احتفل العالم الثلاثاء الماضي، باليوم العالمي للمحيطات الذي يتزامن مع 8 يونيو من كل سنة، واتخذت الأممالمتحدة هذه السنة شعار: "المحيط: الحياة وسبل العيش". ويعد الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات مناسبة للوقوف على أهم الجهود الوطنية المبذولة من أجل الحفاظ عليها، والتحديات البيئية التي تعانيها تلك المحيطات التي تعد القلب النابض لحياتنا اليومية. وفي هذا الصدد، صرح بنرامل مصطفى، خبير بيئي ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، أن الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات هو تذكير للجميع بأهمية الدور الذي تلعبه المحيطات في حياتنا اليومية لأنها تعتبر رئة كوكبنا، وتتنج أغلب الأكسجين الذي نتنفسه. وأضاف بنرامل، أن الاحتفال هو أيضا مناسبة لاطلاع الجمهور على أثر الأنشطة البشرية على المحيطات، وخلق حراك عالمي يجمع اهتمام الناس بالمحيطات، وتعبئة وتوحيد شعوب العالم في مشروع للإدارة المستدامة للمحيطات على المستوى العالمي، كونها تشكل مصدرا رئيسيا للغذاء والدواء ومحيطنا الحيوي، والاحتفال معا بجمال وثروة المحيطات. وأشار رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية، إلى أن المحيطات تشكل مصدرا رئيسيا للغذاء والدواء ومحيطنا الحيوي، والاحتفال معًا بجمال وثروة المحيطات، مؤكدا أنها تغطي أكثر من 70 بالمائة من كوكب الأرض وتعتبر مصدر حياتنا، وتدعم رزق البشرية وجميع الكائنات الحية. وتابع بنرامل قائلا إن "المحيط ينتج ما لا يقل عن 50 في المائة من الأكسجين الموجود على كوكب الأرض، بينما تمتص المحيطات 30بالمائة تقريبا من ثاني أوكسيد الكربون الذي ينتجه البشر، مما يمنع تأثيرات الاحترار العالمي، وبالتالي هو موطن لمعظم التنوع البيولوجي للأرض، والمصدر الرئيسي للبروتين لأكثر من مليار شخص حول العالم. وأضاف الفاعل الجمعوي، أن المحيط يعتبر مفتاح الاقتصاد، حيث يعمل ما يقدر بنحو 40 مليون شخص في الصناعات القائمة على المحيطات بحلول عام 2030. ولفت بنرامل ، إلى أن التلوث البحري شأنه شأن أي تعامل غير سليم مع البيئة البحرية، مصدر تهديد كبير لتوازن المنظومة البيئية، وتتدهور المياه الساحلية بسبب التلوث وما يعرف بظاهرة إغناء الماء، وبدون جهود متضافرة، من المتوقع أن يزداد التخثث الساحلي في 20 بالمائة من النظم الإيكولوجية البحرية الكبيرة بحلول عام 2050. ومن جانب آخر، أكد متحدثنا، أن المغرب الذي يقع في "ملتقى حوض البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، مهدد باستمرار بالنتائج الكارثية التي قد تتسبب فيها بعض الحوادث البحرية على جزء من ساحله"، مضيفا أن "تنامي حركة التنقل بمضيق جبل طارق يشكل مصدر تهديد بالنظر لعدد ناقلات البترول التي تعبره يوميا". وعزا بنرامل، أسباب تلوث مياه الشواطئ المغربية، إلى المواد الكيماوية التي تحملها الأنهار التي تصب في سواحل المدن مثل نهر سبو بمدينة القنيطرة وأم الربيع بأزمور، ومياه الصرف الصحي غير المعالجة، وآثار حركة البواخر في الموانئ، إضافة إلى مخلفات المطارح غير المراقبة والنفايات البلاستيكية التي تقذف في المياه من مختلف المصادر، ومحاربة التلوث الناتج عن المواد البلاستيكية، مابات بحسبه، يثير قلق المجتمع الدولي والوطني في الوقت الراهن، بالنظر إلى كمية المواد البلاستيكية التي يتم إنتاجها سنويا، والتي تبلغ 350 مليون طن، وينتهي بها الأمر في المحيطات بدل تدويرها. وكشف بنرامل أن نتائج دراسة حديثة أظهرت أن تلوث البلاستيك هو المصدر الرئيسي للنفايات الصلبة الملوثة لشواطئ المغرب بنسبة 85 بالمائة، وأن منشأ هذه النفايات يتركز بشكل كبير في 5 أنواع من المنتجات تمثل 56في المائة من النفايات المجمعة خلال الدراسة، وأن معظم النفايات تأتي من منتجات تسوقها عدد من الشركات الصناعية الكبرى. ومن جهته أكد محمد بنعبو، خبير في البيئة والمناخ والتنمية المستدامة، ل "الصحراء المغربية"، أن يوم المحيطات العالمي هو مناسبة لتجديد التزام المغرب من أجل التقليص من الآثار السلبية للتغيرات المناخية على المحيطات ، ولاستحضار جهود المغرب في الحفاظ على المنظومات البيئية البحرية والساحلية عبر تنزيل العديد من البرامج على مستوى مراقبة جودة مياه البحر وحمايتها من التلوث. وأشار بنعبو إلى أن المغرب انخرط في عدة مبادرات دولية، أهمها مبادرة الحزام الأزرق من أجل حماية عشر مساحات المحيطات عبر خلق المحميات البحرية، وإعادة تأهيل الموائل وأعماق البحار المتدهورة، وتشجيع الصيد البحري الصديق للبيئة، كما صادق المغرب على عدة قوانين في أفق تثمين الأنظمة البيئية البحرية والساحلية، والحفاظ على التوازنات الإيكولوجية والبيولوجية، والتدبير المندمج للساحل وحماية التنوع البيولوجي البحري.