محاضرين من داخل فلسطين، وخارجها حول التاريخ النضالي والوطني للمملكة المغربية ودورها في دعم نضالات الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. في الصدد ذاته تعقد الجمعية لقاءات وحفلات تعارف لخريجي الجامعات المغربية الشقيقة والجالية المغربية المقيمة في محافظات الوطن ومتابعة أوضاعهم ومساعدتهم في المجالات المختلفة، وكذا التواصل مع جمعيات مغربية مثل جمعية فاس سايس وجمعية أبي رقراق ورباط الفتح والعصبة المغربية لحماية الطفولة وغيرها من المؤسسات المغربية، مع تعزيز مشاركة المجتمع الفلسطيني في أنشطة وبرامج الجمعية، التي تتنوع بين المخيمات الصيفية واللغات والتراث المغربي والفلسطيني والحاسوب والتكنولوجيا. مشاريع مستقبلية تسطر جمعية "الصداقة المغربية الفلسطينية"، حسب إفادات رئيسها محمد زياد الجعبري، عدة مشاريع مستقبلية تروم إلى تمتين التعاون بين المغاربة والفلسطينيين، ومن بين هذه المشاريع إصدار نشرة دورية تعنى بخريجي الجامعات المغربية من الطلبة الفلسطينيين ومتابعة أخبارهم، وإقامة معرض للكتاب تعرض فيه الإنتاجات العلمية والفكرية والثقافية المغربية، وتنظيم ندوات ومحاضرات وورشات عمل تتناول مواضيع الساعة على الساحة المغربية الفلسطينية، وإقامة معرض وطني هادف في المملكة المغربية للمنتوجات الثقافية الإبداعية العلمية للشعب الفلسطيني، دون إغفال الجالية المغربية في فلسطين ورعايتها. يشار إلى أن "المغربية" زارت مقر جمعية "الصداقة المغربية الفلسطينية"، بمدينة الخليل في الضفة الغربية، حيث أتاح رئيسها وبعض أعضائها ل"المغربية" التعرف عن كثب على واقع أهل الخليل المحاصرة من قبل الجيش الإسرائيلي، والتعرف على بعض مقدسات المدينة مثل الحرم الإبراهيمي، فكان ل"الجمعية" بحضور أعضاء مغاربة، دور كبير في جمع معطيات توثق للزيارة وتوضح أفكارا عن تاريخ فلسطين وقضية شعبها المناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي.